2-" سرداب يطل على بيت الشيطان "

394 37 161
                                    

- " الكل مرحب به هنا فمرحباً بكل من أراد الدخول ، و تباً لعقل كل من اعتقد أن بإمكانه الخروج "

- لم أتذكر أن هذا ما قاله أبي حقاً في هذا الوقت ، ولكن هذا ما يُعرض أمامي الآن...

-نظر أبي إلى جسدي بعمر العشرين عابس الوجه قائلاً :
- لازم تنزل هناك يا نادر .

- لمست آشعة النور عيناي في واقعي وأنا ألتقط أنفاسي بصعوبة بالغة ، وهناك بعض آثار الاختناق على عنقي ، لم أعد أعلم كم سيستمر هذا أو ما يريده داسِم هذا بالتحديد ، ولكن أظن أنها فقط البداية...

- لم أعطي أي اهتمام لحديث أبي  ، وقررت أن أرحل من هنا سريعاً ، إنه أفضل حل للتعافي ، ونسيان ما حدث... سأذهب لبيت جدي فهو كل ما بقى لي الآن بعد رحيلهم... أحضرت حقيبتي معي بها مصباح كهربائي ، و بعض الماء ، والكثير من الطعام " أتناول الطعام حين أحزن... أو في كل وقت حتى أكون صريحًا " والكثير من الأقلام و مذكراتي الصغيرة التي تسمعني دائمًا حين أحتاج لأحد... كانت هناك بعض البهجة تتسلل إلى قلبي مع كل هذه المتاعب ؛ حيث إنني ذاهب إلى أكثر أقاربي طيبة ، وكان أبي  يتركنا نزوره مرات قليلة في السنة ؛ فلم يكن للود مكان بينهم منذ أن كان جدي يرفض زواج أبي من أمي منذ زمن... أعلم أنك تراني متبلد المشاعر الآن لن أحاول أن أنكر هذا حتى ، فلم يعطني أي منهم شيئًا يجعلني أتذكره وأحزن بعد رحيله ، ولكن سيظلون دائمًا عائلتي...
-بقيت لفترة طويلة في بيت جدي ، ولم تكن المشاكل تركض خلفي على غير العادة سوى في أحلامي ، كانت هذه الذكرى تتكرر مراراً وتكراراً حتى مللت من المكان الذي أذهب إليه لنسيان الواقع... أبي كان يكررها وفي كل مرة تزداد حدة عينيه وجديته في قول : لازم تروح هناك يا نادر

- أصابني الجنون ، وقررت أن أذهب لأرى ماذا قد يوجد في كومة النفايات التي أنا ذاهب إليها... قمت بتحضير حقيبتي  ومن ثم تحركت مسرعًا تجاه هذا السرداب القديم ، لم يكن يتوفر الكثير من المواصلات في هذا الحي ؛ لذا ذهبت سيراً .

- كان المكان بعيداً قليلاً عن منزل جدي ، و يشاء القدر أن أمر من جانب البحيرة التي كنا نأتي إليها أنا وأبي منذ زمن ، لقد تعبت حقاً من السير فقررت أن آخذ قسطاً من الراحة بجانبها...كان اليوم يغلق ستاره والنجوم تزحزح الشمس بعيداً ، اقتربت من البحيرة قليلاً لأشعر بقطراتها تداعب يدي من جديد ، ولكن لم تكن قطراتها الوحيدة التي داعبت يدي... هناك شيئًا في الماء نظرت إليها لأجد إنعكاس لصورتي ولكن منذ اثنا عشر عامًا أغمضت عيني ونظرت مجدداً لربما كنت أتخيل ولكنه مازال هنا... نظر لي قليلاً ثم ابتسم ابتسامة لم تكن بها أي من ملامحي القديمة ؛ فانتفضت مبتعداً... ثم ضحك قائلاً : 
- داسِم لم يترك أحدًا من قبل ، إن لم تمت قريبًا فأنت المختار  .

- اقتربت منه معلقاً :
-المختار ؟!... أنت بتتكلم كدة ليه ، ومختار إزاي يعني مش فاهم ، أنت مين أصلاً أنت كمان .

عقد مع الشيطان " لعنة داسِم "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن