بعد ليلة لم تغمض فيها عينا لها وقفت راسيل أخيرا من سريرها ساحبة أكبر قدر من الأوكسجين تخفف به تعبها المرهق ... ليلة كاملة و هي تحرس العائلة التي صنعتها بيديها ... العائلة التي أختها من براثين الموت لتعيشها .. صغيرتها و الرجل الوحيد الذي يحبها أكثر من نفسه ... لم تنم لتضمن أن اللعين الآخر لم يأتي طوال اليل ليراقبهم او ربما ليفعل شيئا مجنونا مثله .. يكفيها أنه احضرهم لقصره و جعلها ترى وجهه الذي يقطع الفرح و السرور من درب التبانة و الآن راسيل عليك ان تجهزي نفسك ليوم جديد و حرب جديدة ... نظرت لوجهها في المرآة مقربة وجهها منها لتهمس بصوت أشبه بهمسات الموت : هل سمعت أيتها اللعينة بداخلي ؟ ... هذه حرب و هو عدو فيها ... إضعفي امامه و سأنتف شعرك ..
أنهت كلامها تبتسم برضا و هي ترى لمعة عيناها بينما سكت قلبها الغبي و كأنه شخص مات داخل سيارة لازلت تسير لا تعرف مسارها مع ذلك تتبع طريقها الى نهايتها المجهولة ... خلعت ملابسها لتدخل تحت مرش المياه و بدأت تغسل نفسها بينما سمعت إيلام يتحدث مع أورا التي غستيقظت بمزاج سيء اليوم ... يا إلهي على مزاج هذه الصغيرة .. مثل الجو احيانا مشمس و جميل و احيانا غائم و سيء جدا .. إبتسمت تسمع إيلام يسألها بصوت مرتفع : راسيل هل ستتأخرين ؟
أجابته تضع من الشامبو فوق فروة رأسها : لن أتأخر كثيرا إسبقاني و سألحق بكما
و هذا ما فعله إيلام خرج مع اورا بينما بقيت هي تستحم و تغسل فروة رأسها جيدا لتستغرب توقف المياه التي كانت تنزل من المرش فجأة و بدون سابق إنذار ... ماذا هل خرب المرش أو ماذا ؟ ... اغلقت المرش و أعادت فتحه و لم تسقط المياه لذلك توجهت للحوض تريد ان تزيل الشامبو من عليها و لكن نفس الشيء ... المياه لم تنزل من الحنفية ... لعنت في سرها هازة رأسها بعدم تصديق .. في قصر سافيدش و تنقطع المياه ؟ .. يا إلهي إذا علم بذلك سيبيد شركات المياه في البلد بأكملها ...
بقلة حيلة سحبت منشفة لفت بها نفسها ثم خرجت بتلك الحالة تريد ان تطلب من أي خادمة أن تفتح خزان المياه ربما أحدهم أغلقه بالخطأ و من حسن حظها قابلتها إحدى الفتيات يعملن في القصر لذلك توجهت لها بسرعة تسألها : عزيزتي هلا فتحتم خزان المياه لقد إنقطعت في غرفتي و لم أنهي حمامي ..أجابتها الاخرى : كنت قادمة لأخبرك انه حدث خلل في أنابيب المياه التي تمرر الماء لغرفتكم سيدتي و الرجال يقومون بتصليحها فقط إذهبي لغرفة أخرى و أنهي حمامك او توجهي لحمام القصر
راسيل بحاجب مرفوع : خلل في الأنابيب و المياه تنقطع فقط في غرفتي ؟؟ .. كيف حدث ذلك كادت تقول شيئا آخر إلا أن الشامبو تسلل لعينيها لتضغط على أسنانها من الالم المحرق ... امسكتها الخادمة من كتفيها تمشي بها بينما كانت تتكلم بنبرة مرتبكة : سيدتي أنهي حمامك الآن و سنرى بخصوص الأنابيب لاحقا .. فتحت باب إحدى الحمامات تكمل كلامها بينما كانت راسيل تفرك عينيها تريد ان تزيل منهم الشامبو : سأحضر لك ملابسك و أعود
هذا فقط لتسمع صوت الباب يغلق خلفها .. مدت يديها امامها تحمي جسدها من أي عائق امامها ساقيها تأخذانها بإتجاه مرش المياه الذي كان مفتوحا .. هل فتحته الخادمة ؟ و لكن متى ؟ .. أجلت تلك الأسئلة لأنها ستحصل على إجابتها بعد قليل لترفع رأسها قليلا مقابلة للمياه التي سقطت على وجهها مرورا بجسدها ... اخذت تفرك عينيها بسرعة حرفيا أحست أنها ستفقدهم من كثر ما يحرقان .. و بعد أقل من دقيقة تمكنت أخيرا من فتح عينيها المتلونة بحمرة كالدم لتحرك رأسها في المكان حولها و هنا كادت تموت أو تصاب بسكتة قلبية في الحال و هي ترى آخر وجه ارادت أن تراه الآن ...
أنت تقرأ
333 only half devil
Actionالشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما ... بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت أحمل أنا نصفه الآخر ... أجل كانت حياته بين يدي و كان موتي بين يدي...