السّـاعة السّـادسة.

24 5 0
                                    

اليوم التّالي ~
ها أنا في طريقي للمحلّ حيثُ يكونُ جونغكوك بعدما انتهيت من دوامي في الجامعة
وصلتُ و لم أدخل الزّقاق لأنني سمعتُ صوت عزفِه، أردتُ سماعَ ذلك و تأملّه، هو يبدو جميلاً و فاتناً أكثر من المعتاد عندما يعزِف
و كـأول مرة رأيتُـه فيها رفعَ رأسهُ نحوي بينما لم يتوقّف عن العزف
« البسي حذاءً لا يُصدرُ ضجيجاً عندما تريدين تأمل أحدهم دون أن يعرف »
ضحكتُ بينما اتّجه نحوه و جلستُ على كرسيٍّ بجانبه، جهّزه لي مسبقاً
« و من قالَ لكَ بأنني لا أريدكَ أن تعرف ؟ »
توقّف عن العزف، أنصدم و لكن كلامي أخرجه من صدمتـه
« لم أُرِد أن أقاطعِك، أحبُّ الاستماعَ لِعزفك، أنتَ موهوب !»
ابتسامة جانبيّة جذابة ارتسمتْ على شفتيه
« كالمرّة الأولى، تكذبين ..أو ربّما تقولين القليل من الحقيقة، رغمَ أنّ الأمر باتَ واضحاً، و لكن .. من يلومكِ ! ف أنتِ لا تُدركين حقيقةَ مشاعِرك »
تشكّلت عقدةٌ بين حاجبي و لم أفهم نوعاً ما، ما الذّي يعنيه بأنني لا أدرك حقيقة مشاعري؟ متى كنتُ أتحدث عن المشاعِر أصلاً !
عندما لاحظَ أنني لم أفهم بدأ حديثاً آخراً
« إذاً، هل نجحتْ خطّتي ؟ »
توقّفتُ عن التفكير فيما قالَه سابقاً و هززتُ رأسي بِسعادة
« أجل أجل، إنه يتحدّث معي و كأن شيئاً لم يكن »
همهم لي ثمّ نطق
« جيد »
« لكن جونغكوك ..»
ردّ عليّ بِـ تلقائية
«روحـه»
« أكملي ما كنتِ تريدين قولَه»
هو دائماً يفعلُ هذا، لا يعطيني الوقت لأُعلّـق علـى شيءٍ قالـه
« كنتُ سأقول أنـك لم تُخبرني البارحة عن معرفتكَ
بـ يوجي مُسبقاً »
استقام عن كرسيّه و دخل إلى المحلّ و خرج بعدَ دقائق، بيدهِ كأسين من عصير الفراولة، أعطاني كأساً و جلس
« نسيت إخباركِ »
« لا بأس »
« أخاكِ و أخي كانا صديقين مقرّبين للغاية
كنتِ صغيرة لا أعلمُ إن كنتِ تذكرين ذلك و أنا لم أكن آتي كثيراً إلى منزلكم برفقة أخي لذلك أنتِ حتماً لم تعرفيني يوماً، عندما أوصلتك لمنزلك لأول مرة لم أتذكره أيضاً و لم أتذكّر الطريق
لم أكن أعرف عنكِ أي شيء، كنتُ أعلم أن يوجي لديه أختٌ صُغرى فقط
المهم أن يوجي أحبّ فتاةً عندما كان في السنة الثانية من الجامعة أي عندما كان يبلغُ عشرون عاماً و واعدها، لكنّه اكتشف بعد فترة طويلة أنّها تخونه مع جونغهيون أخي، هي نفسها خطيبته التّي أتيتُ لاصطحابها، لا أدعمُ ما فعله أخي حتى لو أنّه أخي لقد خانَ صديقه المقرّب و ما فعلهُ خاطىء، ليسَ لي يدٌ في الموضوع و من الجيّد أن أخاكِ تفهّم ذلك دون أن أبرر له»
الكثيرُ من الأسئلة عصفـت في ذهني، ارتشفتُ من العصير رشفـةً أرطّـبُ حلقي و سألته
« لكن، إنها خطيبة أخاك منذ ثمانية سنوات ؟»

« واعَـدتْ يوجي سنة و نصف طبعاً لم تخُنه منذ البداية لا أعلم متى بدأت تخونه، بعدها واعدت جونغهيون ثلاث سنوات و الخطوبة ثلاث سنوات و نصف ،و لا أفهمُ ما العائق من زواجهما »

« أنا كنتُ في العاشِرة من عمري !؟»

« أجل و أنا في السابعة عشر »

« يوجي أكبر من شقيقك بِسنة »

أجابني و كأنه قرأ أفكاري

« كانا شركاء في السّكن الجامعي و أصبحا صديقين بعدها »
همهمتُ له و صمتنا، أمسكَ بجيتاره بعدما اجترع كوب العصير خاصتـه و بدأ يعزف بينما أنا أشعُر بالرّاحة في سماعِ عزفه و شرب كأسي بهدوء بينما الهواء يداعبُ شعري، لقد أجابَ على كلّ أسئلتي و لم يَعُد هنالك ما نقوله، في الواقع لم يعد هناك ما أقوله و لكن جونغكوك دوماً لديه أشياءٌ ليقولها
« ما الذّي تشعرينَ بِه عند سماعِكِ عزفي ؟ »

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

|| If only It was Real ||⁹⁷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن