الفصل الرابع

41 8 5
                                    


-الاخبار عن ادلب سيئة للغاية ، ادلب تحت القصف........

تتخبط بجنون وملابسها مضجرة بالدماء الذي لا زال يتقطر من رأسها و معصميها تصرخ بحرقة وسط الركام تستنجد الله بعد أن نفذت حلول استنجادها بمن في الارض كلاً في هوله منهم من يجري لينقذ امرأته ،ابنائه أو فرد من عائلتة و هي وحدها تبحث عن اختها منذ وقت فترته غير معلومة بالنسبة لها من هول ما هي فيه. كانت تسير الي جانب رام في شوارع حلب صباحاً حتي وجدت مجموعة من الشباب يهرعون في الشوارع يهتفون للناس بتحذير ممزوج بالإستنجاد الطائرات تضرب المنازل اهربوا......

تعالت نبضات القلب و ادرينالين الخوف في جسديهما، نظرات من الرعب تبعتها اقدام تهرول جنباً الي جنب و لا تدري كلاً منهما الي أين يذهبان و أي مكان سيأويهما و كل مكان معرض للانهيار، سمعا صوت صاروخ جوي مهيب ضرب أحد المناطق ليركعا ارضاً ضامين يديهما حول اذنيهما من هول الصوت، رفعت ليلاس عينيها تبحث عن اختها رام تتأكد من وجودها و من كونها سليمة فوجدت عينيها تائهة كأنها مغيبة و عينيها لا ارادياً تتفجر منها قطرات الدموع ،مدت يديها تجذبها من الارض و تحثها و تدفعها للجري و هي تري الأرض من حولها تميد كأنها قيامة و كأن كل خطوة لها نهاية...........  

لمحت ليلاس طائرة تلوح في الافق فايقنت أن سبيل النجاة قد انقطع و انه حان وقت أن يسلما روحهما الي بارئهما و لم تكد تفكر في إمكانية النجاة حتي تعرضت المنطقة الي القصف و لم تدرك اي شيئ الا حينما افاقت لتجد نفسها غارقة في الدماء و اختها رام أين انها....... مفقودة ، نهضت وسط المها تجري يميناً و يساراً تسأل المصابين و بعض الذين نجوا بأعجوبة مثلها عن فتاة في عمر السبعة عشر عاماً تصف لهم شكلها و تصيبها نوبة من الانهيار و الصراخ بأسم رام  حين ينفي احدهم رؤية اختها..

في احد المخيمات السورية علي الحدود التركية

وضع الكثير من الشباب الناجيين من القصف بعض الاشخاص المصابة الذين لازالت روحهم تتعلق بالحياة ارضا طالبين المساعدة سواء أكان بين اللاجئين للمخيم اطباء او لا فهم بحاجة للمساعدة ، منهم من كان يتمسك بالغريب يحتمي به و من كان منهارا قطع نحيبه و من كان صامتا واجماً فزع ناهضاً من جلسته يجري تجاه المصابين الجدد الذي منهم من سيدفن في الوري و منهم من سيعيش ليشقي مرارة الفقدان و ألم الحرمان ، كل يبحث عن فقيد له يبحثون في وجوه المصابون الغرباء عن ام و اخت و اب و اخ و لكن هيهات ، أمارات الخيبة علت وجوههم و عادوا أدراجهم فاقدين الامل و الحياة.

 تقدم احد اللاجئين للمخيم معلنا عن هويته الوظيفية كممرض قائلا

-معاذ ممرض تحت التدريب في مشفي السلام التخصصي بحلب ، و أود المساعدة  

تقدم معاذ مقتربا من احد المصابين وضع اصبعيه عند رسغه اسفل اصبع الابهام يختبر نبضه ثم نقل يديه اسفل ذقن المصاب و تحديدا علي رقبته انتظر لثوان ثم رفع وجهه اليهم معلنا بأسف عن وفاة الشخص ، من بعيد سمع صوت يناديه قائلا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قطفة زيتون بين دوارتي الرحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن