الفصْل الثَّاني《أَثرِياء وَلكِن . . .》

110 12 8
                                    

فتحتْ عيني لأجدَ أنَ كلَ شيءٍ قدْ تغير منْ حولي أحاولُ أنْ أستوعبَ المكانُ . . .
الأثاثُ فاخرٌ جداً ونظيفْ ، هلْ هذا بيتي ؟ أنا في غرفةِ نومِ بها فراشٌ مفروشُ بشرشفي أحمر حريريّ وبجانبِ الفراشِ حكأ فوقهُ صورةٌ لي وأنا بجانبِ تاجِ محلِ الموجودِ بالهندِ ! ! و
ما لفتَ نظري أكثرَ هوَ ما ارتديهِ أنا ! ! ، ارتدى ثوبُ نومٍ مكونٍ منْ سترةِ وبنطالِ لونهمْ أبيضٍ قمتَ عنْ الفراشِ وتجولتْ بالغرفةِ وكانَ ملحقٌ بها غرفةُ ملابسَ صغيرةٍ بها رفوفً كثيرةٍ وشماعاتِ عليها ملابسُ نسائيةٌ وبما أنها الغرفةُ ليَ فمؤكد أنها ملابسي ؛ بصراحةِ لمْ أتمالكْ نفسي ودخلتْ أتفقدهمْ جميعا كلهمْ وكانوا ذا سماتٍ غاليةٍ أيْ أنهمْ مبالغٌ تعادلَ ميزانيةَ راتبي عشرَ سنينَ .
وكانَ مجاورٌ لبابِ غرفةِ الملابسِ حمام منفصلٍ خاصٍ بالغرفةِ ذو طرازٍ راقي جدا وبهِ حوضُ استحمامِ منْ فرطِ نظافتهِ أشعرُ أنهُ يلمعُ ، اعتقدَ بحلمٍ أوْ فيلمٍ ، أحقا كلُ هذا لي ؟
بعد ذلكَ بدأتْ أشعرُ بالضجرِ خرجتْ منْ الغرفةِ أتلفتْ بحذرٍ ، كانَ ممرُ طول وبعدَ كلِ مترِ أوْ اثنينِ توجد غرفةُ والأرضِ بالكاملِ مفروشةً بسجادِ خمريّ اللونِ وصلتُ بعدها إلى بدايةِ درجٍ يصلُ إلى طابقٍ آخرَ أيْ أنَ المنزلَ مكونٌ منْ طابقينِ بجوارَ الدرجِ لفتَ نظري صورةً عائليةً ضخمةً معلقةً أعلى الدرجِ ولها إطارٌ ذهبيٌ ذو بريقٍ ، على الأغلبِ أنها عائلتي ! نعمْ عائلتي الافتراضيةُ داخلَ الأمنيةِ ؛ أنا موجودةٌ بينهمْ في الصورةِ والعائلةِ مكونةٌ منْ عشرةِ أفرادٍ ، أعتقدُ أنني سوفَ أتعرفُ عليهمْ عندما التقى بهمْ .
وبينما كنتُ أتمعنُ بالصورةِ والمكانِ منْ حولي سمعت أحدهمْ يصعدُ درجاتِ السلمِ ؛ اقتربتْ أكثرَ منْ حافةِ سورِ الدرجِ أتطلعُ لاري الصاعدَ وكانتْ تلكَ أغربَ مفاجأةٍ حتى الآنَ أنها نفيسة ! !
لا أذكرُ أنني تمنيتُ وجودُ نفيسة أمْ أنني لخطئتْ بشيءٍ وجاءتْ لتحذيريٍ ؟
مهلاً لمّ الحظِ ذلكَ لما ترتدي زيَ خادمةٍ ؟
قطعُ كلِ هذا عندما تحدثتْ هيَ نفيسة : سيدتي ، صباحَ الخيرِ ، أعددتُ الفطورُ وكنتُ في طريقي الايقاظكْ .
لقدْ فهمتْ الآنِ ؛ هذهِ ليستْ نفيسة الغجريةَ التي أعرفها ، أنها نسخةٌ عنها وخادمةٍ ، ترى هلْ هناكَ نسخٌ أخرى منْ أناسٍ أعرفهمْ ؟ ما هذهِ الحماقةِ علي أنَ لا أهدرَ الوقتُ وأركزُ على ما تمنيتُ بضبطٍ ، وهما اثنانِ عائلتي الثريةُ ، وأكسبَ حبُ مازنْ ؛ لا يهمني حاليا أكثرَ منْ ذلكَ . - حسنا ، هلْ البقيةُ على الفطورِ ؟ نفيسة : بل ليس الكلُ ، فجدكَ ووالدكَ ذهبوا إلى الشركة منذُ ساعة ووالدتكَ برفقة أختكَ في النادي . بصراحةِ لا أعرفُ ولكنَ هؤلاءِ أربعةَ منْ أصولِ عشرةِ أيْ ما زالَ تحتَ ستةِ أشخاصِ أقاربي ولا أعرفهمْ . - منْ منهمْ باقيَ إذنٍ ؟ نفيسة : اخوكي مراد وزوجتهِ وأبناءَ عمكَ . - حسنا أنا ذاهبةٌ . جاوزتها ونزلتْ إلى الطابقِ السفليِ . فسيح جدا لمْ أرَى كلُ تلكَ المساحةِ تحتَ سقفٍ واحدٍ منْ قبلِ وكلَ الأثاثُ أشبهَ بذلكَ الإنجليزيِ الحديثِ وقطعِ الديكوراتِ ذاتِ بريقٍ يريحُ العيونَ أخرجني منْ تلكَ الحالةِ أحدهمْ هاتفا ..
زيادْ : ليستْ عادتكَ تناولَ الفطورِ بملابسِ البيتِ ، الستُ خارجةٌ اليومِ ؟
- بلا سوفَ اخرجْ ولكنْ نسيتُ أمرُ تغيرِ ملابسي تماما . انضممتُ إلى مائدةِ الفطورِ ، مائدةٌ أشبهَ بوليمةٍ ؛ صحيحٍ أنهُ لا يوجدُ عليها خروفٌ مشويٌ أوْ ما شابهَ لكنها ذاتُ منظرٍ شهيٍ وفخمٍ أنواع الجبنِ المختلفةِ والزيتونِ الأسودِ والأخضرِ وأيضا البيضُ المقليُ واللانشون وبعضَ الأصنافَ التي قدْ أكون أراها أولَ مرةٍ في حياتيٍ ! !
لا يهمْ المسميات ما يهمُ أنْ استمتعَ بالمذاقِ وما أنْ مدتْ يدي الأكلَ أخذتْ قطعتْ خبزٌ وأمسكتْ شريحةُ الجبنِ الروميِ بيدي تعالتْ الشهقاتُ منْ حولي ، لدرجةَ أنني ظننتُ أنَ هناكَ فائرٌ أسفلَ الطاولةِ
دعاءً : هلْ ستاكلي بيدكَ يا ليانْ ؟
يا اللهيْ ! !
نسيتُ تماما تلكَ العقدِ ، مؤكد طبعا كيفَ أنسي هذا منزلٌ بهذهِ الفخامةِ وأزياءٍ بذاكَ الرقيِ ، هلْ سيتناولوا فطورهمْ بالايدْ ! !
حاولتْ أنَ اتدراكْ الموقفُ وأصلحَ ما حدثَ توا . ليانْ : لا فقطْ رأيتها في أحدِ الأفلامِ وأردتُ أنْ أجربها . أمسكتْ السكينَ وقطعتْ شريحةٌ والتقطها بشوكةٍ بيدي اليسرى وألصقتها بشريحةِ الخبزِ ، حمدا للهِ أنني قدْ شاهدتْ هذا المقطعِ لأمينةِ شلبية وإلا قدْ كانتْ فضيحةٌ كاملةٌ الآنِ .
دعاءٌ : حمدْ للهِ أنَ أمكَ ليستْ هنا وإلا لكانتْ صعقتْ منْ المنظرِ .
- آهٍ حقا فأميْ رقيق القلبِ والذوقِ .
مراد : نعمَ مثلكَ تماما ولكنْ أنتَ أكثر حبا للأشياءِ الغريبةِ .
زيادْ : على ذكرِ الأشياءِ الغريبةِ ، أعتقدُ أننا بحاجةِ إلى سؤالكَ عنْ ملابسِ المهرجِ الذي التي قمتيْ بشرائهِ منْ ذاكَ الرجلِ مقتني الأشياءَ القديمةَ .
ملابس مهرجٍ ! ! أنا ولكنَ لما ؟
- حسنا وماذا في الأمرِ أعجبتني أردتْ أنْ أجربها . عصمتْ : تجربي ملابسُ مهرجٍ قاتلٍ وماتَ قبلَ مائةِ وخمسينَ عامّ ؟ ؟
كمْ أنَ هذا ذوقْ غريبٍ ؟ ؟ ولما أصلاً اقتني شيءً كهذا ؟ ؟ ؟
- لا أقصدُ أنني أردتُ أنْ أجربَ أنْ أصنعَ لهُ دميةٌ محشوةٌ وأقومُ بعملِ عرضٍ تصويريٍ لهُ ، تعرفوا أنني أحبَ الأشياءَ الغريبةَ فهيَ دائما لديها منْ يحبُ أنْ يراها .
صمتٌ جماعيٌ على المائدةِ أيْ أنهمْ اقتنعوا .
حازم : ليانْ نسيتُ أنَ اخبركي أمرا ، أعتقدُ أنني لنْ أكونَ على العشاءِ الليلةِ ،منْ فضلكَ أوصلي سلامي لمازنْ نيابةٌ عني فأنا منشغلٌ ببعضِ الأعمالِ قليلاً .
هلْ قالَ توا مازنْ ؟ ، هلْ مازنْ مدعوٍ الليلةِ عندي هلْ هوَ كما تمنيتُ أنْ يكونَ خطيبي ؛ نظرتْ إلى أصابعِ يدي اليمنى فكانَ بأحدهمْ خاتما ، أعتقدُ أنَ تلكَ إجابةُ سؤالي .
- لا عليكَ سوفَ أخبرهُ بعذركَ .
مضيُ ما تبقى منْ موعدِ جلسةِ الفطورِ تلكَ بسلامٍ ولقدْ أجبرتهمْ جميعا أنْ يقولوا أسمائهمْ أمامي بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ لأتمكنَ منْ حفظها جميعا .
وبعدُ الطعامِ صعدتْ إلى غرفتيْ مرةٍ أخرى لتغيرِ ملابسي ، لا أعرفُ ولكنْ أشعرُ أنني لديَ شيءُ ما مهم . وبعدٌ أنْ بدلتْ ملابسي وأكملتْ تصفيف شعريٍ القصيرِ المجعدِ الذي أحبهُ جدا واعتبرهُ جزءٌ منْ شخصيتيْ ووزعتْ مساحيقُ التجميلِ علي إمكانها المحددةَ في وجهي سمعتْ صوتَ هاتفٍ يرنُ لكنْ ترى أينَ ؟
دققتْ كلَ مكانٍ واتضحَ بنهايةِ أنهُ بداخلِ درجِ الحكأِ الملاصقِ لفراشي أخرجتهُ وكانَ ذو سمتي المفضلةِ للهواتفِ ( إيفونْ ) ، يا الإلهيّ ما كمُ هذهِ المكالمةِ هلْ صاحبةُ ذاكَ الهاتفِ صماء أوْ بكماءَ ! ! لما لا تردُ على كلٍ لكَ المكالماتُ مهلاً مهلاً منْ ضمنهمْ حلا ؛ هلْ حلا موجودةٌ ؟ وأيضا مازنْ ، أيُ فتاةٍ عاقلةٍ لا تردُ على مكالماتِ خطيبها ؟ ؟ كما توقعتْ تماما كلمةَ السرِ هيَ سنةُ ميلادي ؛ تفحصتْ قائمةَ المكالماتِ وكانَ آخرٌ اتصالٍ قبل دقائقَ منْ حلا أعدتْ الاتصالَ بها ، لمْ يمضيَ وقتا وردتْ علي اتصاليٍ .
حلا : صباحَ الخيرِ ، وأخيرا استقيظتي ! ! لقدْ فوتي درسنا ؛ لا أفهمُ لما على أنْ انتظركَ كلُ مرةِ درسٍ ! ! أيِ درسِ هذا ؟ هلْ أنا طالبةٌ ؟ أمْ أنها دروسُ منْ نوعٍ آخرَ ؟
- ليانْ فريقنا أصبحَ الأضعفَ أختكَ وأمكَ أكملوا تعلمُ شاكرا الثالثةَ ونحنُ لمْ نتجاوزْ الأوليُ ، مدربُ اليوجا غاضبٌ جدا علينا تعويضُ ذاكَ الموعدِ إذا أردنيّ أنْ نكونَ بنفسِ مستواهما .
- حسنا هلْ اتفقتي معهُ على معيادْ ؟
حلا : نعمْ بعدُ غدا بعدَ الظهرِ لضمانِ أنكَ سوفَ تكوني مستيقظةً .
- حسنا جيد
حلا : وماذا عنْ حفلةِ الليلةَ ، أعرفُ أنها منْ أجلِ عودةِ مازنْ منْ سفرهِ لكنَ اعتقدَ أنهُ لا داعيَ أنْ تشتريَ لهُ هديةٌ بهذا الثمنِ غاليةً جدا . هديةٌ ! ! ، غاليةً ؟
؟
- أنا لا أرى أنها غاليةٌ فمازنْ يمثل كلُ شيءِ بنسبةِ ليٍ . حلا : حسنا اعلمْ ولكنَ ساعةً منْ الماسِ باهظة الثمنِ . ساعةٌ ماسيةٌ ؛ ماذا ! !
- نعمَ ولكنَ مازنْ يستحقُ لا يهمُ ؛ المهمُ لا تتأخري عنْ موعدِ الحفلِ .
حلا : مؤكد أنا كنتُ اتصلَ لتذكريكْ بموعدِ سباقِ السياراتِ الساعةِ الثانيةِ . هلْ أنا مشاركةٌ فيهِ ؟ ؛ أنا لا أعرفُ كيفيةُ القيادةِ حتى ! ! .
- حسنا ، هلْ أنتَ مستعدةٌ ؟
حلا : نعمْ سبقتكُ وذهبتُ إلى حلبةِ السباقِ وجهزتْ كلَ شيءٍ وحجزتْ لنا مقعدينِ بالمقاعدِ الأماميةِ ، ووضعتْ اسمكَ ضمنَ منْ راهنوا وأعتقدُ أنَ سياراتكَ المرهانْ عليهمْ سوفَ تربحُ لا محال .
اعتقدَ الأمرُ أفضلَ الآنَ بعدَ الظهرِ سباقَ رهانِ سياراتِ وبالليلِ حفلهُ لخطيبي بمنزلي الكبيرِ ، كمٌ أنَ هذهِ الحياةِ تزادُ حلاوةٌ ، أعتقدُ أنني سوفَ أكون أكثر راحةٍ ورفهية في هذهِ الحياةِ .
بعدُ أنْ أنهيتُ مكالمتي وأخذتْ جولةٌ بالهاتفِ لمعرفةِ تفاصيلِ أكثرَ عنْ حياتي تلكَ دخلتْ إلى غرفةِ الملابسِ ؛ جربتْ عددتْ أطقما ولكني محتارةٍ بينهمْ ؛ جميعهمْ مناسبينَ ومظهرهمْ ذو تفاصيلَ راقيةٍ ؛ بصراحةِ لمْ أكنْ أظنُ يوما أنني سوفَ أمرُ بتلكَ التجربةِ فدائما ملابسي كانتْ أقلَ منْ عاديةٍ .
بعدُ أنْ اخترتُ ملابسي اخيرًا وجهزتْ حقيبةُ يدي نزلتْ منْ غرفتيْ إلى بهوِ المنزلِ كانتْ هناكَ سيدةُ وفتاةُ شابةٌ أنا قدْ رايتهمْ قبلاً في الصورةِ المجاورةِ للدرجِ ؛ أعتقدْ أنهمْ أميٌ وأختي .
ألقيتُ عليهمْ التحيةُ ولمْ يهتموا حتى أنني خارجةٌ بصراحةِ لمْ أردْ أنَ أتعطل أكثر لأنني متأخرةٌ حسبَ ما قالتْ حلا ، أكملتْ في طريقي للخروجِ منْ المنزلِ وذهبتْ برفقةِ السائقِ بسيارتي الخاصةِ ذاتِ سمةٍ شهيرةٍ وصلتْ بعدَ ربعِ ساعةٍ تقريبا .
كانَ ناديَ سباقِ السياراتِ بطريقٍ صحراويٍ مكانٍ ليسَ كبيرٌ عبارةَ حلبةِ السباقِ دائريةً الشكلِ تأخذُ شكلَ إطارِ سيارةٍ يحترقُ منْ الجوانبِ ويحوطاها مدرجات المشاهدينَ ، ولكنَ الشمسَ ساطعٌ جدا والجوُ حارٌ ، وكانَ فريقُ العاملينَ منشغل جدا بتجهيزِ السباقِ الذي سينطلقُ بعد دقائقَ مسحتْ المكانَ بنظري سريعا ؛ المشاهدينَ جالسينَ بالمقاعدِ منتظرينَ بدايةَ السباقِ ، وتلكَ هيَ المقاعدُ الأماميةُ . . . مهلاً ما هذا ! ! أنا أرى أمامي الآنَ حلا صديقتي جالسةً برفقةَ مازنْ خطيبي ، قدْ يبدو الأمرُ عاديا ولكنْ ما لا يجعلهُ عاديةً أنَ حلا متأكهْ علي كتفهُ ويمسكوا أسدايَ بعضهمْ . وبما أنني واقفةٌ بجوارَ بعضِ القطعِ الديكوريةِ الضخمةِ لمْ يلحظْ أيُ منهمْ وجودي لا لمْ أذهبْ إليهمْ الآنَ ؛ أخرجتْ هاتفيٍ منْ الحقيبةِ وطلبتْ رقمَ حلا وقفتُ أراقبُ ما يحدثُ أجابتْ حلا علي اتصالي
ٍ حلا : ليانْ كيفَ حالكَ ؟
- أنا بخيرٍ أردتْ أنَ اسالكْ هلْ تريدي أنَ اجلبْ لكيْ فشارٌ برفقتي بالكادِ جاوزتْ البوابةُ . اعتدلتْ حلا في جلستها وابتعدتْ عنْ كتفِ مازنْ
حلا : حسنا لا تنسى نكهةً الكراهيةْ ، أسرعي باقيَ خمسِ دقائقَ علي بدأَ السباقُ
- حسنا أنا قادمةٌ . أقفلتْ الهاتفَ معها وتابعتْ ما حصلَ ، فورَ انتهاءِ مكالمتي قامَ مازنْ واختفى بينَ الأنظارِ . بصراحةِ أنا لا أفهمُ ؛ ولكنْ بما أنني بحياةٍ مختلفةٍ الآنِ فقدْ تكونُ هذهِ الأمورِ عاديةً وخصوصا أنهمْ أمامَ عيونِ الجميعَ فبعض المجتمعاتِ الراقيةِ لا يكتثروا للحدودِ بينَ الرفاقِ ومنْ الورادْ أنهمْ أصدقاءٌ لا أكثر . .
اقتربتْ أكثرَ منْ المقعدِ حتى رأتني حلا حلا : ليانْ وأخيرا وصلتي ، لمَ لمْ تحضريّ الفشارِ ؟
- كانَ البائعُ أمامهُ مزدحمٌ حلا : لا عليكَ سوفَ أذهبُ أنا ما زالَ هناك بعضَ الوقتِ قبلَ بدءِ السباقِ وبالفعلِ نهضتْ حلا عنْ الكرسيِ وخرجتْ ذاهبةً إلى ذاكَ البائعِ وانا انشغلتْ بهتافِ المشجعينَ وبعضَ الألعابِ الناريةِ التي انطلقتْ في سماءِ النادي ، وبعدُ ذلكَ أحدهمْ عصبُ عينايَ ، أعتقدُ أنَ حلا تعبثُ معي .
- حلا ، توقفي عنْ هذهِ الحركاتِ . سمعتْ همسَ بأذني اليمنيَ
- منْ أنا ؟ أدركتُ حينها صاحبَ الصوتِ .
- مازنْ متىْ أتيتُ ؟ أزالَ يدهُ عنْ عيني ؛ وكانَ ماسكا بينَ يديهِ باقةً منْ الوردِ البنفسجيِ الذي أحبهُ ، حتى أنهُ أشارَ إلى السماءِ حيثُ الألعابُ الناريةُ وكانتْ مكونةً جملةَ I miss you leane بصراحةِ قدْ غمرتني سعادةٌ لا توصفُ أنا بالكادِ أصدقُ أنَ أمامي مازنْ يحملُ باقةَ وردِ لأجلي .
يبدو أنهُ حقا كما قلتُ لكمْ فبعضِ المجتمعاتِ الراقيةِ لا يكترثوا للحدودِ بينَ الرفاقِ أنهمْ أصدقاءٌ لا أكثر . . . دقائق وعادتْ حلا تحملَ أكياسِ الفشارِ الورقيةِ وجلسنا نحنُ الثلاثةُ نتابع السباقُ القائمُ إلى أنَ انتهى بفوزِ سيارةٍ حمراءَ تحملُ رقمَ 39 وكانتْ تلكَ ضمنَ خمسِ سياراتٍ أخرى أنا راهنتْ عليهمْ .
وبعدُ ذلكَ خرجنا للاحتفالِ ذهبنا للسينما وأيضا إلى أماكنِ أخرى كانتْ برفقتنا حلا أيضا وفيٌ نهايةِ اليومِ كانتْ الحفلةُ التي في بيتي كانَ كلهمْ حاضرينَ ماعدا حازم كما أخبرني في الصباحِ ، توجد هدايا كثيرةٌ وتبدو غاليةً الثمنِ ، والملابسُ أيضًا و بلوناتْ حمراء معلقةً في السقفِ بجانبِ النجفةِ الكرستالية الكبيرةَ وأيضًا بلوناتْ أخرى تملأُ الأرضيةَ بألوانِ مبهجةٍ جدا ، وأيضًا الموسيقى الراقيةُ أنغامها تملأُ المكانَ .
كانَ مازنْ جالسا على كرسيٍ مجاورٍ لكرسيٍ تجلسُ عليهِ حلا بينما أنا صعدتْ إلى الطابقِ العلويِ حتى أحضرَ الهديةَ ؛ لا داعي لسوءِ الظنِ أنا منْ طلبتْ منها أنْ تشغلهُ قليلاً حتى أستطيعَ مفاجأتهُ بالهديةِ .
عدتُ وانا أخبئُ الهديةُ خلفَ ظهري ونزلتْ إليهمْ مرةٌ أخرى وأشرتُ إلى المتحكمِ بالإضاءةِ أنْ يطفئَ الأنوارَ ويشغلُ أضواءً جانبيةً خافتةً اقتربتْ حيثُ يجلسُ ثمَ أظهرتْ الهديةُ بينَ يدي
- أعلمَ أنني تأخرتْ قليلاً لكنْ تلكَ الهديةِ بمناسبةِ عودتكَ موفقٌ منْ ذاكَ المؤتمرِ الذي سافرتْ إليهِ قبلَ شهرٍ ، وأتمنى أنَ لا تذهبُ بعيد عني أبدا .
ضمني مازنْ إليهِ ثمَ صفقَ الجميعَ كمشهد سينمائيٍ صورِ باحترافٍ بصراحةِ تفاجأت منْ نفسيٍ ف أنا لا أتذكرُ حتى لما كانَ مسافرٌ لكنْ منْ الواضحِ أنني إذا تصرفتْ بتلقائيا سوفَ أتذكرُ تفاصيلُ نسختي البديلةِ دقائقَ منْ الانشغالِ وجاءَ الطباخُ يحملُ كعكعهْ كبير ووضعها على طاولةِ السفرةَ ثمَ اقتربَ منْ الطاولةِ جديٌ المزعومِ ذاكَ ليقومَ بتقطيعها بما أنَ الأكبرَ سنا هنا . بصراحةِ أصلاً احتفالاً كهذا لا يقامُ في كلِ البيوتِ ، أيْ أنَ كلَ شيءِ هنا مبالغٍ فيهِ لكنَ طالما أنني أجدُ بحياتي ما طلبتهُ لا اهتمَ لبقيةِ التفاصيلِ ؛ لكنَ بصراحةِ هناكَ أمورٌ لا افهمها خصوصا عائلتي التي تعاني منْ جمودِ المشاعرِ تلكَ ، همْ لا يتحدثوا معَ بعضهمْ حتى ! ! أهمَ متخاصمينَ ؟
أعتقدُ أنَ بما أنهمْ أغنياءُ قدْ تكونُ مشاكلهمْ معَ بعضِ أساسها الأموالَ فهيَ لغتهمْ وطريقتهمْ في التفاهمِ . ولكنْ كيفَ سوفَ أعرفُ مشكلتهمْ ؟ ؛ أعتقدُ أنَ نفيسة تسطيعُ أنْ تساعدنيَ في تلكَ المعضلةِ . وبعدٌ أنْ انقضتْ الحفلةُ وغادرَ الضيوفُ ، حتى أنَ أهلي نفسهمْ قدْ ذهبَ كلُ منهمْ إلى غرفتهِ . أما أنا فبدأتْ أرتب ما سوفَ أفعلهُ ؛ كانتْ خطتي هيَ أنْ أذهبَ للمطبخِ وأتحدثُ إلى نفيسة بطريقةٍ مقنعةٍ لتسردَ لي ما لا أعرفهُ عنْ أهليٍ وبالفعلِ نزلتْ إلى الطابقِ الأرضيِ واتجهتْ للمطبخِ ولكنْ لمْ تكنْ موجودةً ، متوقع فالساعةُ قاربتْ الثالثةُ ، أعتقدُ أنها بغرفتهِ المجاورةِ للمطبخِ اتجهتْ للغرفةِ بهدوءِ وكانتْ فعلاً تتجهزُ لتنامٍ وعندما رأتني منْ جانبِ حافةِ البابِ فتحتْ فورا
نفيسة : خير يا آنسةُ ليانْ تريدينَ شيئا ؟ - لا فقطْ لا أستطيعُ النومُ ؛ ليمكنني أنْ أتحدثَ إليكَ قليلاً ؟ نفيسة : نعمَ ادخلي . بعدُ أنْ دخلتْ ومسحتْ الغرفةُ سريعا بعيني ، غرفةٌ بسيطةٌ أثاثها مكونٌ منْ فراشٍ فرديٍ ومجاورٍ لهُ خزانةٌ ذاتُ بابٍ واحدٍ وبضعِ أكياسٍ سوداءَ وأريكةِ قديمةٍ قليلاً ، جلستْ على طرفِ فراشها - أنا أريدُ أنْ أخبركَ بشيءٍ لا يجبُ أنْ يعرفهُ أحدٌ منْ أهليٍ ، على الأقلِ حاليا . بدأتْ أشعرُ بالقلقِ مرسوم على ملامحها .
نفيسة : لاعليكي أخبريني ، أنا بمقامِ أمكَ وربيتكُ صغيرةً يمكنكَ أنْ تخبرينيَ بكلِ ما تريدي .
- أنا مؤخرا أشعرُ أنَ رأسي مشوشٌ للغايةِ أنسي كثيرا ، حتى أنني لا أذكرُ تفاصيلُ عنْ أسرتي ، ما بهمْ لا يكلمُ أحدهمْ الآخرُ ؟ أهناكُ خلاف ؟
تنهدتْ نفيسة ثمَ نظرتْ إلى مباشرة
نفيسة : لاعليكي سوفَ أخبركُ بكلِ شيءٍ ، دعينا نبدأُ بجدكَ ؛ جدكَ تعبَ في تكوينِ ثروتهِ منذُ أنْ كانَ عامل بسيط بأحدِ المصانعِ الإنجليزيةِ في مصرَ ؛ وهوَ حريصٌ كلُ الحرصِ على شركتهِ وبيتهِ ومنْ بعدهِ ابيكي وهوَ متوليْ كلَ شيءٍ فيما بعدُ جدكَ وهوَ أشدُ حرصا منهُ لأنهُ تربى على أنْ يحترمَ قيمةَ المالِ ، أمكَ تحبُ أنْ تكونَ قائدهُ وصاحبةَ رأيِ وانْ لا يخالفُ رائيها أحد وأختكَ الأكثرَ دلالْ بما أنها الصغرهْ ، اخيكي انطوائي قليلاً لكنهُ طيبٌ فقطْ لا يستطعْ التعبيرُ عنْ بما داخلهُ ، زوجةٌ اخيكي قدْ تبدو طيبةُ لكنها دائما لديها نواية خبيثةً ، أولادُ عمكَ الثلاثةِ طماعينَ بنصيبكمْ في إرثِ جدكَ ولكنْ ليسَ أمامهمْ حلولٌ غيرُ أنْ يدخلوا الفرقةُ بينكمْ وهذا هوَ الحالُ منذُ سنواتِ فهمِ علي منذُ وفاةِ أبيهمْ وإسنادُ كلِ شيءٍ إلى والدكَ ، أصبحوا كقطيع ضباعٍ غاضبةٍ .الآنُ فهمتْ . . .
رغمَ أنهمْ عائلةٌ كبيرةٌ لكنها مفككةٌ ، هذا ما كانَ ينقصني تماما عائلةً مفككةً ماديةً ! !ما هذا العبثِ ! !
لكنْ لا يهمُ يكفني حتى الآنَ أنَ مازنْ يحبني وعلاقتنا جيدةٌ إلى أبعدَ حدٌ ، لما اكترثَ حتى ، همْ ليسوا عائلتي الحقيقةَ ، همْ مجردُ أمنيةٍ لمْ تكتملْ مثلما ما طلبتها . قمتُ منْ جلستيْ وانسحبتْ بهدوءِ إلى غرفتيْ فالطابقَ العلويُ ونمتْ بعمقٍ .
نعمْ لا يهمُ أنْ استيقظَ فلستِ قلقهُ أنْ أفوتَ عمليٌ غدا ويتمُ الخصمُ منْ راتبي .
لا يهمُ أنْ استيقظَ فلا يوجدُ أيةُ مشكلةٍ قدْ تحدثَ في مروحةِ السقفِ لتتعطلَ فالمكيفِ هنا يعملُ ببصمةِ الصوتِ لا يهمُ إنَ استقيظْ فلا يشاركني الغرفةَ عشراتِ البناتِ التي تحدثَ ضجةً منذُ أولِ ساعةٍ في الصباحِ ، نعمَ غرفتيْ ليِ وحدي أنامْ بعمقٍ وهدوءٍ ؛ هلْ سوفَ أتنازلُ عنْ كلِ هذا لأجلِ عائلةٍ متكالبةٍ على الأموالِ ، لا أبدا لنْ يحدثَ أنا سوفَ أكملُ إلى أنَ أصلَ لهدفي .
هذهِ المرةِ استقيظتْ مبكرةً ونزلتْ إلى حديقةِ المنزلِ كمْ هيَ واسعةٌ ورائحةُ الزروعِ الخضراءِ تجعلُ رائتي منتعشةً .
فرشتْ سجادةً متوسطةً على الأرضِ الخضراءِ بينَ الزرعِ وكما كانتْ تثرثرُ حلا عبرَ تسجيلٍ صوتيٍ للواتسابْ أنَ هناكَ تدريباتٌ للاسترخاءِ باليوجا وأنا أحاولُ أطبقها الآنَ ، وأشعرُ بقمةِ الهدوءِ النفسيِ .
كانَ هذا قبلَ أنْ تحدثَ سيارةَ جديٍ ضجيجا وهيَ خارجةٌ منْ بوابةٍ ، حسنا لا يهمُ كفي استرخاءَ اليومِ ، لوْ ذهبتْ إلى النادي باكرا قدْ أجدُ أيُ طريقةٍ حتى أصلحَ بها علاقتا بأميِ تلكَ فهيَ لا تنظرُ إلى عيني حتى ؛ ربما يكونُ شيءٌ بسيطٌ أستطيعُ أنْ أحلهُ . أعتقدُ أنَ تلكَ التمارينِ ساعدتني قليلاً ، فأشعرَ أنني صافيةٌ الذهنِ الآنِ .
وصلتْ إلى النادي وسألتْ عنْ مكانِ تدريبِ اليوجا ؛ وكانَ أشبهَ بحديقةِ بيتنا ولكنها أكبرُ وأوسعُ وأكثرُ هدوء ، راقبتْ منْ بعيدٍ المنضمينَ للتدريبِ وكانتْ أمي وأختي بينهمْ .
انتظرتْ بصبرِ قرابةِ الساعةِ وانتهى التدريبُ وانفضَ الجميعُ وكادتْ أنْ تتبعهمْ أمي فاستوقفتها .
- أمي ، صباحَ الخيرِ
فيرالْ : صباحَ النورِ ، وصلتي باكرا عنْ موعدكَ لما ؟
- لا شيءً أردتُ أنْ أتحدثَ إليكَ بعيدا عنْ جوّ البيتِ الملءِ بالطاقةِ السلبيةِ .
وهنا قاطعتنا أختي
- أمي سأذهبُ لغرفةِ الاستراحةِ لتبديلِ ملابسي . فيرالْ : حسنا يا عزيزتي وأنا سوفَ ألحقكَ
. مشتْ أختي وعادتْ أميٌ لتركزَ بكلامي .
- أمي أريدَ أنْ أتحدثَ معكَ بشيءٍ مهمٍ .
فيرالْ : أهوَ أهمّ منْ مازنْ الذي فضلتي خطبتهُ علي راضيةً عنكَ ! وهنا صدمتْ حقا ، ما هذا الاختيارِ الصعبِ ! !
- لا طبعا ليسَ أهمَ لأنهُ هوَ نفسُ الموضوعِ أصلاً ، أنا لا أفهمُ لما أنتَ لستي راضيةٌ عنْ مازنْ ؟ هلْ هوَ لا يناسبُ المستوى الاجتماعيُ لنا مثلاً ؟ أوْ أنهُ بهِ عيوبً ؟
فيرالْ : هوَ لا يوجدُ بهِ إلا العيوبَ ، لكنكَ عمياءُ يا ليانْ لا ترى بهِ شيءُ إلا ما تريدي أنْ تريهُ . وكأنها كضميري وقدْ أنطقَ ولكنْ مهلاً ! ! مها عيوبِ مازنْ أنا لا أرى بهِ عيبا ! ! لمْ تنتظرْ أمي حتى ردا مني وألقتْ جملتها وغادرتْ منْ أمامي مسرعةٌ ، وأنا أيضا لملمتْ ما تبقى منْ كرامتي وانسحبتْ .
أنا اتصلتْ بحلا إلى الآنَ عشرينَ مرةَ هلْ أصيبتْ بالصممِ ؟ ألا تسمعَ هاتفها ؟
أعتقدُ أنني لمْ أحضرْ ذاكَ التدريبِ اليومِ ، عدتُ إلى المنزلِ والإحباطِ يملأني بالكاملِ ، أمضيتُ بقيتْ اليومِ بغرفتي لم أخرجَ ولمْ يهتمْ أحدهمْ ليسألَ عنْ حاليٍ ، عدا عنْ نفيسة لأنها جاءتْ وقتَ الغداءِ لتخبرنيَ أنهُ جاهزٌ .
نعمْ تناولتْ الطعامَ برسميةٍ شديدةٍ ثمَ عدتُ إلى كهفي في الطابقِ العلويِ ، لا أفعلُ أيُ شيءٍ سوى تصفحُ الهاتفَ ؛ أحقا هذهِ هيَ الحياةُ التي استبدلتْ بها حياتي الحقيقيةُ ! ! ولما علي أنَ اجلسْ هنا ؟ أينَ ذهبتْ رفيقتي ؟ عدتْ للاتصالِ بها مجددا وأخيرا أجابتْ . حلا : ليانْ كيفَ حالكَ .
- أنا بخيرِ وأنتي ؟ ماذا حصلَ ألمٌ نتفقُ على الذهابِ معا إلى النادي ؟
حلا : أنا بخيرٍ ، نعمْ تذكرتْ ولكنَ هذا غدا وقدْ كانَ لديَ صفقةٌ مهمةٌ بالشركةِ تعرفي أنا منْ أديرَ شركةَ أبي ؛ ويمكنكَ أنْ تسأليَ مازنْ فهوَ مسؤولُ العلاقاتِ العامةِ لشركةٍ .
الآن قدْ فهمتْ ! هيَ تفضلُ مصلحتها وشركتها وصفقتها علي ، لا أفهمُ لمَ لمْ تتصلْ أوْ حتى تراسلنيَ وتخبرني أنها منشغلةٌ ! !
- اعلمْ يا حلا ، حسنا أنا مللتُ الجلوسُ بالبيتِ متىْ يمكننا الخروجُ ؟
حلا : آسفةً يا ليانْ لا أستطيعُ ، أنا عندي اجتماعٌ بعد ساعةٍ ولا أعرفُ متىْ سوفَ ينتهي لذلكَ لا أعتقدُ أنني سوفَ اخرجْ برفقتكَ اليومِ ، يمكننا تأجيلُ الموعدِ إلى نهايةِ الأسبوعِ .
- حسنا لا عليكَ وقتما تتفرغي تماما اتصلي بي .
لمٌ انتظرَ ردها حتى وأغلقتْ الخطَ ، ما هذهِ الحقارةِ ؛ حتى إذا كانتْ مشغولةً إلى تلكَ الدرجةِ منْ الممكنِ أنْ تخبرنيَ ذلكَ بطريقةٍ أكثرِ تهذيبٍ .
مهلاً مهلاً هلْ قالتْ إنَ مازنْ مسؤولِ العلاقاتِ العامةِ بالشركةِ ، أيْ أنهُ برفقتها في ذاكَ الاجتماعِ ! ! قفزتْ إلى رأسي فكرةً شيطانيةً لكنها لمْ تكتملْ بعدُ اتصلتْ على مازنْ وحولني الردُ التلقائيُ إلى مساعدةٍ .
- آنسةُ ليانْ كيفَ أساعدكُ .
ليان : ليسَ أمرٌ صعبٌ ، أريدُ أنْ أعرفَ أينَ مازنْ الآنَ ؟ - هوَ قدْ انتهى منْ اجتماعِ شركةِ رفيقتكَ حلا منذُ ساعةٍ وهوَ الآنُ خارجَ العملِ .
ليان : مهلاً إذا لما حولني الردُ تلقائيٌ إليكَ ؟
- تلكَ الميزةِ متاحةً وقتَ العملِ أوْ بالوقتِ الذي لا يرغبُ بالإزعاجِ فيهِ ، وأنا أجبتكُ بشفافيةٍ لأنكَ خطيبتهُ لوْ كانَ أحدٌ آخرُ لقلتَ إنهُ منشغلٌ .
ليان: حسنًالا يهمُ ، برأيكَ بما أنكَ مساعدهُ أينَ ممكنٌ أنْ يكونَ مازنْ لقضاءِ الوقتِ بعيدٍ عنْ الإزعاجِ هذا ؟
- بصراحةِ لا أدري ولكنَ المنتجعَ الخاصَ بعائلةِ الآنسةِ حلا يسمحُ لهُ بأنْ يقضيَ أوقاتَ راحتهِ مجانا كونهُ جزءً منْ فريقِ عملِ الشركةِ .
ليان : حسنا شكرا ، سوفَ اتصلَ بهِ في وقتٍ آخرَ . يجبَ أنْ أرتبَ أفكاري قليلاً .
أولاً حلا قالتْ إنها مشغولةٌ باجتماعٍ هامٍ ثمَ قالَ مساعدُ مازنْ إنَ الاجتماعَ انتهى منْ قرابةِ ساعةٍ ! أيْ أنَ احتماليةَ أنْ تكونَ حلا برفقةَ مازنْ في المنتجعِ هيَ بنسبةِ سبعينَ بالمائةِ !
وعندما رايتهمْ بذلكَ الوضعِ بنادي سباقِ السياراتِ أقنعتْ نفسيٍ أنهمْ مجردُ أصدقاءٍ .
أيْ أنهمْ أكثرُ أصدقاءِ وبينهمْ عملٌ ولا مانع أيضا أنْ يكونَ بينهمْ ما هوَ أكثرُ ! ! وهنا تذكرت جملةَ أمي في ذهني هوَ لا يوجدُ بهِ إلا العيوبَ ، لكنكَ عمياءُ يا ليانْ لا ترى بهِ شيئا إلا ما تريدينَ أنْ تريهُ .
أعتقدُ أنني فهمتْ قصدها الآنِ ! استعدتْ للخروجِ فيجبُ أنْ أتأكدَ منْ شكوكي وأكاذيبِ حلٍ .
وصلتْ بالفعلِ إلى المنتجعِ لم استغرقَ وقتا بالطريقِ وحتى أنَ البواباتِ فتحتْ على آخرها بعدَ أنْ ظننتُ أنهمْ سوفَ يبلغونها بوصولي ولكنْ يبدو حقا أنَ نسختي تلكَ الأكثرَ غباءَ فالمجرةَ حتى لا أشكُ بهمْ أبدا ! ! ! المنتجعُ كبيرٌ حقا ، يضمَ وحداتٍ سكنيةً وأيضا منطقةُ حمامِ سباحةِ وبعضَ الأنشطةِ الترفيهيةِ الأخرى .
بدأتْ رحلةَ بحثيٍ بكافةِ الأنشطةِ ، أنني لمْ أتركْ حتى المطعمِ ولكنْ لا أثرَ لهمْ ! ! أنا لمْ أردْ أنْ أثيرَ شكُ العاملينَ بالمكانِ ، بعدُ ذلكَ لمْ أجدْ أمامي غيرِ مكانٍ واحدٍ للبحثِ وهوَ حماماتُ السباحةِ .
أنا لستُ شخصا يحبُ المواجهةَ ؛ أيْ أنني حتى إذا رايتهمْ هناكَ لنْ أفعلَ شيئا ولنْ أظهرَ وجودي حتى ، يكفي فقطْ أنْ أتأكدَ تجربتي الأولى قدْ فشلتْ . . . بالفعلِ وصلتْ إلى المكانِ المخصصِ لحماماتِ السباحةِ ، تحديدا إلى الحمامِ المشتركِ .
واتخذتْ مكاني علي أحدَ كراسيِ البحرِ الموجودةِ لكنْ بزاويةِ تسمحلي بالمراقبةِ جيدا ، أعدادُ الحاضرينَ كثيرةً ومعظهمْ يبدو أنهمْ متزوجينَ بعدَ فرزٍ بصريٍ استمرَ ربعُ ساعةٍ أخيرا رأيتُ ما كنتُ أبحثُ عنهُ . . .
على طرفِ حمامِ السباحةِ كانَ مازنْ برفقةِ حلا مازنْ يمسكُ مسدسَ ماءٍ ويرشُ حلا بهِ وحلا تحاولُ أنْ تسبحَ بعيدا حتى لا يصيبها طلقاتِ المسدسِ ؛ بعيدا عنْ كونهمْ خائنينَ ما هذا السخافةُ ! ! تحاولُ الابتعادَ عنْ طلقاتِ مسدسِ ماءٍ بالهروبِ سابحةً فالماءُ ؟ ؟ لوْ كنتُ رأيتُ هذا المنظرِ دونَ كذبةٍ حلا لكنتُ قلتُ ما قلتهُ في المرةِ السابقةِ فقدْ تكونُ هذهِ الأمورِ عاديةً وخصوصا أنهمْ أمامَ عيونِ الجميعَ فبعض المجتمعاتِ الراقيةِ لا يكتثروا للحدودِ بينَ الرفاقِ ومنْ الورادْ أنهمْ أصدقاءٌ لا أكثر . . . لكنَ اتضحَ الآنِ كلَ شيءٍ . . . مثلما ما أخبرتكمْ تماما الآنَ تأكدتْ منْ فشلِ محاولتيْ الأولى . انسحبتْ عائدةً إلى البيتِ وراسي مشوشٍ جدا ولا أعرفُ ما عليَ أنْ أفعلَ الآنُ .
جلستُ أفكرُ بعمقِ فالمحاولةِ التاليةُ حتى لا تكررُ نفسَ الأخطاءِ واضيعها هيَ الآخرُ ، كانَ علي أنَ ابحثْ عنْ الزجاجةِ .
بحثت في كلَ مكانٍ ممكنٍ أنْ تكونَ فيهِ ، هلْ أنا عالقةٌ في تلكَ المحاولةِ الفاشلةِ الآنِ ؟
مهلاً لقدْ تذكرتْ شيءً ، اعتقدَ أنني رأيتها في حقيبتيْ مرةٍ .
قمتُ عنْ الفراشِ مسرعةً إلى مكانِ حقيبتيْ وفتحتها لأجد الزجاجةَ مستقرةٌ داخلها تنهدتْ مطمئنةً وأخرجتْ الزجاجةُ منْ الحقيبةِ وجلستْ على الأرضيةِ وشربتْ ثلاثَ مراتٍ متتاليةٍ . . .




- عزيزي لقارئ-
أقدر كونك تحب أن تكون غامضاً غير ملفت للأنتباه تتصفح و تسلل بين الفصول بصمت دون أن الأحظ لك وجود..
لكن فالحقيقة أسعد و يزيد من طاقتي الأيجابية عندما أري تصويتك و تعليقك عقب كل فصل ، فرجاء مثلما أسعدك بنسج عالماً من الخيال حاول أن تسعدني و تفاعل ولو بقدر بسيط...

إكْسِير السَّعَادَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن