عقد مع الشيطان " لعنة داسِم "

1-" داسِم يلقي التحية "

مقدمة :
جميعنا ندرك أن السحر موجود فقد ذكر في الكتب السماوية...ولكن أحيانًا نود تعريف الأمور بشيء من المنطقية لندرك في نهاية الأمر أن ليس هناك للمنطق أثر هنا...قد يكون أكثر ما يخيفك هو أقرب شيء لك وأنت لا تدرك...أو قد تكون تهرب وتختبئ وتظل تتظاهر أنك لا تعرف أنهم دائمًا حولك...لا تحاول أن تمعن النظر فقد يشعروا بك...ولا تذكرهم فقد يسمعوك...لأنني لا أستطيع تأكيد أنه لا يوجد أحد منهم  قريب منك في هذه اللحظة لدرجة أنه يشعر بأنفاسك...ففي الظلام الحالك هناك من يراقبك الآن إياك أن تفزع فهو يترقب ذلك......
- الفصل الأول :
- اسمي نادر ، منذ صغري وأنا أعيش في هذه القرية البسيطة  ، التي تبتعد عن كل المناطق المأهولة بالسكان ، والتي على الأغلب لا تنتمي لأي محافظة ، فقد حاولت العديد من المرات أن أجد موقعنا على الخريطة ، ولم أستطع التحديد تمامًا ، كل ما أعلمه أننا في مصر ، أراك تتساءل عن اسمها الآن ، ولكن لن أجيب لا تكن فضوليًا... صراحةً لا  أحد يعرف ، ولا أحد يسأل عن الأمر منذ زمن طويل ، فقد وقعت لافتة القرية منذ سنين عديدة ، ولكن لم يهتم أحد ، بالإضافة إلى أننا نرى بعض الوجوه العابسة عندما نسأل عن الأمر... دعنا ننجرف إلى موضوعنا... المنازل في قريتنا تمتاز بطرازها القديم ، وخاصة بيت عائلتي فنحن من أكبر عائلات القرية ، ستلتفت عينك بمجرد دخولك من الباب لبعض الأساس العتيق ، هذه الأريكة كان لها حكاية أبي دائمًا يرويها لنا ، ولكن ليس وقتها الآن ، وهذا السجاد المعلق كان معلقًا من قبل في بيت هتلر... كم هي ممتعة رواياتك يا أبي ، لكن دعنا نعترف أن سردك لها سيء ، أتمنى أن لا أرث هذا منك...

- في يوم مليء بالأتربة تاريخه -8/12/2030- وفي توقيت آذان العصر ، عندما كان " الشيخ علي " يهز أرجاء قلبي بصوته العذب ، قد اقتنعت أخيرًا أن أزور الطبيب النفسي الأشهر في البلدة " أبو ربع طاير " ، كنت أطلق عليه ذلك الاسم منذ زمن عندما كنت أنتمي لهؤلاء الأطفال المزعجين ، لا أنكر أنني أحب نظراتهم البريئة وضحكاتهم اللطيفة ، ولكن يزور عقلي عبارة واحدة حين يبكون وهي " روح لأمك " ، بالطبع  لم أعد أكنيه بهذا الآن ، ولكن لا أنكر أنني أريد ذلك ، لأنني من أكثر الأمور التي لا أحبها في حياتي ، والتي تنطبق على الكثير من الأشياء هم الأطباء النفسيين ، لا أؤمن أنني إذا كنت في مزاج سيء قليلًا سيحسن من مزاجي عندما تسمع أذني أحد ما يقول " معلش " ، لا أعرف من دونك ماذا كان بإمكاني أن أفعل ، أعلم أن هناك بعض منهم مفيد في بعض الحالات ، ولكن في حالتي لا أظن أن طبيب قادر على فعل شيء...

- بالإضافة إلى ذكرهم بالسوء في كتابي المفضل الذي أعطاه لي أحد أعز العجائز على قلبي " نعم فأغلب أصدقائي في سن الستين " ، والذي سميت على اسمه بالصدفة... والذي كان يجعل الأمر أكثر غرابة أنه لا يشبهني في الاسم فقط ، فقد كان هناك الكثير من الأشياء المشتركة بيننا ، وزاد وضوح هذا عندما أعطاني كتاب كتبه بنفسه ، ليلخص فيه بعض الخبرات ، والأقوال التي اكتسبها طوال حياته خصيصًا لي... أعطاني إياه قبل مفارقته لي ببضع ساعات ، وقال سوف يفيدك كثيرًا فيما هو قادم ؛ فاحتفظ به... لم أفهم ذلك حينها ، ولكن سنعود لهذه النقطة فيما بعد..