الفصل السادس

3.5K 112 0
                                    

ظلت هيا تبكي لوقت متأخر من الليل لماذا يعاملها بهذه الطريقه ماذا فعلت له ليكون قاسي معها هكذا
دائماً يكسر بخاطرها ويزعزع ثقتها بنفسها
اما وسيم فكان يسمع بكاءها وقلبه يؤلمه بشده لأجلها
لم يكن عليه ان يعنفها بهذه الطريقه ماذا فعلت له أيعاقبها لتأثيرها عليه وما ذنبها ان كان يتأثر هو بكل ما تفعله فهي لم تحاول ولو لمره واحده ان تلفت انتباهه دائما ما تتعامل بطبيعتها وبراءتها اللامتناهيه
وللاسف هذا ما جذبه إليها
فكر ان يذهب إليها يطيب خاطرها ولكن غروره منعه من تلك الخطوه يعلم انها عندما تستيقظ ستنسی ما فعل وتقابله بتلك الابتسامه التي تذيب اعصابه
في الصباح خرج من غرفته علي امل ان يری هياا تقف في المطبخ تحضر له الإفطار او تجهزت لتذهب معه الي الجامعه ولكن ذلك لم يحدث فالشقه هادئه ويبدو ان هياا مازالت نائمه
ذهب الي الشركه التي يعمل بها وهو يشعر بالحزن فاليوم لم يصطبح بوجهها الجميل !!
منذ ومتي وهياا تمثل هذه الأهمية في حياته
دخل وجلس علي مكتبه ليصيح فادي : اي يا بني في
اي ضارب لينا ال 111 من صباحيه ربنا ليه
زفر وسيم بضيق وقال : مفيش
ضيق فادي عينه : متأكد
هز وسيم رأسه : ايوا
سأل فادي : وهياا اخبارها اي
نظر له وسيم بضيق : كويسه
ثم حاول تغيير الحوار : مش هتقولي بردو ليه سيبت خطيبتك
تكلم فادي بلامبالاه : كل شئ نصيب
سأل وسيم بشك : فجاءه كدا ....طب كنت خطبتها ليه من البدايه
ابتسم فادي داخله ماذا يقول له ايقول له انه كان يهرب من مشاعره تجاه بسمه بخطبته لسالي
ولكن رد بصوت لا يظهر عليه شئ من مشاعره الداخليه : يا عم ما قولتلك نصيب هنعترض يعني
....المهم سيبك انت وقولي اي رأيك في صافي
تمتم وسيم : وحشه ...سمرا وكارته
انفجر فادي في الضحك غير قادر علي السيطره علي نفسه وقال : هو مفيش حد عجبك ابدا ..يا بني مفيش مقياس محدد للجمال ...وزي ما بيقول المثل اللي تكرهه انت يحبه غيرك
نظر له وسيم بضيق : يعني اي يا فيلسوف زمانك
وضع فادي يده أسفل ذقنه وهو ينظر أمامه بتركيز دليل علي العمق : اسمع وخد الخبره مني .. يعني كل واحد وليه ذوق مختلف عن التاني قولي ازاي.. اقولك يعني انت مثلا بتحب الواحده البيضا غيرك يحب السمرا ويشوفها قمر
واحد تاني يحب الكيرفي ويشوف السمبتيك واحده مسلوعه وهكذا ...وبعدين صافي مش كارته دا كيرلي يا جاهل
شرد وسيم بتفكيره ما لا يعلمه فادي ان مقايس الجمال بالنسبه لوسيم قد اختلف منذ ان دخلت هياا الي حياته فصارت هي مقياس الجمال الخاص به
يعترض فادي علي ان صافي ذات شعر سئ اذا هو لم يری شعر هياا شديد النعومه والطول
في المساء
عاد وسيم من عمله ودخل الي شقته ليری الهدوء يعم المكان ..اذا أين هياا ..شعر بالقلق ليدخل سريعا الي غرفتها ليراها نائمه اقترب منها كان شعرها مبعثر حولها ووجها أحمر وعيونها منتفخه أثر البكاء مرر يده علي وجهها بحنان فتحت عيونها ليقابلها وجهه القريب منها اعتدلت جالسه وهي تشيح وجهها عنه
تكلم وسيم برقه : هياا
لم ترد عليه وهي تسمح عيناها التي بدأت في ذرف
الدموع
أمسك وجهها برقه واداره إليه : هياا بصيلي
رفعت عيناها إليه ليستطرد حديثه : انا آسف
تفاجأت هياا ايعتذر لها الوسيم بالتأكيد هذه سابقه من نوعها
كرر وسيم حديثه : بقول آسف ..متزعليش مني
هزت هياا رأسها : خلاص مش زعلانه
نفی وسيم : لا شكلك لسه زعلانه
ابتسمت هياا : لا مش زعلانه
ابتسم وسيم وأخرج بوكس هدايا مربوط بشريطه حمراء وقال : يعني مش عاوزه دا
اتسعت عين هياا وهي تقول ببرءاه : دا ليا
هز وسيم رأسه بنعم لتخطفه هياا وتقوم بفتحه سريعا وتخرج منه العديد من أنواع الشوكولاته المختلفه
صرخت هياا بسعاده وقبلت وسيم من خده وهي تقول : شكرا ..شكرا جدا بجد
ثم قفزت من علي الفراش وهي تحتضن بوكس الشوكولا غير مدركه لحاله وسيم الذي تصارعت دقات قلبه بشده وهو يضع يده مكان قبلتها.

كانت بسمه تسير ذهاباً واياباً وهي تأكل اظافرها كحالتها عندما تفكر في شئ ما
نظرت الي الساعه التي تشير الي الثامنه عدت واحد.. اثنان.... ثلاثه .....ثم رن جرس الباب ابتسمت وهي تجري لتفتحه سريعا فالمعجب السري بالتأكيد وضع الورود امام الشقه كما يفعل يوميا في نفس المعاد
خرجت لتري باقه زهور البنفسج ابتسمت بسعاده وضمت الزهور الي صدرها وهي تفكر يا تري من يجلب لها هذه الورود ...أيمكن ان يكون فادي ..ولكن استبعدت هذه الفكره ففادي لا يحبها لكي يجلب لها الورود بل يراها طفله صغيره لا تفقه شئ
سمعت صوت والداها ينادي عليها : بسمه يا بسمه
صاحت بسمه : نعم يا بابا
أجاب الأب : تعالي يا حبيبه بابا عاوز اتكلم معاكي
ردت بسمه : حاضر يا بابا ثواني
ثم دخلت سريعا الي غرفتها وضعت الزهور وخرجت الي والدها
جلست بجانبه : خير يا بوب
ابتسم الأب : خير إن شاء الله ثم استطرد كبرتي يا بسبوسه وبقيتي عروسه
عبست بسمه : في اي يا بابا قلقتني
ضحك الاب : متقلقيش مفيش حاجه ...الموضوع وما فيه ان متقدملك عريس
حزنت بسمه وقالت : بس انا مش بفكر في الجواز دلوقتي
سأل الأب : في سبب ولا كدا وخلاص
عضت بسمه شفتيها وهي تقول : بس ..أصل
ابتسم الأب وأردف : بصي يا حبيبتي انا عمري ما هغصبك علي حاجه ...انتي رأيك الأول والأخير ..بس انا رأيي انتي تشوفيه الأول وتتكلمي معاه عجبك كان بها معجبكيش يبقا كل شئ نصيب قولتي اي
ما كان من بسمه إلا أومأت برأسها ايجاباً وهي تفكر بجديه انها يجب ان تأخذ خطوه في حياتها ولا تظل تنتظر شئ مستحيل

في اليوم التالي ذهبت هياا الي جامعتها وهي تشعر بالسعاده فوسيم بدأ يهتم لأمرها ويعاملها برقه ويفعل لها ما تريد
رأت سلمي تقف مع شخص ما لتتجه تقف بجانبها
ظل وسيم ينتظر بسيارته ان يطمئن علي دخول هياا الي جامعتها حتي يذهب الي عمله
ولكن لفت نظره وجود هاتف هياا ليضطر ينزل
من سيارته ويذهب إليها حتي يعطيه لها
وصل الي مكان وقوفها ليشعر بالغضب الشديد
وهو يراها تقف مع شخص ما اندلعت النيران في صدره منذره بعاصفه هوجاء

كانت بسمه تسير هائمه تفكر في العريس الذي اخبرها عنه والدها فقال انه سيأتي اليوم لرؤيتها
ما زالت غير قادره عن رؤيته ولا الموافقة عليه
لم تكن تتخيل في يوم ان تكون لأحد غير فادي
دمعت عيناها وهو تتذكر انه لا يهتم بأمرها بل جرحها بشده عندما رفضها ورفض حبها له وايضا
قد كسر قلبها بشده عندما خطب تلك السالي البغيضة
وفي خضم افكارها لم تري تلك السياره المسرعة التي حاولت تفاديها ولكن لم يستطع سائقها تفاديها لتسقط ارضا امام السيارة
يتبع
رأيكم يهمني ❤
#الوسيم_والسمينة
#أمنية_أشرف

الوسيم والسمينة بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن