الفصل العاشر، وخانتة التي هي في بيته

112 7 1
                                    

أجابت مريَم قائلة : شرطي هو أنكم تساعدونني وتؤيدونني،  أنا ملكة معتزلة ولكن نسبة رجوعي كبيرة فإذا أنتم تحتاجون لي فأنا أحتاج أيضًا لكم.
رد الحسن : وكيف يمكننا مساعدتك؟
_الأمراء والوزراء وبعض العساكر والجنود وأغلبية الشعب ضدي؛ لأنني سيدة وهم يريدون أن يصبح ملكهم رجل وعندما قرأت عن قوانين دولة المتمردين وجدت أن من حق السيدة عندهم أن تكون ملكة أو قائدة مثلها كالرجل، فعرفت أن هذا القانون سيساعدني، حيث يمكنني أن أترشح وأصبح ملكة إذا اختارني الشعب، بعدما تتحول المملكة إلى دول، ولكن المشكلة أنني لن أستطيع وحدي أن أتصدى للأمراء والوزراء حتى نسعى إلى ما نريد، لذلك قررت أن أتفق معكم.
اطرقت.. ثم تابعت: كما أنني لديّ حرب صعبة ضد الملك الأعظم عن قريب بسبب رفضه لوجودي أيضًا.. ما رأيك ؟
رد الحسن الذي قد أعجبه كلامها قائلًا : أنا موافق على أن أنضم إليكِ وقد أعجبني كلامكِ سنحارب معًا الأمراء والوزراء وجنود الملك الأعظم أيضًا.. ولكنني أمثل الجيش فقط لذلك دعيني أرسل إلى القائد حتى أخبره.
صمتت بضع ثوانٍ وبدى على وجهها الاعتراض، وتحدثت: ولكن نحن لا نملك الكثير من الوقت، حتى نرسل للقائد وننتظر الرد، نحن الآن يجب أن نعد الجيش لأنني لا أمتلك أي تأييد من جيشي كما تعلم لذلك فأنا في حاجة إلى جنودك، ثم أنك قائد الجند ويحب أن تتخذ بنفسك كل القرارات الطارئة وأنت جئت إلى هنا من أجل ضم اوسوي وأنا لم أختلف معك، ما المشكلة؟
صمت بضع ثوانٍ وأخذ يفكر فيما قالته ثم ابتسم وقال: كلام جميل وأنا أتفق معكِ واقتنعت برأيكِ، استأذنكِ سأذهب حتى أخبر الجيش ونستعد.
_تفضل
ذهب الحسن وجنوده وعندما ذهبوا، نظر الحامي إليها وقال: هل يمكنني أن أفهم ؟
_ بالطبع ولكن قبل أي شيء أخبر الجيش حتى يستعد.
_أمرك
                 **********
اشرقت شمس يوم جديد على تلك الحدود المترامية( دولة المتمردين) ويبدو أن شمس ذلك اليوم كانت حارقة، بالطبع نعم ففي تلك المناطق التي ينتشر بها الغابات والجبال غالبًا ما يكون الجو حار في الصباح وبارد في المساء ولكن حر ذلك اليوم لم يكن محتمل والدليل على ذلك أن سمة أشعة شمس قد تسللت إلى خيمة سليمان المنهك وازعجته، حاول كثيرًا أن يتجاهلها ويكمل نومه ولكنه لم يستطع، وأثناء ذلك كان يحلم بهجوم جند حازم عليه أي أن عقله الباطن لم يستطع أن ينسى ما لحق به منذ آخر مرة، أخذ يقلب جسده ذات اليمين تارة حتى يستيقظ من ذلك الكابوس، وذات الشمال تارة حتى يتخلص من تلك الأشعة حتى أن استيقظ من نومه ويبدو أنه قد أفاق بعض الشيء من غيبوبته وعندما فتح عيناه وجد مليكة غارقة في نومها وهي جالسة كما هي ورأسها على كتفه، ومن شدة تعبها لم تنتبه إلى تلك الأشعة ولم تشعر بها، بل كانت غارقة في نومها كأنها تقيم في فندق خمس نجوم.
قام سليمان من مكانه ووضع رأسها على الوسادة وارح جسدها على الفراش وقبّل يدها وقال وهو ناظر إليها : أعلم أنكِ قد سهرتِ ليلة أمس رغم تعبكِ من أجل راحتي، كنت أشعر بكِ وأسمعكِ ولكن سامحيني لم أستطع أن أرد عليكِ. ثم قام من مكانه واقترب من المكان الذي تتسلل منه الأشعة حتى يمنعها من الدخول كيلا تزعج مليكة وبالفعل أخذ وسادته ووضعها بالعرض حتى تسد أشعة الشمس والجدير بالذكر أنه كان يفعل ذلك كله في هدوء تام حتى لا تستيقظ مليكة أو تقلق، وعندما انتهى، نظر إليها حتى يتأكد أنها مازالت نائمه، ولكنها نائمة وهي تتصبب عرقًا من شدة الحر. نظر سليمان يمينه ويساره كأنه يبحث عن شيء ما، ثم وجد سترتها بجانب الوسائد، اخذها واقترب منها في هدوء وأخذ يحرك السترة يمينًا ويسارًا حتى ترطب لها الجو شئ ما، وتزيل عنها حرارة الشمس، وبينما هو يفعل ذلك، ينظر إليها باهتمام وهو مبتسم وتمتم: أحبك يا ملاكي الصغير، كم أنتِ جميلة أثناء نومك.

عصور العبث{مكتملة الجزء الاول}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن