شِقةٌ للإيجَارِ(3)
بدأ يَومهُ بِشكلٍ إعتياديٍ وَ روتيني يَضعُ الطَعامَ لِجروهِ الأبيضِ يَتجهزُ لِطريقهِ للعَملِ، يَقرأُ جَريدتهُ الصَباحيةِ أثنَاءَ طَريقهِ لِمعرفةِ مَا يَدورُ حَولهُ مِنَ أحداثٍ بِتلكَ المَدينةِ
يَصلُ لِعملهِ الرُوتيني كَـ عَادتهِ يَجلسُ بينَ دَستاتٍ مِنَ الأوراقِ وَ المَلفاتِ التي يَتُوجبُ عَليهُ التَدقيقَ بِها، وَ الأمرُ بَدى صَعباً دونَ نَظارتهِ!، فَـ هوَ لا يَمتلكُ ذَلكَ النَظرَ الجَيدِ عَلى إي حَالٍ!الخَامسةُ عَصراً بطريقهِ نَحوَ مَنزلهِ لَكن السَماءُ أظلمَت بالفعلِ بسببِ مُناخِ سَانتِ بَطرسبورغِ القَاسيِ شِتاءٍ مِنَ مَا يَجعلُ مُدةَ النَهارِ قَصيرةً جِداً وَ هُناكَ الكَثيرَ مِنَ الليلِ
كَانَ عَليهِ الذِهابَ لِشراءِ بَعضِ مُستلزماتِ البِقالةِ لِمنزلهِ
وَ بالطبعِ لَم يَنسى هَذهِ المرةِ شِراءَ بَعضِ الطَعامِ لِجروهِ اللطيفِ الأبيض الذي سوفَ يَكونُ بإنتظارِ عودتهِ بِترقُبٍبَدلَ ثِيابهُ لآُخرى مُريحةٌ مَنزليةٌ حَالَ وصولهِ دَاعبَ جَروهُ قَليلاً قَبل أن يَضعَ لهُ طعامهُ ليأكُلَ بِحمَاسٍ، حَمل أكيَاسُ البِقالةِ للمطبخِ مُخرجاً المُكوناتِ المَطلوبةِ لِتَحضيرِ العَصيدةُ خَاصتهُ فَـ الطَقسُ شَديدُ البُرودةِ وَ هَذا يُساعدُ عَلى الدِفئ
أشَعلَ الحَطبَ الخَاصِ بالمدفئةِ يَجلسُ هوَ وَ جَروهُ هُناكَ بِهدوءٍ يَقرءُ كِتابهُ ريثَما تَنضجُ عَصيدتهُ عَلى النَارِ
طَرقاتٌ عَلى البابِ جَعلت الصَدمةَ تَعتَري مَلامِحَ وَجههُ
الساعةُ بالفعلِ تُشيرُ للثامنةِ مَساءً!
وَ هوَ لا يَعرفُ أحدٌ وَ لَم يَستقبلَ زائِرينَ قِط بِهذاَ المَنزلِ خِصيصاً!،
إستقَامَ بِخفةٍ عِندَما أدرَكَ أنَ بابهِ بالفِعلِ يَطرقُ وَ أزدادَت الطَرقاتِ مَع تأخيرهِ بالنهوضِ وَ فَتحِ بَابَ شِقتهِ الخَشبِي
فَتحُ وَ ما فاجأهُ هوَ هويةُ الطارقِ، وَ رُبَماَ كَانَ فَتى كَازينو لُوديس مِن جَديداً هُنا"مَرحباً!"
نَطقَ وَ سيهون نَظرَ إليهِ مُطولاً قَبل أن يَشعُرَ بِنفسهِ أنهُ يَقفُ أمَامَ البَابِ ليَتنحى لهُ جَانباً
"تَـ..تَفضل"
إبتعدَ ليَنزعَ بِيكهيون حِذائهُ داخلاً لِشقةِ الآخرِ كَانَ أنفهُ وَ وجنتيهِ مُحمَرينَ بِسببِ البَردِ القَارصِ بالخَارجِ، جَلسَ مُقابلاً لِـ سيهون عَلى إحدى الأرائِكِ المُوجودةِ يَنزعُ حَقيبتهُ الجِلديةِ بِـ اللونِ البُني يَفتحُها مُخرجاً مِنها نَظاراتِ سيهون الطِبيةِ
أنت تقرأ
Saint Petersburg Nights
Historical Fictionلَيَالِي سَانت بَطرَسبُرغ حَيثُ في إحدى ليالي سَانت بَطرَسبُرغ المُثلجةِ يَلتقي الرَجُل الإنطوائي الوَحيد رِيستُوس سِيهون بـِ فَتى كَازِينو لُوديس الليلي أسُوراَ بِيكهيون.