الفصل الثالث

48 18 38
                                    

بعد مرور شهرين تفاجأت ليلاس بجدتها فهمية تطلبها للمجئ إلي البيت و حينما ذهبت كانت المفاجأة التي تنتظرها اكبر حين اخبرتها جدتها انها قررت ان يعقد كتب كتابها علي نديم قبل سفرها علي ان يكون الزواج بعد ان تنهي ليلاس اخر سنة لها بالجامعة اعترضت و شعرت انها بمأزق كبير أين حرية الإختيار التي حدثتها عنها روجدا؟؟ هل كانت الخطبة مصيدة و قد نالوا مقصدهم بها؟؟ نهضت من مجلسها و اخبرت جدتها بنبرة معترضة غاضبة صريحة كعادتها:

-لا اوافق لأنني لم ارتح لنديم للدرجة التي تجعلني اتزوجه ........

بهت وجه فهمية و اصبح الغضب بادياً ملئ الأعين و نظرات عماتها الاثنتين و زوجة عمها تحسين رحمه الله تأكلها اكلاً حتي تحدثت فهمية بنبرة هادئة:
-انا سأعتبر ما قلته اضطراباً طبيعياً نتيجة التعجل في أمر الزواج، لذا سأتركك الان و سنتحدث مجددا فيما بيننا

تلاقت نظرات ليلاس الحائرة المتعجبة مع نظرات فهمية الصارمة كعادتها ثم رفعت رأسها تنادى أحد ابناء بناتها الاثنتين ليقوم بايصال ليلاس الي بيت جدها وسط نظرات الاندهاش التي خرجت من الجميع تجاه رد الفعل الغريب الذى تبديه فهمية و لا يبدي هو عنها و عن شخصيتها...

غادرت ليلاس البيت مع ابن عمتها طارق ذو الثمانية عشر عاما في سيارة ابيه و التي لا تعلم كيف يقودها في عمر كهذا و ما ان غادرت حتي اتجه كلا من صفية و سهام أبناء فهمية و عمات روجدا و ليلاس و رام إلي فهمية التي جلست في ساحة المنزل علي طاولتها و كرسيها المفضل تأخذ شايها و تقدمت صفية معلنة عن اعتراضها قائلة:
-مالها ابنة رائف تتبجح و ترفض رفضاً صريحاً ابن عمها و رغم ذلك تعامليها كأن شيئا مما قالته لم يكن
فتحت سهام كرسي مجاوراً و جلست بصمتها و خبثها المعتاد تتابع الحوار حتي يحين وقتها في الحديث ثم تطلعت الي فهمية تنتظر اجابة شافية حتي اردفت فهمية وهي تضع كوب الشاي علي الطاولة و تتحدث بهدوء:
-هي حفيدتي و أعاملها كما اريد

تطلعت صفية الي سهام تحثها علي الحديث ثم نظرت الي امها بغيظ ، لتخرج سهام عن صمتها قائلة:

-اذن خذي حفيدتك تحت جناحيك كي لا تتطاول علينا اكثر من ذلك

ثم اردفت صفية مسرعة:

-انها افعال زاهية، البنت آتت بكل عزمها للخطبة حتي تم غسل عقلها جيداً

تحدثت فهمية بنفس هدوئها موجهه كلامها لسهام:
-انا سأتحكم بتلك الفاضي يكفي ألا تتدخلن

بعد مرور شهر في بيت الرافعي انطلق أحد الأحفاد الصغار يصرخ فرحاً:
– عادت نوال عادت نوال

نوال ابنة خالهم الاكبر ذات السابعة عشر ربيعاً في نفس عمر رام و لكنها تسبقها فكراً و قوة و ذكاء ليس رام فقط و لكن كل من في عمرها ادخلها ابيها مدرسة مغلقة منذ صغرها و في اجازتها لا تحضر إلي البيت بل تقوم بالتخييم في معسكر صيفي باللاذقية يدرب الشباب من سن السادسة عشر و حتي الخامسة و العشرين علي التدرب علي الرماية بالقوس و الطلقات النارية ، السباحة ، ركوب الخيل ، القيادة ،العاب القوي ، التجديف، نصب الشراع ، صيد السمك و الكثير من الانشطة و لم يكن هذا فقط ما تقوم به حيث انها تقدمت السنة الماضية بطلب لضمها ضمن فريق الهلال الاحمر العربي السوري إلا أنه تم رفضها لصغر سنها عن السبعة عشر و الذي كان ضمن شروط التقديم فلم تيأس و تقدمت مجدداً بعد أن تمت عمر السابعة عشر ليتم قبولها لذكائها و قدرتها علي القيام بالاسعافات الأولية لذا فهي لا تعود الي المنزل الا قليلاً احياناً اسبوع و بالاكثر اسبوعان لذا فإن عودتها تكون ذا اهمية كثيراً يتعلق بها الصغار لأنها حماسية تأخذهم للخارج ليتسلقوا الأشجار معاً و يحصلا علي بعض الثمار إن وجدت ، تعلمهم صيد الاسماك برماحها و تجيد النبلة و تعلمهم كيفية استخدامها لصيد الغربان تلك الجريمة الشنعاء التي تقوم بها و التي جعلت امها توبخها و تعاقبها حين علمت لتبرر نوال بأن الغربان طيور مشؤومة و غبية ليس لها فائدة و أن التخلص منها هو الحل الامثل و تصر علي أنها ستلقيها بالحجر كلما رأتها لتعاقبها والدتها مجدداً لأن الكلام لا يفيدها دخلت نوال من باب المنزل الي جوار ابيها بحقيبة سفرها وضعتها جانباً و انطلقت تجاه امها
تقبلها من يديها ثم استدارت لتجد رام و ليلاس فأبتسمت و ضمتهما بشدة لترحب بهما و طلبت منهم الاذن لتستحم و تعود اليهم ،حينها تقدم خالهم الاكبر والد نوال و اخبر ليلاس و هو يمد يديه اليها بظرف مغلق:
-كنت مع نديم في الصباح طلب مني ان نتجول سويا و في الطريق وجدته يخبرني بأنه يأخذني الي مكان استلام الدعوات
تساءلت ليلاس في رعب:
-أي دعوات

قطفة زيتون بين دوارتي الرحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن