(١)مَرِيضٌ مُرِيبٌ

794 52 73
                                    


𝖢𝖧𝖠𝖯𝖳𝖤𝖱 1 | الـفـصـل الـأَوَّل

[ مَرِيضٌ مُرِيبٌ]




..

٢٨ دِيسَمبَر ٢٠٢٢
صَبَاحـًا

تحركَ ذو المعطفِ الابيضِ بخطـىً سريعةً متجاوزًا الأطباء الذين يقفون في الردهة..

وإتـجه إلى غرفتـهِ حيث يجتمع مـع مساعده بشأن العمـلِ.

وقف أمَـام البـاب المـقصود، ودخل دون التفكير في الطرق حتى دافعـًا الباب بهمجية.

حتى عمت الفوضـى فجأة إثر مسـاعده الذي انتفض بذعرٍ مما سببه الطبيب بدخُـوله

فقال سيهون للذي دخل وهو يعدل نظاراته الدائرية بينما يقهقه على موقفه الحرج:
" مرحبـًا يـونجي"

شفنه ذو النظارات الشبه مُربعيـة بـغرابة وقـال أثنـاء دخــُوله:
" ألن تتوقف عن تصرفاتك الغريبة تلك؟!"

فقابله سيهون بضجر قائلًا :
" وهل هناك أحد يدخل بتلك الهمجية؟ "

نفث يونجي ضحكةٍ من طرف شفتيـهِ، ثم سحبَ كُرسيـًا لَه.
" لعلمك أنت مَن تمتـلك قَلبـًا رهيفـًا"

جلـس مقابِلًا لـمكتب مُـساعِده يَسـندَ ظَـهرهِ للخلف بـينمَا يُخرجَ عُلبَـة السَّجـائِر خَـاصتِهِ.

أخـرَجَ وَاحِدة يَضَعـهَا بـفمهِ، ثـمّ القداحَةِ مِن جَيـب مَعطفهِ تَحت نَـظراتِ سـيهُون السَّاخِـرَة:

" ألا تخشى على المرضَى من سجَائِرَك تلك؟!"

قطبَ يونجي حاجبيه بينمـا يُشعِـل سِيجَارته في وضعٍ بدا جذَّابـًا لسيهون.

ثمّ أخذَ نفسـًا عميقـًا وزفرهُ:
"غريـبة ؟! لـم تتسـاءَل تلكَ المـرَّةِ عن سبب لـوُجود قَدَّاحَة بـجَيبِ طَبِيب نفسيّ.."

دحرج سيهون عـينَاه يقول:
"لَا تخرُج عَـن المَوضُـوع الذي تجمَّعنا لأجله"

أخـذَ يُـونجي نفسـًا مِن سيجـارته مجددًا، ثم نفثه:
"بـشَأن ذلِك المَرِيض الجَدِيد، لَـقد وَافقـتُ علـى مُعَـالجَتهِ بـ نَفسي"

أسند سيـهون رأسه على كفـهِ بينـما يقول بـملل وهو يلاعب القلم في يـدهِ الأُخرى:
" كُنتُ أعلم عـلَى كُلِّ حَـالٍ أنَّك ستنتَـهز تلكَ الفُرصَـة"

ليعود لوضـعهِ الطبِيـعي مُستئنِفـًا حديـثهِ:
" لـكنكَ لا تهتَمَ لـكُونهِ مُجرِمـًا في قَضِيَّـة قتلٍ؟!"

نفى يُونجي ينظر لسيجَارته:
" لا أهتَـم لـلَعنةٍ، الأهم أن أعملَ"

طافت عينان سيهون بـ شفنٍ، فـتَابِع يُونجِـي وهو يرمقهُ بنظرَاتِـه الجِدَّيـة:
" ثمَّ أن ما جاء لي في تقريـرِ ذاك المَريض أنَّه قَتَـل دَون وعيٍ "

الرابع من ديسمبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن