أسطورة المستذئب الصليبي

part 2

الوحدة الصحية  عام ١٩٨٣
علي كرسين في عياده الكشف بالوحده الصحيه فوقي مروحه سقف تحتاج مروحه اخرى تهوي على كلانا امامي جريده اليوم اقلب صفحاتها على مضد حتى وصلت لصفحتي المفضله صفحه الوفيات التي تطمئنني اننا نقل في العدد كنت اتمنى ان يتضاعف هذا الرقم فالبشر يصيبونني بالصداع النصفي والام في طبله اذني يأتيني العديد من المرضى يوميا لاقوم بالكشف عليهم من اي شيء يشتكون منه مع انه لو نظروا للافته المعلقه على الباب او امامي على مكتبي لعلموا انني رئيس الوحده وهناك ما لا يقل عن خمس اطباء اخرين غيري ولكن كما يقولون دكتور كبير وفاهم عن شويه العيال دول ربما سبب قولهم هذا ان الاطباء الموقرون يريحون اذانهم بكتابه اي دواء ويخرجونهم سريعا مثال على ذلك كمريض بقرحه المعده كتب له احد الاطباء اسبرين رايت العبث لا يهم شرف المهنه كما يقولون المهم هو راحه البال انتهى اليوم الغاشم وعلى خيرك كل يوم لا جديد في الارياف فهي ليست كالمدينه باضوائها ومسارحها ونجومها وكرنيش النيل مع نداء حبيبتي التي فرقنا التكليف فهي كانت بنت سيد باشا فولكار معاون مباحث الدقي فطبيعي ان لا يخرج مكان تكليفها عن الجيزه وضواحيها الكرام اما انا فبسبب تفوقي الكبير قرروا انني ساكون معالجه قريه من قرى محافظه الدقهليه ومنتشلهم من الامراض وحاميهم من الميكروبات والفيروسات املي عليهم اضرار الاستحمام في الترعه لان البلهارسيا لا ترحم احدا ولا تستاذن عند الدخول فهي تعلن عن دخولها بالم يتبعه هرشه لتقطع الذيل ويهيم الراس ويذبح داخل اوعيتك الدمويه المسكينه عندما استلمت العمل في الوحده كان عدد الاطباء قليل للغير لا يتعداني انا ومدير الوحده وصيدلي وطبيب نساء وتوليد عجوز هل كان لا يعمل لان اهالي القريه لا تلد نساؤهم عند الاطباء الذكور فكما يقولون حريمنا  متنكشفش على راجل غريب وعوضا عن ذلك كان سوق الدايات منتعشا جدا فكانوا يولدون النساء ويهتمون بالطفل وحين يخرج الامر عن سيطرتهم ويكون الطفل مريضا جدا بسبب الولاده يهجمون على الوحده ومنها على الطبيب يوقظونه من نومه اذا كان نائما لينقذ نجله الذي لم يتعدى عمره الخمسون دقيقه بسبب خطا امراه دخيله على مهنه الطب بسبب التخلف اهل القريه فكما يعلمون ان الطبيب لا يولد بيده بل هو يشرف على الميلاده مع الممرضات