سنين و أنت تصحو كل يوم على أمل و تبيت على خيبة
و تبيت على أمل و تصحو على خيبة
و لم يقتلك ذلك.
فلماذا قد تضرك خيبة جديدة؟- دوستويفسكي
...
هزّة، هزّتان، ثلاث هزَّ-
انتفضت من سريري أحدّق بالوسادة برعب، ثم سحبت هاتفي من أسفلها أغلق المنبه الذي كان على وضع الاهتزاز ، لما لم يخبرني أحد أن اهتزاز المنبه له صوت؟
لم أنم جيدًا، كريستوفر يجبرني على ارتداء السماعات حتى وأنا نائمه لذلك استمريت بالاستيقاظ من أقل صوت مفزوعه. لكنه أخبرني إن لم أعتد عليها الآن لن أعتاد مطلقًا.
رغبت برطم رأسي بالوسادة مجددًا والعودة للنوم لكني نمت كثيراً، لذا نهضت بتثاقل أتجاهل قوى التجاذب بين رأسي و الوسادة أتجه للحمام.
أغلقت الباب أحدّق بنفسي بالمرآة، جمعت شعري المبعثر أرفعه ثم أدرت ذقني للجانب قليلاً لأرى السماعات وفروة رأسي الواضحة بسبب شعري المحلوق حول أذني، كان يوجد احمرار طفيف بالجلد هناك بسبب الالتئام النصفي لمكان العملية، أنزلت شعري أرمش و أخذ نفس عميق.
"آآاااعععه"
قضبت حاجباي بقوة بعدم رضى مهما حاولت الربط بين صوتي و ووجهي لا أجده ملائم أبدًا وبعيد كل البعد عن صوتي الذي تخيلته.توقعت أن يكون ناعمًا جدًا، رقيقًا مثل صوت والدتي الذي لا أذكر منه سوى أن نبرته كانت أنعم من أي نبرة بالحياة، لكن صوتي الحالي به بحة خفيفة تظهر نهاية كلماتي وبوضوح عند استيقاظي، نفس البحة التي تأتي مع الزكام.
أعطيه تقييم ٩/١٠ لأنه لا يليق بوجهي، ربما إن اعتدت عليه سأرفع تقييمه أكثر.
ماذا؟ لن اعطي نفسي تقييم قليل حتى وان لم يعجبني شيء بي.
تناولت أدويتي و مسكناتي بعد أن أنتهيت من حمامي الذي قضيته بالتفكير حول التقدم الطبي المبهر بهذا المركز، بعيدا عن أني لم ابلل رأسي حتى لا تتضرر عمليتي و لأني أشعر أن رأسي أثقل من البطيخ حاليا، أعني بالعادة لم أكن لأقوى على النهوض من سريري بعد عملية كتلك ... لكن ها أنا هنا بعد يومان من العملية أسير وحدي دون السقوط.
خرجت من الغرفة أسير جوار الحائط أطرق أي طاولة أو مزهرية بطريقي لأختبر كيف صوتها، حتى قابلتني صورة كريستوفر المعلقة بالحائط، أملت رأسي واقتربت بشدة أقبض يدي ثم ما كدت أرفعها لطرق رأسه أختبر إن سيخرج صوت أم لا، حتى فاجأني صوت مزعج خلفي.
انتفضت وفقدت توازني لبرهة رغم كوني حرفيا أقف بجوربي وحسب، ودار العالم و درت معه قبل أن تلتقطني يدان إيدن "لم أعلم أنك ستركبين الهواء من أقل صوت."
تنهدت أقف باعتدال أدفعه عني أنظر للغرفة المفتوح بابها خلفه، استوعبت لتوي أننا أمام غرفة كريستوفر و إيدن من فتح بابها بصوت مفزع للتو.
أنت تقرأ
dystopia ||
Science Fictionعندما يحكي الناس عن نهاية العالم، نتخيل نيازك، فضائيين، فيضانات وزلازل، لكن نستبعد تماما أن نهاية العالم ستقوم على أيدي البشر وحدهم. هُنا، حيث مابعد نهاية العالم الذي لم ينتهي بما سبق ذكره، بل بصرخة. صرخات من ملايين الأرواح. هُنا، حيث مابعد نهاية...