رِسَالةٌ(2)
إستَيقَظ الَرَجُلُ الشَاحِبُ عَلى جَروهِ الذي يَلعقُ وَجههُ بِلسانهِ اللزجِ مُحاولاً إيقاظهُ، فَتحَ عَينيهِ بصعوبةٍ بسببِ نُعاسهِ الذي مَازال مُسيطراً عَليهِ مَدَ ذِراعهُ يَبحثُ عَن نَظارتهِ الطُبيةِ قَبل أن يُمسكها وَ يَرتديها ناوياً النَهوضِ بسببِ جَروهُ الذي بَدى جَائعاً يُحركُ ذَيلهُ بِحماسٍ منذُ أن إستَقَامَ مَالكهُ الشَحابُ ليَضعَ لهُ طعامهُ
بدءَ بِتفحُصِ المكَانُ وَ على مايبدُو أن الفَتى الذي بَات لديه بالأمسِ قَد ذَهبَ قَبلَ أستيقاظهِ بالفعلِ وَ قَامَ بترتيبِ الفِراشِ كَذلكَ،
لَمحَ فَوقَ الفِراشِ وَرقةً صَغيرةٍ مَكتوبٌ عَليهاَ بَعضِ الجُمَلِ الحِبريةِ، إنحنى يَلتقطُها لِكي يَتَثنى لَهُ قِرائةَ مَا كُتبِ عَليها"عَزيزي رِيستُوس سِيهون، كلا عَزيزي سيهون لَم أنسى كَونُكَ أخبرتني أن أُناديكَ فَقط بـِ سيهون، وَ أنتَ أخبرتني في أُمسِيَتنُا
أمسٌ أنكَ ذَاهبٌ للكنيسةِ في الصَباحِ، لِذا أدعُوكَ بالمِساء إلى كَازينو لُوديس الذي يَبعدُ عَنكَ شَارعِين فَقط لِنَقضي أُِمسيةٌ أُخرى مَعاً
مُلاحظة: سأنتظرُكَ بُدئاً مِنَ الساعةِ الثامنةِ مَساءً وَ إذا دَقت الساعة العَاشرةِ مَساءً سوفَ آتي لإصطحابكَ قَصراً
مَع أطيبُ تَحياتي أسُوراَ بِيكهيون"وَضعَ الرِسالةِ عَلى الطَاولةِ بِخفةٍ وَ هوَ يُقهقهُ عَلى التَهديد الذي حَصل عَليهِ مِن ذَلكَ الفَتى القَصير!
هَل حَقاً يَنوي إصطحابهُ قَصراً؟، لَكن هوَ لَيس مُتأكدٌ حَقاً هوَ لَم يَذهَب لأمَاكنَ كَـ هَذهِ بالفِعلِ!،
نَفضَ أفكارهُ بِعيداً يَنوي تَصفيةَ ذِهنهِ هوَ فَقط ذَهب ليَتجهز لذهابهِ إلى الكَنيسةِ يَختارُ ثياباً دافئةِ بسببِ الطَقسِ المُثلجِ وَ القَارصِ بالخَارجِقَبلَ جَروهُ بِخفةٍ يَمسحُ عَلى رأسهُ بِحُبٍ قَبل أن يودعهُ مُغادراً الشِقةِ سَالكاً طَريقهُ نَحوَ الكَنيسةِ لِيُصلي
أثناءَ طَريقهُ فَقد خَيالهُ المُمتعُ الذي يَجعلهُ غيرَ مُركزاً بِمظهرِ الطَريقِ وَ تَفاصيلهُ، لَكن هَذا لا يعني أنَ رِيستوس سيهون الآن يُركزُ عَلى الطريقَ وَ تفاصيلهُ وَ يتأملهُ بَعيداً عَن تَخيُلاتهِ الحَالمةِ!
هُناكَ شيءٌ يَشغلُ تَفكيرهُ شيئاً مَا كَـ فَتى الكَازينو مَثلاً وَ لِما هوَ مُصرٌ عَلى دعوتهِ للكَازينو عَلى الرُغمِ مِنَ تَصريحهِ أنهُ لَم يَذهب لأمَاكنَ كـ تِلكَ وَ بالتالي بَدى وَاضحاً كونهُ مُترددٌ وَ غيرَ مُحبذٍ للأمرِ
لَكن منذُ أن الفَتى أصَرّ عَليهِ لا بأس بِذلكَ هوَ سوَف يَذهب
مَن يَعلم قَد يُعجبهُ الأمرَ وَ كسرَ الروتين هوَ أقنعَ نَفسهُ بِذلكَ لَيسَ إلا
.
أنت تقرأ
Saint Petersburg Nights
Historical Fictionلَيَالِي سَانت بَطرَسبُرغ حَيثُ في إحدى ليالي سَانت بَطرَسبُرغ المُثلجةِ يَلتقي الرَجُل الإنطوائي الوَحيد رِيستُوس سِيهون بـِ فَتى كَازِينو لُوديس الليلي أسُوراَ بِيكهيون.