لعلنا نلتقي بالأشياءِ التي نحبُّ في وقتٍ آخرٍ
تكون مُستحِقَّةً لنا، ونكونُ أهلًا لها..لعل وجودَها الحالي فيه هلاكنا، وفيه ضياعَنا.
لرُبما هي مسألةُ وقتٍ لأفهمَ كيف أقدِّرُ قيمةَ الأشياءِ
وكيف تقدِّرُ هي وجودي، فلا تنقطعُ حبالُ الوصلِ ثانيةً.لا أقنعُ بأنَّ النهاياتٍ أبديّةٌ
ولا أنَّ الطُرقَ كانت جسورًا..لنا لقاءٌ آخر مع كلِّ ما فُقِدَ
"لم تنتهِ الحكايةُ بعد، غدًا تطيرُ العصافيرُ"- سمر إسماعيل
▪︎▪︎▪︎
انفجر رأس الروبوت مخلفًا دمارًا شاملاً حوله، تناثرت أجزاء رأسه في كل مكان تكسر مابطريقها مع تسرب دخان أسود من عنقه ثم توقفت حركته بالكامل.
اتسعت ابتسامتي على تلك الفوضى أنزع خوذة الأمان عن وجهي و أنهض من أسفل طاولتي أتقدم تجاهه بذات الابتسامة المختلة، نجحت في اختراق وعي الروبوت وجعلته يفجر نفسه بنفسه عن طريق خلق ضغط هائل من تفريغ الهواء داخل خلاياه دون الحاجه لتدخل مواد نووية.
كان يقف روبوت آخر جوار طاولتي يشاهد بصمت، اقترب مني يضع دفتري أمامي أثناء جمعي لخصلاتي التي تطايرت بفعل ضغط الانفجار أنحني لأدون المستجدات دون ترك ابتسامتي.
كم أنا ذكية..
اختراق وعي روبوت من الرتبة الخامسة ليس سهلا و ليس معقدًا أيضًا، الروبوتات تمتلك مراتب مختلفه بداية من الرتبة السابعة حتى الأولى.
ذو الرتبه السابعة يكونون مجرد آلات صغيرة تمتلك ذكاءً اصطناعيًا، فما يفصل الروبوت عن أي جهاز هو امتلاكه لذكاء اصطناعي و كلما زاد تعقيد أجزاء جسده مع زيادة ذكائه ترتفع رتبته.
ذو الرتبة السابعة نستخدمهم بكثرة هنا، بينما ذوي الرتبة الأولى هم البشر الاصطناعيون و هؤلاء مخيفون.
كما أن أسعار ذوي الرتب الأولى غالية ولا يمكن لأي أحد اقتنائهم إلا بتصريح رسمي من الحكومة، الحكومة نفسها أصبحت تستخدمهم بكثرة في كل المجالات تقريبًا.
الأمر كأنك تتاجر بالبشر نوعًا ما لكن بموافقة الحكومة..
لذا أنا أسعى لتعلم اختراق وعي الروبوتات بدلا من كيفية صنعهم، ليس لسبب جبار لكني لا أثق بهم...ألا نشاهدهم في الأفلام ينقلبون على صانعيهم ثم يحتلون العالم ويستعبدون البشر؟
أمزح، هذا ليس سببًا كون تلك الأفلام خيالية بغباء ويستحيل حدوثها، أرى أننا يجب أن نخاف من البشر لا الروبوتات.
أنت تقرأ
dystopia ||
Science Fictionعندما يحكي الناس عن نهاية العالم، نتخيل نيازك، فضائيين، فيضانات وزلازل، لكن نستبعد تماما أن نهاية العالم ستقوم على أيدي البشر وحدهم. هُنا، حيث مابعد نهاية العالم الذي لم ينتهي بما سبق ذكره، بل بصرخة. صرخات من ملايين الأرواح. هُنا، حيث مابعد نهاية...