لماذا لا نكتب في خانة الإنجازات كيف تقبّل صدرنا صدمة الفُراق الأولى؟
و نُدبة الجُرح الكبير،
و خذلان الصديق المفضل،
و استيقاظنا في الصباح مُبتسمين رُغم بكاء اللّيل الطويل،لماذا لا نكتب كيف خانتنا الحياة رُغم صغر سننا؟
- نهال الراوي
▪︎▪︎▪︎
خرجت من الحمام بعدما اغتسلت لتوي، منذ عدت من الخارج لم أحادث كريستوفر وهو بدوره لم يفعل، لا أفهمه هذا العجوز أحيانًا يضغطني لدرجة أتمنى تفجير المنزل على رؤوسنا جميعًا و أحيانا أخرى يتركني على راحتي لدرجة تقلقني.
أعني كلما أتذكر سبع سنوات دراستي الأساسية و كيف كان يعاملني بصرامة لأنهيهم غير عابئ بكوني فقدت سمعي فجأة و كيف كنت أصاب بنوبات تعب و أمر بعمليات أشعر أنه أحقر إنسان يلعب دور الأبوّة بالعالم، ثم كلما أستوعب مواكبتي لكوكبهم بسبب صرامته تلك أتفهم سبب معاملته.
فورما جففت شعري اتجهت لباب بغرفتي يقود لغرفة أخرى، بمثابة معمل مصغر صنعه كريستوفر خصيصًا لي حتى أطور مهاراتي لكنني أسميه مصنع الخردة وحسب.
لكون جميع تصميماتي و آلاتي عديمة فائدة.
فور فتحي للأضواء وقفت بمنتصف الغرفة، شعرت بالإختناق بلاسبب.
لا أنتمي لهنا.
المكان فوضوي، الكثير من القطع و الأجهزة الغير مكتملة مبعثرة، أدواتي جميعها بغير مكانها، أوراق هنا وهناك. المكان يصرخ ب' الفتاة التي تعمل هنا لا تمتلك شغفًا لأي شيء به'
لذا نعم لم أعمل، اتجهت لآخر ركن بالغرفة ناحية رف سفلي غير مرئي تقريبا و أخرجت جهاز متوسط الحجم على هيئة صندوق معدني، ثم جلست أرضًا أعبث به حتى أضاءت شاشته.
بلعت ريقي قبل أن أضغط على زر بشاشته، تنفست بثقل أنظر للساعة بزاويته حتى استجمعت شجاعتي و حركت لساني أشعر بعضلات حلقي تتحرك علامة على تحدثي
" مرحبًا.. من هيفيستوس الى الأرض، معكم كروزس، السادس عشر من سبتمبر، 9:47 مساءً .. حوّل "
صمت.
أعني كل شيء بالنسبة لي صامت لكن الخط على الشاشة لم يتحرك دلالة على عدم استقبالي أي رد.
" من هيفيستوس الى الأرض.. معكم كروزيس، السادس عشر من سبتمبر 9:48 حوّل "
لا رد.لما أشعر أن هناك أحد يسأل إن كنت غبية؟ كيف أتواصل مع الأرض بينما هم لايملكون كهرباء حتى؟
الجواب يا أذكياء أني اخترقت إحدى بوابات الإنتقال الآني على كوكب الأرض، توجد أجهزة مضيئة معلقة أعلى كل بوابة مرتبطة بالأقمار الصناعية، كان يستخدمها سكان هيفيستوس للتواصل مع بعضهم عند السفر بين الكوكبين.
أنت تقرأ
dystopia ||
Научная фантастикаعندما يحكي الناس عن نهاية العالم، نتخيل نيازك، فضائيين، فيضانات وزلازل، لكن نستبعد تماما أن نهاية العالم ستقوم على أيدي البشر وحدهم. هُنا، حيث مابعد نهاية العالم الذي لم ينتهي بما سبق ذكره، بل بصرخة. صرخات من ملايين الأرواح. هُنا، حيث مابعد نهاية...