" السادس "

76 3 0
                                    

الفصل

ميرا كانت في غرفتها، تسير بغضب واضح. كل شيء حولها كان يوحي بالفوضى التي تشعر بها. عقلها لا يتوقف عن التفكير في الحلول، لكنها لم تستطع الوصول إلى أي شيء. وفجأة، رن هاتفها. نظرت إلى الشاشة، وكان المتصل هو عاصم.

ميرا: "ألو؟"

عاصم: "أهلاً... أبوكي بلغك إن فرحنا بعد شهر؟"

ميرا بغضب واضح: "آه، قالي! وأنا مش هسمح بكده أبداً."

عاصم بنبرة هادئة: "اهدي بس، في إيه؟"

ميرا بصوت مرتفع: "اهدي إيه؟ إحنا متفقناش على كده!"

عاصم ببرود: "طيب، قولي لوالدك يفركش الجوازة."

ميرا بغضب أكبر: "تصدق؟ صح! بس أنا قولت... أنا لا يمكن أتجوزك أبداً!"

عاصم بغضب مفاجئ: "نعم؟ يعني أنا اللي عايز أشوف خلقتك أصلاً؟"

ميرا بنبرة تحدي: "خلاص، قول لوالدك يلغي الجوازة وكل واحد يروح لحاله."

عاصم ببرود: "بابا موافق ومش هيرفض إلا لو في سبب مقنع."

ميرا بدهشة: "يعني إيه؟ يعني هتجوزك؟"

عاصم بحدة: "وإنتي رافضة الجواز مني ليه إن شاء الله؟"

ميرا بتحدي: "دي حاجة تخصني! أرفض أو أوافق، ومالكش دخل! أنا هتجوزك ليه؟ من قلة الرجالة؟"

عاصم بغضب شديد: "إتلّمي أحسن لك! انتي فاكرة نفسك إيه؟ كل الستات تتمنى نظرة مني! ما تفكريش إنّي ممكن أبصلك أصلاً... أنا قبلت عشان خاطر بابا، أما إنتي، ولا تفرقي معايا."

ميرا: "تمام، خلاص، روح لهم وسيبني، أنا مش عايزة أتجوزك."

عاصم بنبرة متهمة: "وإنتي بقى رافضة الجواز ليه؟ عايزة تروحي لمين؟ مروان بتاعك؟"

ميرا بنبرة خبيثة: "مروان؟ آه، أنا مش عايزة أتجوزك عشانه. بحبه ومش هتجوز غيره. عرفت ليه؟ ياريت تسبني في حالي بقى."

عاصم بغضب شديد: "بقى كده؟ عايزاني أسيبك عشان تروحي له؟! مش هتتجوزي غيري! مش واحدة زيك على آخر الزمن اللي ترفضني عشان عيل زي ده... مش عاصم اللي حاجة تكون بتاعته وحد تاني ياخدها."

ميرا بصدمة: "إنت بتقول إيه؟ إنت كنت رافض تتجوزني!"

عاصم: "غيرت رأيي، والفرح بعد شهر."

ميرا بعصبية شديدة: "مستحيل! أنا مش هتجوزك ولو على جثتي مش هيحصل."

عاصم بتحدي: "هيحصل يا... يا حرمي المستقبلية!"

ميرا بغضب شديد: "إنت مفكر نفسك مين؟ حيوان! وأنا هوريك!"

عاصم بتحدي أكبر: "هتعملي إيه؟ مش هتقدري تعملي حاجة. وهتتجوزيني غصب عنك، وهعلمك الأدب ولسانك ده هقطعهولك."

ميرا بغيظ: "آآه! إنت مستفز!" وغلقت المكالمة.

جلست ميرا وهي تشتعل بالغضب: "مش هيحصل يا عاصم، وهوريك مين هي ميرا! يانا يا إنت، وهكسرلك غرورك ده!"

---

في الجانب الآخر، عند عاصم

عاصم جالس لوحده في غرفته، يفكر في كلام ميرا، وهو يزداد غضبًا: "بقى انتي مش عايزة تتجوزيني عشان مروان؟! ماشي، مبقاش أنا عاصم إن ما اتجوزتك وكسرت غرورك ده."

نام كلا منهما تلك الليلة، وكل منهما مليء بالغيظ والغضب تجاه الآخر. كلاهما لا يعلم ما الذي يمكن أن يحدث لاحقًا.

---

بعد يومين

ميرا كانت متعصبة جدًا خلال اليومين الماضيين، تفكر في كيفية التخلص من هذه الجوازة وقطع علاقتها بعاصم. في المقابل، كان عاصم يقضي أغلب وقته في العمل، يحاول أن يشغل نفسه عن التفكير فيها. طوال اليومين، لم يتحدثا مع بعضهما، وكان كل منهما يتجنب الآخر.

في صباح أحد الأيام، نزلت ميرا لتناول الإفطار. وجدت والدها بدر، ووالدتها نادية، وأخوها جاسر جالسين على المائدة.

ميرا بهدوء: "صباح الخير."

الجميع ردوا بنفس الهدوء: "صباح النور."

ساد الصمت لبضع لحظات، حتى قطع بدر الصمت.

بدر: "ها يا ميرا، قولتي إيه بخصوص الجواز؟"

ميرا ببرود: "في إيه؟"

بدر: "الجواز يا ميرا... ها؟"

ميرا بنفس الهدوء: "قولت لحضرتك، مش موافقة."

بدر بتوتر: "ليه؟ إحنا حددنا المعاد، انتي مش موافقة ليه؟"

ميرا بدأت دموعها تتساقط: "حضرتك ما أخدتش رأيي في أي حاجة، وكل حاجة اتقررت من غيري. حددتوا الفرح وكل حاجة وأنا آخر من يعلم. ليه كل حاجة بسرعة؟! أنا ماليش رأي في البيت ده خالص؟!"

قامت فجأة وغادرت المائدة، وهي في حالة من الغضب.

---

في غرفة ميرا

دخل بدر إلى غرفتها، وجدها جالسة على السرير تبكي. اقترب منها وجلس بجانبها بحنية.

بدر: "ممكن أفهم حبيبة بابا بتعيط ليه؟"

رفع وجهها بلطف ومسح دموعها.

ميرا بصوت مكسور: "ليه حضرتك عايز تجبرني أتجوزه؟"

بدر بحنية: "يا حبيبتي، أنا عمري ما أجبرتك على حاجة، أنا عايز أفرح بيكي. عاصم شاب كويس، ولو ما كنتش واثق إنه هيحبك ويحافظ عليكي، ما كنتش اخترته."

ميرا: "بس أنا مش بحبه، وكل حاجة بتحصل بسرعة."

بدر ضاحكًا: "يا حبيبتي، مش بسرعة ولا حاجة. الفرح بعد شهر، يعني عندك وقت تتعرفي عليه أكتر. عاصم شاب ممتاز."

ميرا: "بس أنا مش موافقة."

بدر: "يا ميرا، أول مرة أطلب منك حاجة عشان خاطري، لو بتحبيني وافقي. دايمًا كنتي واثقة في اختياراتي."

ميرا بحزن: "ماقدرش أقول لك لأ، بس دا جواز."

بدر ضاحكًا: "ونفسي أشوف عيالك، وفرحك هيبقى أحلى فرح."

ميرا باستسلام: "اللي حضرتك تشوفه."

بدر مسح دموعها وقال بلطف: "الدموع دي غالية عليا. مش عايز أشوفها تاني، ماشي يا قمر؟"

ميرا بابتسامة خفيفة: "حاضر."

---

عشق العاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن