نُجُومُ عِينَاهْ - ٢ .

108 17 25
                                    



"مَن ذا الذّي ينسَى بَريق عيِونهُ يالَيتني منِه كَقربِ الأجفُنِ"

..


مَرّتُ السَاعاتُ سَريعًا ، فِقد هَلَّ الَليلْ ، وَ بَدلّت السَماءُ ثَوبها لِآخَرٍ دَاكِن ، بِ أنوارٍ مُتَناثِر تُشِعُ حَولَ ذَلكَ المُنير، فِتلكَ الليلَة كَانَ رَاعيِها بَدرٌ .

أحذُو خُطواتِي بَينما أنظَارِيَّ أخَذت تَجُوبُ بَينَ المَارة، كَانت لَيلَة صَاخِبة كَما حُالُ جَمّ الليالي فِي مَدرِيد ، كُنتُ أتّمشي فِي سَاحَةِ البَلدة التِي تَعِجُّ بالحَياة المُزعِجة، لَم أكُن ممَن يَحبّذُ الصخب

والمبالَغة، إنّي لِلوحدَةِ هَاوٍ ، ومَعشوقتي شَقتي، لُولا قَطعُ الكَهربَاء لَما خَرجتُ مِن نَعيمي، لَكِن هَذهِ المَدينة خَانِقة كَانت تَجوبُ الأفكَارُ بِرأسي عَن فِكرةِ الذَهاب لِـ رَياس بالحَانة ..

حَطّت عِينَاي عَلى مِقعَدٍ شَاغِرٍ بَينَ الشُجيراتِ كَان ، إستَرسَلتُ بالذَهابِ صَوبَهُ جَالِسًا مُطلقًا تَنهيدة حَمّلتُ فِيها تَعبي وإرهَاقي وأخرجَتهُ بِها مُرجعًا رأسَيَّ خَلفًا ، بالرَاحةِ شَعرتُ لِوهلة، فَضللتُ عَلى

هَذهِ الحَال دَقائق حَتى هَزّ مَسامِعي مَألوفُ الصَوتْ : " سَيد مينهُو؟" فَتَحتُ مَقلّتاي مُعيدًا رأسي للأمام لألتَقيّ بِ مُموجُ الخُصلاتِ ، ذِي السنة الأولى ، كُنتُ بِمزاجٍ لا بَأسَ بِهِ ف بتَركِ لهُ مَجالٍ للجُلوسِ إكتَفيت

شَقّت الإبتِسامةُ شَفتيهِ ولِثانية شَعرتُ أنهُ طِفل : " مَاذا تفعلُ هُنا جِيسونغ؟" خَرجَت مِن ثُغري مُوجهه لِمن بِجانبي بَينما عِيناي لَم تَكُن بالمِثل، فَكانت بالنَاحية الأخرى : " فَقط.. أتَمشى وَحيدًا ... لَكنني سَعيدٌ بِمُقابَلتك! "

 مَضيَّ بأولى كَلمَاتهُ بِصوتٍ شِبهِ مَسموعٍ حَزين، بَينما آخرِهُا َمتع بَحيوية وسَعادة.. مُحيرٌ حَالُه!

تَنهِيدة عَاليَة خَرجت مِن فَاهِي بَينما بِ رأسي عُدتُ بِهِ للخَلف كَما كُنتُ قَبلًا ، لَكنني أدرتُهُ نَاحِيةَ مَن بِجانبي كَانُ يُشاطِرُني النَظر، فإلتَقت سَوداويتَايَّ بِعسليّتاه كَانت عِينَايَّ تَفوقُ سَوادِها المُعتادَ سوادًا، فإنها لَمُرهقةٌ مُتعَبة

فَبِغيماتٍ سَوداء حَملت أسفَلها وإنتِفاخ طَفيف تُصفُ بِهِ ، بِتُّ أشعُرُ أنَ لا نُورًا يَصِلُها ، لَكِن بِتَلكَ اللحظة، شُعورٌ

غَريب إستَوطَنني ، بِمقلتَاي نُورًا إنعَكس ، إنهُ نُورُ عِيناه! ، بِلمعانٍ عَجيب أُخِذت، ولِأنوارِ الدُنيا سَارِقة ، كَانما النُجومُ إجتَمعت بِمُقلَته بِكُلِ تَبَجُح! ، وَاسعةٌ هِي فينْتابُكَ شُعورٌ إنها مُحيطٌ مِن العَسل..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سَوَدَاويُّ الخواطِرِ | 𝐌𝐢𝐧𝐬𝐮𝐧𝐠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن