داخل عينيها البندقيتين: حياة واقدار ، وبحر عاصف وأسرار، وملحمة اسمها الطين والنار .
أنا الحياة يا صديقتي قصة كبيرة كتبها الرب بقلمه .. كل واحد فينا لديه دوره الذي يؤذيه..وما أن تنتهي مهمة الواحد منّأ حتى يغادر القصة ويرحل ..
__الباب الأول __
1
ليلآ..
وداخل أحد الكهوف القريبة من قرية الرواسي يجتمع أربعة من اللصوص الشركاء وكل واحد منهم قد جاء بغنيمته " مال .. طعام .. واقمشة .. وبعض المجوهرات الثمينة " .. ولكنهم قرروا عدم اقتسامها حتى يصل شريكهم: اللص الخامس .بعد قليل يأتي اللص الخامس حاملآ غنيمته فوق كتفه: فتاة حسناء جميلة يميزها شامة وردية على خدها الأيمن تشبه ثمرة الخوخ.. يقول وهو يطرحها أرضا:
- لا شيء يسر الفؤاد غير فتاة يقتسمها الاصحاب فيما بينهم.
يضحك اللصوص مما سمعوه إلا واحد منهم وقد كان رجلا في بداية الخمسين من عمره ، حاد الملامح ذا بشرة سوداء مهيب الطلة إذ يقول معارضآ:
- "نحن لصوص لكننا رجال ،والرجال لا يعتدون على الأعراض" .
ثم وهو يتوكأ على عكازته الخشبية راح ذلك الرجل يقترب منها بخطواته العرجاء حتى وصل اليها قام بنزع قطعة القماش التي تُكمم فمها وقال بلطف كي يُطمئنها:
-انا اسمي ميثم ، ما اسمكِ أيتها الجميلة ؟!
-أأ..ارجوكم لا تؤذوني.
-لن يؤذيك احد وستعودين لمنزلك آمنة.
ثم يبتسم لها فتظهر عمازة رقيقة على صفحة خدة الأيسر ويسألها بلطف :
-لم تخبريني عن اسمك؟
تقول مبتسمة وقد اطمأنت له : ماريا
هم بتحرير يديها المربوطتين خلف ظهرها
لكن اللص - اللص الخامس - الذي جاء بها اعترض طريق ميثم وقال :
- إذا كنت غير راضٍ عن هذه الغنيمة فتنازل عن حقك فيها .
-هذه ليست غنيمة يا قيثار ، انها فتاة.
- ولماذا خلقت النساء؟!..أليس لامتاع الرجال؟!
ضحك بقية اللصوص من كلامه؛ فقال ميثم يجادلهم بذات المنطق :
