الفصل الأول

137 8 21
                                    

في مدينة فالوريا التي تشتهر بطبيعتها الخلابه مع شوارعها المرصوفة بالحصى ومبانيها المعاصرة
غرفةٍ ما في إحدى القصور الكبُرى الموجودة على جانب طريقٍ هادئ لا يمسه اي ضجيج قط ، كان يقف متأملاً الأوراق المبعثرة حول مكتبه وبيده سيجارة ينفثها تارةً ويتنهد تارةً اخرى
لقد تنبأت الأرصاد الجوية بطقسٍ غائم جزئياً وهاهي الآن تمطر بغزارة ، قاطع تأملاته للمطر الذي ينسكب على النافذة صوت طرق بابٍ ما ،ملأت ملامحه علامات الإستغراب
إنها الثالثة صباحاً! ولقد ارسل جميع من في هذا القصر في إجازة مُنذ فترة ليست بطويلة واما جايسون فلقد كُلف بمهمة ما خارج البلده لذا ليس هناك سبب لأنه يزوره اي شخص في هذا الوقت!

ازدادت طرقات الباب وتزايد الشك بداخله ايضاً
اطفأ السيجارة وتحدث بين صرير اسنانه:سحقاً ، هل علم ذلك الوغد مكاني!
اقترب من الخزنة التي يكسوها السواد ومرر انامله حنطية اللون لتُفتح وبخفة يد اخرج ذلك السلاح الذي ورثه من والده ووضعه في جيبه الخلفي وقام بتغطيته بسترته السوداء ، نظر الى المرآه بعينيه العسليه وقام بتمرير شعره حالك السواد الى الخلف

تتبعت قدماه صوت الطرقات الى ان توقفت امام الباب الرئيسي للقصر ، تمتم في نفسه شاتماً غبائه ومفسراً انه ان كان قد كُشف مكانه حقاً فلن يطرق الباب كضيفٍ او خادمٍ ما وإنما كان ليقتحم الغرفة التي يمكث بها

بدا وكأنه يسمع صوت توسلات ونبرةٍ اشبهُ بالبكاء وما ان استطاع تمييز الصوت حتى امسك بمقبض الباب وقام بفتحه بعنف لتظهر خلفه امرأة في السادسه والعشرين من العمر ذو جسدٍ نحيل وبشرةٍ بيضاء ناعمه وشعرٌ مموج كلون البندق وتحمل بين يديها طفلة تحاول كبت شهقاتها ولولا اختلاف لون عينيهما لظن انهما نفس الفتاة

نظر إليهما وعيناه متسعةً من الدهشه من رؤية هذا المشهد وقد ابتل كامل جسديهما اثر المطر الغزير ، امتلأت كلماته بالتوتر ممزوجاً ببعض الغضب:مالذي تفعلينه هنا؟
تحدثت وشفتاها لا تتوقفان عن الرجفان:آرثر ارجوك ساعدني
تحدث متجاهلاً حالها المثير للشفقه وطلبها للمساعده:لقد حاولت مساعدتك اوليفيا لكنكِ قد رفضتي عرضي لذا اعتقد بأنه لا يوجد شي يمكنني فعله لأجلك

كان عازماً على إغلاق الباب والعودة ادراجه لكنها سرعان ما تمسكت بقميصه ناصع البياض وابتلعت غصتها لتنطق تلك الكلمات التي لم ترغب يوماً بقولها:ا ا انا موافقه على عرضك لذا ارجوك دعنا نتحدث قليلاً
اعتلت ملامحه علامات الإنتصار وكأنه يعلم بأنها ستعتبره الملجأ الوحيد للفرار من العذاب الذي تعيشه

نفض يدها بعيداً عنه واشار الى احدى الغرف الموجوده على يمين المدخل وتحدث:يمكنكما الراحة والبقاء في هذه الغرفة لبعض الوقت ثم سنتحدث غداً فأنا متعبٌ جداً
صعد للأعلى غير مبالياً لنظراتها التي اخترقت ظهره الى ان وصل لغرفته واقفل الباب خلفه

عقدٌ عتيِّقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن