السّـاعات الأخيـرة.

20 3 1
                                    

أمشـي بِـ رفقةِ يُـوجي مُـتّجهين إلـى منزلِ جونغكوك
البارِحـة فقط علمتُ بِأنّـهُ لا يقطنُ مَـع عائِـلته
أشعُـر بِـ أنّنـي أحسنُ حالاً مِن يومِ أمس .. يُمكننـي التّـصرف بِـ طبيعيّـة مَـعه و كأنّنـا لم نتحدّث البارحِـة بِـ أيّ شيءٍ يُزعِجُنـي
جونغكوك سينتظِـرنا عِنـد مركـز تجاري معروف و منـهُ سوف يأخذنا إلى منزله، كِوننـا سَنزوره لِأولِ مَـرّة و لا نعرفُ الطريق
ها هُـما يحتضانِ بعضهما بينمـا يتـصافَحان، و ها هُـو يمدّ يده لِ يُصافحني ... لكنّنـي أيضاً وددتُ لو حصلتُ على عناقٍ مِنه .. صافحتُـه و أكملـنا المسير
كُـنت أتعامـل معهمـا بشكلٍ طبيعي للغـاية .. أتصرّف كما هي عادتي مَـعهما، أضحك و أتحمّـس بالحديث و أشارك فيما يقولانِـه، لكنّنـي داخليّـاً لا أضحك و لَسـتُ شغوفة بِـ هاتِه الأحاديث
_
وَصلنا إلـى منزله
قالَ لنا أنّه كان يقطنُ مع عائلته فعلاً ريثمـا يقومُ ببعضِ الإصلاحاتِ في منزلِـه
هنالِـكَ شيءٌ غريب بدأتُ أشعُـر بِه توّاً
أشعُر و كأنّ ما أعيشهُ خيال .. و لحظـاتٌ مرّت لِتُصبح رؤيتي ضبابيّـة و من ثمّ عادت طبيعيّـة
لَم أكترث للأمر
دخلنـا
منزلُـه فاخر و مرّتب حقاً
الأثاثُ فاخر باللّـون الأبيض
أمّـا عَن السّـقف و الجدران كانتْ مِـن الخشب، لكنّـه قويّ و صُـلب
جَـلسنا في الصّالة المُطلّـة على حديقة داخليّـة للمنزِل .. يُوجد الكثيـر من النباتـات ذات الخُضرة الدّائِمـة في الزّوايا .. فتحَ باب الشُّرفـة الزُّجاجـي، النّـسمةُ لَطيـفةٌ تذكّـرُني بِ ذلكَ اليوم حينَ عرفتُ جونغكـوك أوّل مرّة
كـانَ قد جلـبَ أطعمتي المُفضّـلة، فراولـة شوكولا دونات و الكثـيرُ من الفواكِـه و الحلويّـات
كانا يتحدّثان بينمـا يشغـلُ تفكـيري تلكَ الحديقة، هنالِكَ الكثـير من الأزهـار الملوّنة و هنالِك ما لا أقدرُ عَـلى رُؤيته مِن مكاني
فجـأة قاطَـعَ جلوسُ جونغكوك مُقابلاً لِـي على رُكبتيه كُـلّ أفكـاري ، التفتُ برأسـي أنظـرُ في الأرجاء
« يوجي، أينَ يوجي ؟ »
« ذَهـب للحمام، تعالي نخرجُ إلـى الحديقة كونكِ تأملتيها بِـما فيه الكفاية .. تأملتيها أكثـر منّي في ذلك اليوم »
عبستُ و كتفتُ ذراعيّ لِـ صدري بينما هو ضحِكَ و جـرّني إلى الحديقة
بدأتُ أستكشفُ أنواع الزّهورِ هُنا بينما كلّ برهةٍ يراودني شعورٌ بِـ عدمِ الارتياح، و لِماذا أخي ذهب إلى الحمام و لم يَـعُد ؟
شعـرتُ بدفىءِ حضنِـه بينمـا تلفـحُ تِلكَ النّسمات وجهـي و شَعري يتطايَـر، تصلّـب جسدي و لازلتُ أمسِكُ بالزّهـرةِ بين كفّاي كما كنتُ أفعـل قَبل أن يحاوطَنـي و صدرهُ يلامِسُ ظَـهري
أين أخي ؟؟ ماذا لو جاءَ فجأة ؟
« جونغكوك ، أخي..
« لَـن يأتِـي »
قاطعَنـي و ابتسامةٌ مُـريحة تُـزيّن وجههُ الملائِـكيّ

« أنتِ، أنتِ تحبيني و أنـا أعلـم .. شعرتي بِالسّوء لأنّني أُحـبّ غيركِ .. و أنـا لستُ بِـ عاشـقٍ إلّا لِـ هاتِـه العُـيون»

« أُحـبّكِ »
أنا مصدومة .. و لَـيسَ السّبب اعتـرافُه ، ذلكَ الشّـعور بِـ عدمِ الرّاحة راودني مجدّداً و أستوعبت ما هذا الشّـعور
أنـا أحلم و أنا على وَشكِ الاستيقاظ
فغرتُ فاهِـي بصدمةٍ و من ثمّ نطقتُ باسمهِ .. أفتحُ عيوني بِ صدمة
« جونغكوك !! »
ابتسـامـتُه توسّعت أكثـر
« صَغيـرتي أنتِ تحلمين »
التففتُ بِسرعة و عانقتُـه و أجهشتُ بِالبكاء
« جونغكوك هذا مُـستحيل الأحلام لَيست بِهذا الطّـول مُستحيل .. حبّي لكَ حقيقي .. لا تترُكنـي »
عادت تِـلك الرُّؤيةُ الضّبابية فَـ بكيتُ بِـ حرقة
« لا يُمكننـي البقاء معكِ جميلتي »
« لا أُريد مواجهةَ حياتي لِوحدي لا أريد لا تتركني »
طبطبَ على ظهـري لِأستيقظَ عَلى حُضنِ أخـي لي بينما يهزّني بِرفق
شهقتُ و عدّلتُ جلستي بِسُرعة بينمـا أفركُ عيناي التّـي تجمّـعَت بعضُ الدّموعِ عَـلى رموشِها
« كَـم مِـن ساعةِ نمت ؟ »
« ثمانيةَ عشرة »
همهمـتُ لَـه
« سوف أعدّ لكِ الطّـعام بيلـي، اغتسلي و انزلي »
ابتسم و خرج من غرفُتي ..
_
مَن هي إيزابيل ؟
أنا إيزابيل، مَريضةُ اكتئـاب، كـلّ ما ذكر في أحلامي بِشأن اختصاصي الجامعي و حياتي العائـلية حدثَ فِعلاً .. أُحـبّ جيون جونغكـوك و هو أكثـرُ من مجرّد فنّـانٍ مشهور بالنّسبة لِي ..
و لا لستُ ذلك النوع من الأشخاص الذي يقول أن حبـه مرض نفسـي نسبـةً لي، حبـه أجمل ما أملكـه في قلبـي.
الأرقُ يُتعِـبني بِشدّة .. عادةً ما أبقى مُستيقظة لـ ساعاتٍ طويلة كَـ يومين مثلاً و مِـن بعدها أنامُ فتراتٍ طويلة، أعانـي من هلاويس الأرق و هِـي الأصعب من الأرق بِذات نفســِه، أحيانـاً أشعُر بالنّـعاس إلا أنّني لا أستطيعُ النّوم بسببِ تِـلكَ التّخيّـلات المُـرعِبة التّي ينسجها لي عقلي، و التّـي تبدو حقيقيّـة بشكلٍ مُخيف
في حُـلمي نشأت قصّة حُـبٍّ بيني و بين فنانّـي المُفضّـل أو ربّمـا شخصي المفضّـل هو و شقيقي، كيف لَـهُ أن يكون بِهذا الطّـول ؟ عِندما أستيقظ من نومي أدركُ بأن كلّ تلكَ الأحلام الطّـويلة ما هي إلا وقتٌ قصيرٌ في العالِـم الحقيقي .. أشعُر بأنّه حلمٌ طويل و عندما أستيقظ أشعُر بأنّه كان لحظات، نومي لِـ ساعاتٍ طويلة يُساعدني على أن أحلـم أكثر ، و هذهِ أوّل مرّة أحلم بِ جونغكوك هكذا .. قد يظنّ البعض أن جونغكوك هو السّبب في كآبتي لأنّه ظهر في هذا الحلم لكن لا، حياتي و ما مررتُ بِه سابقاً هو الذّي أوصلني هُنا و تحديداً بأنّـني كتومة للغاية، أنا فقط من فترة أخبرتُ أخي بِالذّي أمرّ به و الصّعوبات التّي أواجهها لِوحدي و هو الآن يساعدني و أنا أتعالجُ من اكتئابي حيـثُ أنّه عرضني على طبيبٍ نفسيّ
أنا أتحسّن نوعاً ما و إنّني لَسعيدةٌ بِ هذا التّقدم.
هذا الحلـم سَيُشجعني أيضاً على بدأ يومي بِـالقليل من الطّـاقة

وقعنا في الحُـبّ
مشاكِل بينَ شقيقي و شقيقه، ضحكتُ بشدّة عندما تذكّـرتُ هذا .. أخي تعرّض للخيانة و الغدر في حُلـمي
مشاعِـري نحوه كانت صادقة حيثُ أنّني أشعُر بنبضِ قلبي الآن حينما أتذكّر ما شعرتُ بِه تجاهه
عانقَني و أحبَّني أيضاً، يالَـها من مشـاعِر لَطيفة تِلكَ التّـي تراودني الآن
ذلكَ الحُـلم
يا ليتـهُ كانَ حقيقيّـاً فقط.

|| If only It was Real ||⁹⁷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن