"أقسم! أقسم .. أنهم ... سيقتلونك" اندفعت الكلمات بصوت متقطع يتلاشى قبيل إغلاق جفنيه لآخر مرة.
بليلة حالكة السواد، تحت وميض القمر الخافت .. منعكساً على جوهرتين من التنزانيت الأزرق .. الى الجثة الهامدة على الأرض تنظران.
خيوط حريرية سوداء تنسدل على حاجبين منعقدين يضفيان غموضا ورهبة.
بالفم سيجارٌ موقدٌ ودخان كثيف.
سائل أحمر متناثر بالأرجاء.على حافة جرف تحت ظلال الشجرة المرهب
معطف انيق طويل يضيفه طولاً على طول مع حذاء يصل أسفل الركبتين مزين بالأحمر المتناثر أدناه.
كان مشهدا مريعاً مقترناً بلمسةٍ من الجمال القاسي.ليلة باردة على غير العادة في منتصف الربيع، صوت وقع أقدام مهيبٍ متداخلاً بصوت حفيف الرياح.
ببطءٍ ... ببطءّ .. يتلاشى صوت خطواته وكأنه لم يكن.تنفس كثيف وسريع تسمعه وإن لم تكن مبال، عينان حالكتا السواد وكانهما الليل بعينه، مرسومتان ومحفورتان ببشرة ناصعة البياض تكاد تكون يشما أبيض تتضح بها الشفاه قاتمة الحمرة، خيوط سوداء حريرية طويلة تتعدى الخصر النحيف، فستان ابيض رديء مشد بمشد أسود.
ارتعدت الصبية مما رأت من مشهد دموي ورغم توجسها خيفة فقد هبت واقفةً واتبعت الرجل بالخفاء.
يرتجف بدنها ولكن تكمل المسيرة، فإن تقاعست ستفقد اثره، وإن حدث فستبقى حبيسة تائهةً هنا حتى يدركها الموت.
هي تدرك أنه إذا علم أنها شهدت جريمته ربما يقتلها بعينين باردتين كما الصقيع ولكن ما باليد حيلة.تكاد الشمس تعلن عن وصولها وليس للدرب من غاية بعد.
رجل يزهق الأرواح دون طرفة عين وفتاة تتمسك بخيط نجاتها .. أترى للأمر من نهاية؟

أنت تقرأ
Cold Blood
Romanceتجد تيلاريا نفسها حبيسة بأحضان الأدغال، لا تعلم من أين تبدأ سرد حكايتها وأنّى لها الوصول لهنا، وبينما هي غارقة بمخاوفها، تغدو الشاهدة الوحيدة على جنايته. تقرر تيلاريا التغلب على خوفها وتتتبع القاتل. فهل يقتلها للتستُّر على جريمته، أم للقدر رأي آخر؟