المأساة (الجزء الثاني والاخير) (3)

46 9 4
                                    

حمل أثير ابنه بسرعة بين يديه، ثم بدأ يركض بكل سرعته. كانت الحشرة المتوحشة تقترب منه بسرعة هائلة، مما زاد من توتره. فجأة، وجد أثير الحشرة إقتربت منه بدرجة كبيرة. قال بصوت متفاجئ: "تباً!." ثم قام أثير برمي ابنه باتجاه آمن، وفي لحظة واحدة، اصطدمت الحشرة بأثير بقوة وقذفته حتى اصطدم بإحدى الأشجار وتقيأ دماً من فمه.

سرعان ما أمسكت الحشرة بآديم وابتعدت به، في حين كان يصرخ ويبكي: "أبي، أنقدني!" كان أثير يعاني من ألم شديد في ظهره بسبب الاصطدام، وألم كتفه الأيسر تفاقم كذلك. قال وهو يصرخ "آديم! لا تقلق، سينقذك والدك!" أمسك الفأس بقوة بيده اليمنى ثم قذفه نحو الحشرة التي كانت تحاول الذهاب في اتجاه السرب. التف الفأس في الهواء عدة مرات حتى أصاب جناح الحشرة بإصابة سطحية، وجعلها تترنح في طيرانها. سقط الفأس مغروزًا في الأرض. لكنها لم تتوقف واستمرت في مسارها وهي تترنح. "تباً، انتظرني يا آديم، سأنقذك حتمًا".

بينما يحاول أثير اللحاق بالحشرة المتوحشة يسمع صوت صراخ مفزع يأتي من جانبه الأيسر. التف بسرعة وقال بوجه تعتليه ملامح الصدمة: "تباً، هذا ليس وقتك"، كان المخلوق الشيطاني الذي رأاه سابقًا يحوم حول منزله[عندما كان يختبئ خلف الشجرة]. انطلق الوحش الشيطاني بسرعة في اتجاهه "اللعنة!" حاول أن يركض ليتجنبه، لكنه اعترضه ألم شديد في كتفه الأيسر وظهره.

حدق أثير للوحش الذي يتجه نحوه بسرعة وقال بتوتر "اللعنة، لا يوجد لدي وقت للترا..." تعرض لنطحة قوية من قبل المخلوق في بطنه، قذفته لأمتار وجعلت جسده يتدحرج على الأرض. بدأ أثير يبزق الدم بكثرة من فمه، بينما يتلوى من الألم. بدأ الوحش الشيطاني يتقدم نحوه ببطء، وكل خطوة يقوم بها تجعل الحصى تقفز من على الأرض.
حينها قال أثير بيأس "هل هذه هي النهاية؟" ثم تغيرت ملامح وجهه لتصبح حازمة وغاضبة وقال "لا، لا يمكنني الاستسلام، يجب أن أنقذ ابني!" بدأ أثير يلوح بعينيه بحثًا عن أي شيء يستخدمه للدفاع عن نفسه. ثم لمح الفأس الذي قام برميه سابقًا على الحشرة المتوحشة.

استجمع قوته وتحمل الألم وانطلق بسرعة نحو الفأس. فعل المخلوق بالمثل وطارد أثير وهو يطلق أصواتاً مرعبة أشبه بزمجرة خارجة من قاع بئر. اقترب الوحش الشيطاني من اثير ثم وجه ضربة بيده تشبه السوط نحوه. انزلق أثير متجنبًا هجومه وأمسك بالفأس بيده اليمنى. ثم التف بسرعة نحو المخلوق وبدون أي تأخير انطلق أثير مسرعًا نحوه وهو يقول: "لا تعترض طريقي أيها الوغد!". فتح الوحش دراعيه ليحتضن أثير، لكن أثير تدحرج بين ساقيه متجنبًا هجومه. ثم قفز بعدها على ظهره وأمسك فأسه بقوة بكلتا يديه، متحملاً ألام جسده، ووجه ضربة بكل ما لديه بقوة لرأس الوحش الشيطاني حتى فلقه إلى نصفين.

سقط الوحش الشيطاني على ركبتيه بينما ينساب الدم الأسود من رأسه. نزع أثير الفأس و لوح به نحو السماء كأنه يعلن نصره. في نفس الوقت، يفقد أثير توازنه ويسقط تدريجياً من على ظهر الوحش المرعب. جسمه يرتطم بالأرض.

يجتهد أثير في محاولة استعادة توازنه والنهوض، ولكن يترنح ويرتجف بسبب الإصابات التي تعرض لها. يمسك بفأسه بيده اليسرى بقوة رغم الألم. بينما يمسك كتفه بيده اليمنى ويقف مترنحاً. ثم تحرك ليقف أمام الوحش وحدق بطريقة غير معتادة إلى جثثته الجاتية أمامه، بنظرة متعالية و محتقرة. ثم فجأة بزق عليه.

"حتى لو كنت وحشاً لازلت من لحم ودم. أيها الوغد!" قالها بسخرية وغضب، قبل أن يغير نظره بإتجاه الغرب و قال بوجه حازم و متعب: "إنتظرني يا أديم، حتماً سأنقدك". ثم أنطلق مسرعاً متحملاً ألام جسده، يتعقب النزيف الحاصل من اصابة الحشرة المتوحشة.

الهائمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن