السّـاعة الحادية عشـرة.

18 4 1
                                    

بعدَ ثلاثة أيـام
أخرجُ مِـن جامِعتي ، إنّه الامتحان الثّـاني لي
لـم نكمِل حديثنا أنا و يوجي في ذلكَ اليوم ، قال لي أنّ جونغكوك يحبّنـي و فقط لم يُضِـف شيئاً آخر إلا أنه أعدّ لي الطّعام و حضّـر لنا فيلمـاً لِنشاهده أنا و هو ... كمـا أنّه جاء لِغرفتي ليلاً عانقني و مسحَ على شعري .. غنّـى لي تهويذة و لم يخـرج قَـبل أن أنام
لم يأتِ جونغكوك لِزيارتنا .. كان مشغولاً
فَـ خرجنا ثلاثتنـا في اليوم المـوالي إلـى حديقة المـلاهي
أمّـا عن اليومين المـاضيين لَـم أُقابله أبداً كنّـا فقط نتواصل عبر الهـاتف
وجهَـتي الآن كمـا هي العادة، جونغكوك
و بينمـا أسيرُ نحـو البوابة
إنّـه جونغكوك !
من تِلكَ الفتاة معه ؟ لَـوّحَ لها مودّعاً حالمـا رآني و اتّجه نحوي
هل يحقّ لِـي أن أشعُر بالغيرة الآن؟
لا، ما الذّي يربُطـني بِه لِـيحقّ لي ؟ لكنّنـي أشعـر بِذلكَ الشّـعور السّـيء .. أشعـر قلبي يحترِق
حتّى لو كانت صديقته ، هو أخبـرني أننّي صديقته الـوحيدة ..
ابتسـمَ لي
« هاي إيز، كيفَ كان الاختبار اليوم ؟»
ابتسمتُ، ربّمـا لاحظَ أنّها مزيـفة
« هاي، لقد كـانَ جيـداً »
همهم لي
« ما رأيكِ أن نجلسَ في حديقةٍ عامّة بدلاً من الذّهاب للمحلّ كـ كلّ يوم ؟ »
اومأتُ برأسي بِسعادة و حماس
سِرنا معاً و خَرجنا من بوابةِ الجامعة
« جونغكوكـي، من تِلك ؟»
قطعتُ الصّـمت بيننا ..
ابتسمَ كما هي العادة لكنها ليست ابتسامته اللطيفـة حتماً أدركتُ أنه بالتأكيـد لن يجيبني بِـ تلكَ السـهولة
« صديقتي »
تشكـلت عقدةٌ بين حاجباي
« ها ؟ »
« ها ها ؟ قلتُ صديقتي »
« ألم تقل لي مسبقاً بأننّي صديقتكَ الوحيدة ؟ »
ابتسامتُه تلك، مستفزّة !! أريدُ أن أضربـه على وجهه حتى أسمـع صوت تكسيـر أسنانه، و لأنه فقط مستفز ولا أشعر بالغيرة بتاتاً
« و تعرفتُ عليها أيضاً، هل هنالك مانع ؟ »
لم أردّ عليه أعلمُ أنـه يحاولُ استفزازي
عاودتُ النّظر أمامي مجدّداً
سَحبني مِـن ذراعي و اتّجه نحو المتجـر المُقابِل للحديقة
اشترى غزل البنات و عصير فراولة لـ كلينا
أكملنـا سيرنا نحو الحديقة و ها نحنُ نجلِسُ معاً على إحدى المقاعِد الخشبيّة ..
أتناولُ غزل البنات الذّي اشتراه لِي جونغكوك بينمـا هو يشربُ من عصيرِ الفراولة خاصّته
« اشربي العصيـر أيضاً، إنّه بارد و مُنعش »
نبس بينـما يفتحُ غطاء عُلبتـي
و من ثمّ ناولهـا لِي
نظرتُ لِوجهه.. إنّه شاردٌ و صامِـت على خلافِ العادة
« جونغكوكي ما الذّي يُزعجك ؟ »
أجفلـه صوتي
عاودَ النّظر أمامـه ثمّ التفت إليّ مجدداً ، و يبدو متردداً لكنّه قال ما يجولُ في خاطِره
« كونكِ بمثابـة شقيقة بالنسـبة لي أريدُ تعطيني رأيكِ في أمرٍ ما »
حركتُ رأسي للأعلى و الأسفل كَـ مُـوافقة
« كيفَ أُظهِر مشاعِري الحقيقية لِـ فتاة أحبّها، أقصد .. ما الذّي يجذبُ الفتيات لِـ يقعنَ في الحـبّ »
سمعتُ صوتَ قلبـي يتحطّمُ إلى أشلاء .. فوراً فكّرتُ بِـ تلكَ التّي كانتْ تقفُ معهُ صباحاً و هذا أنساني كلامَ أخـي بأنّ جونغكوك يُحبّني
« اعترِف لَهـا فقط »
طبعاً لو كان يقصُدني لاعترف في ذاتِ اللّحظة، كما في المسلسلات و الأفلام ..لكنّه تابع قولَـهُ
« ماذا لو لَم تُبادلِني .. ماذا لو ابتعدتْ عنّي بعدَ ذلك »
أشعُر بغصّةٍ علقـت في حَلقي، أرغـبُ في البـكاء حتّى يجفّ دَمعي و حتّـى تنطفىء تِلكَ النّيـرانُ التّي تلتهمُ قلبي ..
أحببتـه في وقت خاطـىء
« حاوِل على الأقلّ ، قبل أن تَعتـرِف اتّفق معها أنّها لن تبتعد عنك عندما تعلُـم عن الشيء الذّي تودُّ إعلامـها بِه »
هزّ رأسه للأعـلى بِاقتناع ثمّ ابتسم لِـي
« سَأُحاوِل »
شَرِبنا العصير بينمـا كِـلانا لَـم يتحدث .. أنـا أنظُر أمامِـي شاردةَ الذّهن، و هو كذلكَ الأمـر
نظرنـا لِـ بعضِنا.. هو مَـن نظرَ لِي أولاً لِـ أناظِرهُ .. تلاقَـتْ أبصارنا ثوانٍ .. لَـم أبدِ أيّ ردةِ فِعـلٍ مع أنّـهُ ابتسمَ لِـ أجلـي
بدوتُ كأنّـني أُعاتِـبُـه بـ عُيـوني التّي تلاشتْ لَمعتُها، و هو يعتذرُ لِـي بابتسامتِـه القلِقة تِلك
هكـذا خُـيِّلَ إليّ فقط، كانَ ذلكَ مِـن منظوري و وحـي خيالي
ربّمـا كانتْ نظراتِي تحمِـلُ شيئاً مِـن الحسرةِ و العِتـاب حقّـاً
لكن ابتسامته لَـم تكُن كَـ اعتذارٍ، لِمـاذا سَيعتذرُ لِـي ؟، لأنّـهُ يُحبُّ فتاةً أُخرى ؟ حسناً هُـو لَـم يوهِمنـي يوماً بأنّـه يحبّني و خَـذلَني الآن، أنـا كَـ شقيقةٍ لَـه، و ذلكَ لا يروقُنـي نهائياً
« تَبدين شاحِبـة، هَـل مِن خطبٍ ؟ »
اهتزّت عَدستاي و كأنّنـي سَـأبكي، لَستُ مِـن النّوع الذّي يبكي لِـ مجـرّد أن يُسأَل عن أحوالِـه، لكنّنـي فقط .. تَهيأ لِـي لِوهلـةٍ بِأننّـي سَأفقُد هذا الاهتِمـام، سَيكـونُ مشغولاً بالاهتمـامِ لِأمرِ حَبيبتِه، الفتـاةُ الأحـقُّ مِنّـي بِـ حرصِـه
« أنـا بِخير فقط أشعُـر بِـالضّغط هذه الأيّـام، إنّـها كآبة أيامِ الامتحانـات »
قُلتُ بينمـا أتنهّد
و هُـو همهم لي، لا أعلمُ لو كانَ يُصدّقني حتّـى
استقمنـا بعدَ برهةٍ مِن الوقت .. و مَشينا، نسيرُ بينَـما لَم أقُل حرفاً واحِداً .. صامِتة بشكلٍ كُـلّي و هادئـة عَكـسَ الضّجيجِ في رأسي .. ينظرُ لِي كُـلّمـا مرّتِ بِضعَ ثوانٍ و بِالتّأكيد هو قادرٌ عَـلى استشعارِ حُـزني و كآبـتي، و هو طبعاً لَـم يصدّق عُذري
« تِلكَ الفتاة لَيست مَـن أُحـبّ و لَيست صديقتي حتّـى »
قالَها بِنبرةٍ مُريبة و كأنّـهُ ظَـنّ أنّها السّبب فِي بـؤسِي
حسناً هِي كانت السّبب لأنـهُ يحبها، و أنا أُحبـه
أمّـا عَـن الآن فَ أنـا حزينةٌ بسببِ فتاةٍ لا أعلـمُ مَـن تكون، مُذهِل
رُغم كلّ الفُضول الذّي انتابني لِأعرِف مَـن هي لَـم اسألهُ عن أي شيء
أكمـل بِذاتِ النّبرة بينمـا ضيّق عينيه
« سألتُها إن كانتْ تعرفكِ أو إذا كانَت قد رأتكِ تخرُجين »
يحطّـمُ قَلبي بِ كلمة، يَشفيهِ ب أُخرى
همهمتُ لَـه و لَم أقُل شيئـاً
أوصَلنـي إلى مَنزِلي و قَبل أن يتـرُكَني و يُغادِر تفحّصني يُلاحِظُ التّعبَ و الأسـى في وجهي، قد يَرى البعضُ أنّنـي أُبالِغ لَـكِن كَـدري شديـدٌ و هذهِ طِباعـي
و بينمـا نسمةٌ عليلةٌ أحسستُ بِهـا، لَـم أشعُر إلّا بِدفىءٍ يَغمُرني بعدَ ثوانٍ، و ها هو يحتضِنُنـي و يمسحُ عَـلى شعري بينمـا أنا لَـم أعطي أي ردّةِ فعل، أسندتُ رأسي على صدرِه و فقط .. عُيونه تلمـعُ لا توهّجـاً و لا بِذاتِ البريقِ المُعتـاد .. بَل بسببِ طبقةٍ مِـن جواهِـره غَلّفـتها لَا أدري قلقاً .. حُزناً منّي .. حُزناً علـى حالي .. أم أنّـه استشعرَ سَبب تعاسَـتي الحقيقي و شَعَـر بالذّنـب .. رُبّمـا يعلمُ بأننّـي في صَميمِ قلـبي أُحبّـه .. و في هذهِ الأوقات و بينما يحتضنني أشعُـر بأنّنـي حقاً مَـن يقصُدني في كلامِـه .. لكن لا أريدُ أن أَبنـي آمـالاً زائـفةً فَـ تخيب
رُغـم أنّنـي لَطالما تمنيتُ عناقـاً كَهذا مِنـه، لكنّنـي لستُ سعيدة .. لَـم أُبادله الحُضن لكنّـه لَـم يترُكـني
يضمّـني إليـهِ و يُعانقنـي بكلّ حواسِه و مشاعِـره إلا أنّنـي لا أنفكُّ مِـن التّفكـيرِ بِأنّـهُ لا يحبّنـي و هذا الحُضـن ليسَ سِوى مواساة، ليسَ حقيراً لِكَـي يتخيّل مَـن يحبّ مكـاني بِالتّـأكيد .. أنـا فقط لا أريدُ المُـواساة و الشّفقة
لا أُحِـبّ الاقتـراب مِـن الشُّبـان بِهذهِ الطّريقة و لا يحقُّ لِشابٍ لا تربُطنـي بِهِ علاقـة أن يَلمِـسني بأيّ شكلٍ مِـن الأشكال حتّى لو لَـم تكن نواياه سيئة تِجاهـي، لكنّني لا أقوى عَـلى الابتعاد كمـا أنّنـي عانقتُـه في لحظةِ سعادةٍ لَـم أكُـن واعيةً فيها قَبلاً و لا يحقّ لِـي تقييم فعلِـه هذا و أنـا التّي قُمـتُ بِـ مثلِه
أبعـدتُ رأسـي لِـ يبعدِ يديهِ عنّـي و يعتدلَ في وقفتِـه
ابتسـامة رقيقة احتلّـت مَـلامِحـه و حنـانٌ مَـلأَ عينيهِ يَفيضُ مِـن نظراتِـه
« غداً ستأتين أنتِ و شقيقكِ لِـ زيارتي ، اتفقنا أنـا و يوجي مُسبقاً »
ابتسمتُ لَـه بِشدّة و كأنّ دوخِـلي لا تنهار و قلتُ بِنبرتي الطّبيعيّة
« يسرّنـي ذلك »
لا أعلـمُ إن كانت الإجابـة المُناسبة لكنّنـي قُلتهـا و فقط
ابتسم بِـإشراقٍ و ودّعني
اتجهتُ للمنـزِل، دخلتُـه و صعدتُ غُـرفتي
لديّ الكَثيـرُ مِن الدّموعِ لِـ أذرُفَها و الكَثيـرُ مِن الأفكار لِـ أنفرِدَ مَـع عقلي بِهـا لكنّني اكتفيتُ بالنّـوم

|| If only It was Real ||⁹⁷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن