صلوا على الرسول.دقائق من وقتكم ترحموا على أرواح الموتى إثر الفيضان الذي حدث في ليبيا وزلزال المغرب.
اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين، اللهم ارفع عنا البلاء يا رب.
البارت 1277 كلمة.
___________________
الاثنين الساعة العاشرة مساءً.
أقفُ أمام المقبرة، أحملُ بيدي مجرفةً وحبلاً لأتمكنَ من الدخول، وبيدي الأخرى تلكَ المفكرة.
لا أصدقُ أنني نطقتُ تلكَ الكلمات.. ولا أصدق أنني أتيت إلى هنا بالفعل.
**************
في اليوم السابق:
جلستُ على مقعد السيارة، أمسكتُ المفكرة بين يدي أفكر في كل ما حدث وما يمكن أن يحدث. من خلال دراستي للحالة، أعتقد أنني ليس لدي خيار آخر، فهي قادرة على إيذائي، لذا أجد أن الأمر ليس سيئًا أبدًا قراءة هذا الطلاسم.
تنفستُ الصعداء وقلتُ بصوتٍ مسموع، ولكنه منخفضٌ لأنني أجلس في ساعة متأخرة من الليل ولا أرغب حتى بلفت انتباه قطة شارعنا: "إنكيباموس لودوم".
أعدتها مرةً أخرى، ثم فكرتُ مجددًا لوهلة، هل ما أفعله هو الصواب؟ وكانت الإجابة لا، ولكنني لا أملك خيار آخر، لذا نطقتُ بها للمرة الثالثة، ويا ليتني لم أنطق.
شعرتُ بصداعٍ رهيبٍ يجتاح صميم عقلي، وكأن هناك من قام بفتحه لينظر بداخله ثم أغلقه بقوة.
تضببت رؤيتي قليلاً، فقمتُ بفرك عيناي بعنف وبسرعة خوفًا من حدوث أي شيء مفاجئ.
بمجرد أن فتحتُهما، كانت الفتاة ذات الشعر الأحمر تجلس بجانبي على الكرسي المجاور للسائق، تحدق بي دون أن ترمش.
في هذه المرة تمكنتُ من رؤية ملامحها بوضوح تام، إذ كانت عينيها زرقاوتين، ولديها شعر أحمر لامع، بشرة بيضاء شاحبة، أما عن لباسها، فكانت ترتدي فستانًا أسود قاتمًا وبدا كأنه من عصر قديم.
"هل تتأمل جمالي؟" قالت بسخرية في حين كنت لا أزال تحت تأثير الصدمة. أعني لستُ أفهم ما يحدث.
تنهدتُ وسألتُ بنبرةٍ محفوفةٍ بالشك: "لماذا لا تزالين هنا؟ هل أنا أحلم مجددًا؟".
نفت بابتسامةٍ خبيثة، ثم أجابت بنبرةٍ هادئة: "في الحقيقة، هذه المرة أنت لا تحلم، أشكرك لتحريري". فور انتهاء جملتها، انهارت ضاحكةً على ملامحي الغير مصدقة.
لم يكن صوت ضحكها كالبشر العاديين، بل كانت مخيفة وجهورية.
نزلتُ من السيارة بسرعةٍ حتى أنني لم أغلق بابها خلفي، دخلتُ المنزل أصعدَ إلى غرفتي بلمح البصر.