part 1

7 1 0
                                    

جلست مع جدي ككل ليلة نتسامر أحاديثنا
فقال لي جدي:
- مش هتقوم تنام بقا
قلت :
- منسيتش حاجة يا جدي؟
ضحك وقال لي :
-مبتنساش انت ولا بتمل يا حسن.
قلت:
-وأَمِل لي يا جدي انت عارف اني بحب حواديتك الي بتحكيهالي كل ليلة.
حسنا بمناسبة ان القمر اليوم مكتمل سأحكي لك قصة جديدة اليوم وهذه القصة حقيقية حدثت في قريتنا هذه منذ أكثر من عشرين عاماً
تبدأ القصة برجل يدعي أبو العلا.
كان يذهب لحقلة ليلا ليسقي أرضه حتي ينال حصة ماء اكبر لان كل الناس نيام والمياة بخيرها
ولكن في ليلة النصف من شهر الله المحرم وكان القمر مكتمل هذه الليلة ونورة شديد جدا
ذهب ليدير الساقية ببقرته وإذ به يصرخ فجأة حتي وصل صراخه للبيوت حيث لم تكن الارض تبتعد كثيراً عن العمار زي مبنقول.
فزع الناس وهرعو من منازلهم وخرجو جميعاً لمصدر الصوت حتي فزعو من المنظر وجدوا أبو العلا ملقي علي الارض يسيل الدماء من فخذه الأيمن ولا يتحرك حتي ظنوه ميت
حملوه علي الوحدة الصحية في القرية وحين كشف الطبيب عن مكان الإصابة حتي ذهل من منظر الجرح وعمقة
قال : أي الي حصله ده !؟
قالوا له : والله منعرف يا دكتور إحنا سمعنا صريخ من ناحية الاراضي جرينا هناك لقيناه مرمي علي الارض سايل في دمه جبناه علي هنا طوالي.
أخذ الطبيب يشعل مصباح زيتي وقربه من الجرح ليتفقده وكان في نفسه ذهول خبائه حتي لا يلاحظ أحد ذهول سيفتح باب الماضي الأسود.
أخذ يخيط الجرح الذي كان عميقاً جدا وطهره وضمده واعطاه بعض الأعشاب المسكنة وبعد الانتهاء قام من مكانه وجلس علي مكتبه وسأل الناس سؤال رسم الذهول علي وجوههم.
هي الديابة الصليبية رجعت تاني؟
قالوا ازاي يا داكتور المعسكر الانجليزي الي كان في البلد هنا قتلهم بالواحد بعد ما معرفوش يسيطرو عليهم وهما الي جايبينهم كمان عشان يلاقو الهربانين من ريحتهم؟
قال : الجرح ده عميق جداً من الواضح من عمق الجرح انه كان هيقلع فخذه بالكامل !
قالو : ممكن يكون كلب مسعور هجم عليه ولا حاجة ولا ديب هربان من البلاد الي حوالينا أصل الديابة دي يا داكتور جاية من بلاد بره ومش اجت حدانا هنا غير منهم ومعمروش كتير وقتلوهم بالواحد.
قال الطبيب : ممكن ....أنا خلصت شغلي دلوقتي خدوه علي بيته دلوقتي يرتاح ويجيلي كل يوم أغيرله علي الجرح وياخد المسكنات وانتو كل واحد يخلي باله من بيته الليلة لما نشوف أي العمل ونتأكد من الي بيحصل حوالينا.
شكروا الطبيب وحملوه علي بيته وكلاً ذهب لبيته وهو يفكر في الكائن الذي سبب هذه الاصابة البالغه
أغلق ورائهم الطبيب باب الوحدة وذهب لسريرة ورفع مخدته واخرج منها مفتاح وذهب لمنتصف الحجرة وأزاح السجادة واذ بباب سرداب يظهر امامه وضع المفتاح في مكانه وفتحها وبدأ ينزل لاسفل ومن الظاهر انها لم تفتح منذ زمن من كمية التراب الموجودة علي الاثاث ووصف هذا السرداب ببساطة مكتبة صغيرة مليئة بالكتب وزوج من الكراسي وطاولة صغيرة عليها كتاب وبعض الأوراق مغمورون بالأتربة أشعل مصباحا زيتيا كان موجود علي الطاولة وأخذ يزيح التراب عن الكرسي والطاولة وجلس وتناول الكتاب المغمور بالتراب امامة وما ان مسح بيده عليه حتي ظهر اسم الكتاب ( أسطورة المستذئب الصليبي ) مؤلفه الكولونيل "بياتروس" -تذكر هذا الاسم جيداً -وبدأ يقرأ في الكتاب ووجد صفحة مطوية الظاهر انها الصفحة التي يبحث عنها مكتوب أوصاف المستذئب الصليبي
طوله مترين مغطي بالفرو أسنانه حاده وله نابان طويلان يشبهان السكين وعيناه صفراوان مشقوقتان بالطول بشريط اسود رفيع من الاطراف واعرض قليلا من المنتصف
ورجع لبداية الكتاب يقرأ عنواناً اثار انتباهه ما هو المستذئب الصليبي
المستذئب الصليبي هو مجهول كما هو مدون هنا في الكتاب
ارتسمت الدهشة علي وجهه واخذ يكمل السطور انا الكولونيل ميخائيل بياتروس قائد المعسكر الانجليزي في قرية من قري الريف في محافظة الدقهلية تستطيع أن تناديني سعيد الحظ ستعلم هذا عن قريب لا تستعجل. كنا دائماً في صراعات مع اهل القرية كانوا شجعان الي حد ما - مناضلات مقبولة -  كانت لا تتعدي سرقة مخزن المؤن من طعام ومعلبات ونبيذ العنب المعتق اللذيذ ورد فعلنا كان أن نذهب للقرية نفتش كل بيت وكل شبر ومن يجد عنده اي شيء من المسروقات كان ينفذ فيه عقوبتنا الاعدام بالمأصلة وهي عتيقة قليلا ولكن كانت هي الوسيلة الوحيدة التي تروي شعورنا المتعطش للسادية أن تري سكينا كبيراً يزن مئات الباوندات ترفع علي ارتفاع شاهق تكاد عظام رقبتك ان تلتوي وانت تحاول الوصول لآخرها تهوي بكل ما فيها من قوة تتصارع مع عجلة الجاذبية علي أن تزداد سرعتها اربع اضعاف ليس ضعف واحداً علي رقبة المعدوم تتصارع مع عجلة الجاذبية علي أن تزداد سرعتها اربع اضعاف ليس ضعف واحداً لفصل رأسة عن رقبته ولم نكن نضع دلوا لتسفط فيه الرأس بل كنا نتركها تتدحرج أمام الناس في رسالة منا بمثل هذا أن جالت لكم انفسكم القذرة علي تكرارها.
ولكن بعد كل هذا كانوا لا يهدأون فتعددت السرقات ليس فقط سرقة الطعام والنبيذ بل الاسلحة والذخائر وأحياناً الخيول تجرأ هولاء الملاعين كثيراً فكنا نعدم في اليوم اثنين او ثلاثة وبدل ان نراهم مطأطئي الرأس مذلولي الاعين كنا نراهم مرفوعي الرأس يحدقوننا بعيون صقور جامحة.
في يوم وجدت القائد البريطاني مرسل لي عربة محملة بالذئاب ومعها رسالة فتحتها واخذت اقرأها مضمونها انه علم بما حدث من المناضلين الذين في القرية وعدم قدرتنا علي اللحاق بهم او القبض عليهم فارسل هذه الذئاب لتخيفهم وتشم رائحتهم وتعرف مكانهم من رائحتهم لان هذه السلالة حاسة الشم فيها قوية جدا عن باقي السلالات وتسمي الذئاب الصليبية لانهم كانوا مع الحملة الصليبية في كل خطوة يخطونها لنفس السبب الذي ذكرته حاسة الشم القوية
ولاكن كان هناك تحذير في الرسالة هو ان احذر من الذئب ذو الغرة البيضاء فانه تعرض لمواد كيماوية ادت لتضخم في عظامه وعضلاته
تحياتي
القائد البريطاني السير جون آرثر

أسطورة المستذئب الصليبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن