(منى):وماذا كنت سأقول؟..ثم إنى لم أصل لمرحلة القلق إلا بالأمس عندما أبلغتنى بأنها من سترافقها عوضًا عنى وكانت حجتها أنها لا تريد أن تشغلنى عنكما وأترككما وحدكما وأنتما ضيفتان عندى .
(نجوى):حجة منطقية لو سألتى.
تجهمت(سمر)قائلة:لا ليست منطقية..أنا اتفق مع (منى)..علاقة هذه المرأة مع خالتى ليست طبيعية.
(نجوى)بتهكم:وماذا تنويان أن تفعلا؟..تبلغان الشرطة عنها؟
(منى):هذه ليست فكرة سيئة..لكن نحتاج قبلها دليلًا يدينها.
(سمر):وكيف نحصل على هذا الدليل؟
نظرت(نجوى)لهما باستغراب وقالت: هل تسمعان أنفسكما؟..حقيقة هل تسمعان الجنون الذى يخرج من أفواهكما الآن؟
(منى)محدقة بالنافذة بباب منز(أم حسن):أمى فى خطر أنا واثقة من ذلك ويجب أن أنقذها..
(سمر):وإنا معك..
(نجوى):وأنا متعجبة وأرى أن ما تنويان القيام به عبث غير حميد ومضيعة للوقت .
(سمر):ماذا تقترحين إذا؟..أن نصمت ونتجاهل الأمر وكأن شئ لم يحدث.
(نجوى):لا.. خالتى امرأة عاقلة و أرى أن نتحدث معها قبل أن نقوم بأى شئ نندم عليه لاحقًا.. وعندما نجلس معها على الغداء نفاتحها بالموضوع ..ما رأيكما؟
(سمر):ما رأيك يا (منى)فى اقتراح (نجوى)؟
(منى):موافقة..لنتمنّ فقط أن لا ابقى تلك الساحرة على الغداء أيضًا.
(نجوى)ضاحكة:أنت لاتزالين مصرة على أنها ساحرة!
بعد رحيل (أم حسن)جلس الجميع على مائدة الغداء التى عاون الفتيات (أم رجب)فى صف وترتيب أطباقها وخلال تناولهن الطعام فتح النقاش وأثير الموضوع من قبل (منى)التى قالت:نريد أن نتحدث معك بخصوص أمرٍ مهم.
(أم رجب)باسمة وهى تتناول بعض الحساء:ماذا تخططن يا بناتى؟
(منى):جارتنا..
(أم رجب):(أم حسن)؟..ما بها؟
(سمر):بصراحة يا خالة نحن لسنا مرتاحات لها.
(نجوى):صحيح يا خالتى هناك أمر مريب بها.
(أم رجب) بتعجب:وهل تعرفانها كى لا ترتاحا لها؟..أنتما لم تقابلاها إلا اليوم .
(منى):أنا أعرفها جيدًا يا أمى وأتفق معهما..تصرفات هذه المرأة غريبة الأطوار.
(أم رجب)مكملة تناول طعامها مردفة ببرود: وما الذى بدر منها كى تقلن ذلك؟
(سمر):هيئتها وثيابها..
(نجوى):الحلى والخواتم التى تلبسها ووشومها كذلك..
(أم رجب):مشكلتكن إذا مع مع شكلها وليس سلوكها.
(منى):لا.. زياراتها المتكررة لنا..تعلقكِ المبالغ بها وعدم رفضكِ لطلباتها..إعطاؤكِ المال لها بدون تحفظ وأشياء كثيرة غيرها.
(أم رجب):هذه تصرفات تخصنىولا تخصها..ما الحكاية ..قلن الصدق.
(منى):الحكاية بكل بساطة أننا نريدك أن تبتعدى عنها لأنها أمرأة سيئة وستلحق بك الضرر عاجلاً أم آجلاً..
(أم رجب):إنتن واهمات ..لم أر منها سوى كل خير .
(منى):وهنا تكمن المشكلة.
(أم رجب) وقد بدأت تستاء من الحديث عن الموضوع :ماذا تقصدين؟
(سمر):صدقينى يا خالة أن تلك المرأة ليست طبيعية وقد تضمر لكِ من الشر.
(نجوى):نحن خائفات عليكِ فقط من أن تتعرضى للخطر.
وضعت (أم رجب ) الملعقة على الطاولة بجانب طبق الحساء وقالت بهدوء:عن أى خطر تتحدثين ؟..ماذا تردن منى أن أفعل ؟..لا أستطيع منعها من زيارتى فهى جارتنا وحق الجار على الجار أمر لن أفرط أو أقصر به مهما قلتن..أنا لا أعرف ماذا قالت لكما (منى)عنها لكن (ام حسن)جاة لنا منذ ولم نر منها أى شر أو ضرر كما تدعين وبالنسبة لحكاية المال فالمرأة فقيرة ومسكينة وأمد يد العون من وقتٍ لآخر وبالنسبة لتكرار زياراتها فأنا أطلب منها ذلك معظم الوقت وزيارتها لى تؤنسنى خاصة بعد رحيل (رجب)وصديقتكما(منى)تقضى معظم وقتها بين أربع جدران فى غرفتها ولا أراها إلا وقت تناول الوجبات مثل الآن أو على الهاتف أو على الحاسوب فلو كان هناك غريب أطوار فهو ابنتى وليست (أم حسن).
(سمر):ماذا عن ملابسها والحلى الذى تلبسه يا خالة؟..ألم تثر غرابتها ريبتك مثلنا؟
(أم رجب):ملابسكن أيضًا غريبة وغير محتشمة هل رأيتنى أعلق عليها من قبل ؟
(منى):هناك فرق.
(أم رجب)وقد تغيرت نبرة حديثها وبدأت تفقد هدءوها :ما الفرق ؟!..ألستن أنتن من تنادين دومًا بحرية الاختيار ؟..لم إذا تتدخلن فى اختياراتها ؟..مثلما تردن أن يحترم الناس اختيارتكنًاحترمن انتن اختياراتهم ..وماذا عنى أنا؟..هل تعجبكن ملابسى المحتشمة أم يجب على أن أغيرها حى لا تكون مثيرة لرييتكن منى؟!
(نحوى)هامسة فى أذن (سمر):الخلة صلبتنا وبددت حججنا كلها..أرى أن ننهى الحديث قبل أن تقضى علينا
تمامًا..
(منى)بتذمر:استماتتك للدفاع عنها يا أمى هو مايثير ريبتنا الآن!
(أم رجب):أنا لا أستميت فى الدفاع عن أحد لكن الحق أحقّ أن يتبع وهو ما أدافع عنه وأنا لم أر منها أى سوء أو كلام مزعج مثل ما أسمعه منكن الآن..لا تكن يا بناتى مشككات فيمن حولكن لمجرد كونهم مختلفين عنكن أنتن أعقل من ذلك.
(نجوى):معكِ حق يا خالة.
(سمر):نحن آسفات وحديثنا كان فقط من دافع خوفنا عليكِنظرت(منى)بتعجب لصديقتيها اللتين رفعتا راية الاستسلام سريعًا وقررتا الانصياع لأمها ..
(أم رجب)باسمة:أكملن غداءكن الآن ثم صلين العصر واطلبن من الله أن يهديكن لما يحب ويرضى وأن يطهر قلوبكن من سوء الظن بعباده وأنا سأدعو لكن كذلك.
(سمر):حاضر يا خالة.
(نجوى):سنكون عند حسن ظنك بنا نعدك بذلك.
(أم رجب):وماذا عنكِ يا (منى)؟
(منى):وهل هناك شئ يمكننى قوله بعد ما قالته الملائكة هنا؟
أكمل الفتيات غداءهن وعاون(أم رجب)فى رفع الأطباق من على المائدة وغسلها ثم صعدن لغرفة(منى)و اجتمعن لمناقشة ما دار بينهن وبينها..
(منى)و هى تغلق باب غرفتها:من الواضح أن أمى ليست فى عقلها وأن تلك الساحرة مسيطرة عليها..
(نجوى) وهى تجلس على طرف السرير:فى الحقيقة كلامها يحمل شيئًا من العقلانية فنحن لا نملك أى دليل على ما نقول سوى أن هيئتها لم تعجبنا..
(منى)قاضمة طرف ظفر خنصرها سارحة:لا أعرف..أنا خائفة على أمى .
(سمر)بعد ما جلست على الكرسى بجانب النافذة:الأمر خرج من يدنا ولا يوجد شئ يمكننا أن نقوم به فخالتى لن تسمح لأحد بالتدخل فى علاقتها مع (أم حسن)
(منى)وسرحانها ينقطع:الحل هو أن نتخلص منها..
(نجوى):نتخلص ممنّ؟
٦سمر):من (أم حسن)بالطبع يا حمقاء..لكن كيف؟
(منى):تبلغ عنها الشرطة وهم يتولون البقية.
(نجوى):وما هى التهمة والأهم من ذلك ما الدليل عليها؟
(منى):التهمة نحن متفقات عليها وهى أنها ساحرة خبيثة وأما بالنسبة للدليل فسوف نحصل عليه وسأثبت لأمى أنها على خطأ وأن ثقتها بها ليست فى محلها.
(نجوى)بخليط من التهجم والتشكيك:وكيف تنوين القيام بذلك أيتها المحققة؟
(منى):سنزورها فى منزلها وسنكشف أمرها.
(نجوى):تتحدثين وكان الأمر سهل ثم ما الذى سنتقيده من زيارتها ونحن لا نعلم كيف نتعرف على السحرة..هل ستبحثين عن مكنستها التى تحلق بها؟
(سمر):كونى جادة فى الحديث أو اصمتى!
(نجوى):أنا جادة وأعتقد أنه يمكننى المساعدة فى هذا الأمر .
(منى)باهتمام:حقًا ؟..كيف؟
****************************
لسه حتة صغيرة ويخلص الفصل الأول
#أسامةالمسلم
#شبكةالعنكبوت
YOU ARE READING
شبكة العنكبوت
Storie breviعالمنا عالم اسود والشر متأصل فيه.. وأى نور يشع فهو من دواخل الأخيار فقط.. وسيطفأ و يخمد ذلك الضوء مع اول مواجهة مع ظلام ظالم.. لنعود للعتمة..فى انتظار وهج جديد يحيينا.. ويجدد أملنا فى وهم النقاء ..