▪︎▪︎▪︎
كنا جميعًا نحسب أن التطور الطبي و التكنولوجي سيفيدنا، يجعلنا أقوى و أعلا مكانة.. لذا سعت البشرية تتسابق من سيتطور اقتصاديًا أولاً، من سيجد علاج السرطان أولاً، و من سيخترع أسلحة أقوى أولاً.. و الأمر طبيعي لأننا بشر، أذكى الكائنات على الكرة الأرضية.
لكن كلما بلغ النجاح ذروته، قد يختفي برمح البصر ونعود إلى نقطة ماقبل الصفر.
فلم نصل لاقتصاد قوي مطلق دون ارتفاع عدد المشردين بنفس النسبة، و عالجنا السرطان لتأتي أمراض أقوى منه أضعافًا، و قوة الأسلحة دمرت بلدانًا كاملة و محتها من الخريطة.
كيف يمكنني شرح الأمر، الحرب العالمية الثالثة ربما؟
لكن لما تقوم الحروب أصلا؟ تخمينكم صحيح، الطمع.
إذا همس لك أحدهم ب 'أدولف هتلر' .. أول شيء سيأتي ببالك هو طمعه الذي أخلف دمارًا كليًا بالأرض.
قتل نحو ستة ملايين بشري و تسبب بمعاناة مئات الآلاف، إنسان واحد فقط سبب دمارًا لم يخطر على بال أحد بشكل يدعو للدهشة.
كان مختلاً نفسيًا، يرغب بالقوة و السلطة والقوة، و المختلون عندما يصلون لمراكز عالية لن تكون النتائج مرضية. و للأسف عددهم كان أكبر مما قد نتخيل.
لكن رؤساء ذلك الزمان كانوا أسوء من هتلر.
فالقنابل التي تم اختراعها كانت أسوء من 'الفتى الصغير' و 'الرجل البدين' بل لا يوجد وجه مقارنه حتى.
و على عكس الحرب العالمية الثانية، كان الرؤساء يملكون خططًا طويلة الأمد لنتائج الحرب التي أتت بتدريج بطيئ.فقد كان السلام سائدًا نوعًا ما -بغض النظر عن الحروب البيولوجية- فكان لايزال الأكثرية يعيشون برفاهية، مع تقدم علمي وطبي مبهر.
لدرجة وصل الأمر لإعلان الباحثون عن اكتشافهم كوكبًا صالحًا للعيش، يكاد يطابق مواصفات كوكب الأرض، بل أن غلافه الجوي أكثر أمنًا و نظافة لعدم وجود ثقوب به مثل ثقب الأوزون، و نسبة المياه هناك أعلى قليلاً من تلك على كوكب الأرض لكن نقاؤها يعود لانعدام المخلفات البشرية به.
ثم أطلقوا عليه كوكب هيفيستوس.
فورًا شرع الباحثون في السفر له، بل و كانت أشهر حتى أعلنوا أنهم يحتاجون وظائف لعمار الكوكب الجديد، لكن عائق المسافة كان مشكلة خصوصًا و أن تكاليف السفر في مركبة فضائية تكلف أطنانًا من المال و العمل و الوقت والجهد.
لذا بشكل سري تلك المرة، لم يعلن الباحثون عن إنشائهم لوسيلة نقل جديدة لذلك الكوكب، و التي كنا نراها فقط بأفلام الخيال العلمي.
أنت تقرأ
dystopia ||
Science Fictionعندما يحكي الناس عن نهاية العالم، نتخيل نيازك، فضائيين، فيضانات وزلازل، لكن نستبعد تماما أن نهاية العالم ستقوم على أيدي البشر وحدهم. هُنا، حيث مابعد نهاية العالم الذي لم ينتهي بما سبق ذكره، بل بصرخة. صرخات من ملايين الأرواح. هُنا، حيث مابعد نهاية...