خمسون يومًا في زنزانة

الفصل الأوّل

تنويه:
هذه قصة من وحي الخيال،لذا اذا كان هناك تشابه لشخصيات او تاريخ فهذا من محض الصدفة.

مقدمة:
انا كطفلة تعيش مرحلة مراهقة معقدة ، سيكون لدي فضول نحو الجرائم والتحقيق و التاريخ الاجراميّ لبعض السفاحين ، لكن لم يخطر على بالي كمية المعاملة الوحشية والعنصرية اتجاه المجرمين او بعض اللاجئين المسالمين الذين اتخذوا مأوى غير وطنهم ليحتموا به ، لكنهم تفاجؤوا بأن ملجأهم الجديد سيكون اسوء من السابق...
هذه رواية تتكلم عن بعض المشاكل التي يعاني منها أفراد تمرّدو على المجتمع ، أو ربما مجرد أشخاص بريئين أُتٌّهموا ظلما لكونهم من عرق أو ديانة أو ثقافة معينة...
بطل قصتي شاب ثلاثينيّ كان سيقوم بعمل إرهابيّ خطير...لكن تمّ القبض عليه قبل ذلك ، لذا ماذا كان سيفعل؟ وماهي مبرراته؟وهل سيخرج اخيرا ام لا؟؟.

اليوم الأوّل:التّعرّف على السجن.

_حوالي الساعة السادسة صباحا تمّ زجّي في السجن ، أحد اشهر سجون الولاية ، أخذوا كلّ ممتلكاتي ، وحتى حذائي!! يا لهذه الوقاحة!...
_في الحقيقة لا أهتم إن كان حكم القاضي الإعدام..فحياتي انتهت مذّ تورطي في هذا العمل القذر..عائلتي..،أتسأل هل هم بخير؟أرجو أن يكونوا كذلك..
ماذا عن أمي...هل تمكنت من إرجاع الديون لأصحابها؟؟ لو تمكّنت من إكمال مهمتي!! كنت سأصبح أغنى شخص بالمدينة!!
أحد السجناء: أنت!
_من..أنا؟؟
أحد السجناء: نعم أنت..
_ماذا تريد؟
أحد السجناء: ما إسمك؟
_ولما تسأل عن إسمي؟
احد السجناء: صديقي...أن تكون لك سمعة جيدة في السجن أمر اساسيّ ، خطأ واحد وستكون في عداد الموتى... اسمي روبرت ما اسمك؟
_اسمي... مارك.
روبرت: ماذا كانت جريمتك لتُحبس هنا؟
_لا أعرف..ماذا عنك؟
روبرت: هيا يا صديقي لما لا تخبرني؟
_القاضي لم يقرر ما هو حكمه بعد لنقص الأدلّة..لذا أيّ شيء سأقوله سيغير مجرى الأحداث..اذن أخبرني لما أنت هنا؟
روبرت: هددت صاحب بقالة ليعطيني بعض الأموال والطعام....لكن لا تلمني إخوتي احتاجوا لبعض الطعام! حتى انّ سقف بيتنا لا يحمينا من البرد والامطار!
_إذن ماذا كانت عقوبتك؟
روبرت: غرامة مالية وسجنِِ لسنة...نظرًا لعدم إمتلاكي فلسًا واحدًا تمّ تمديد العقوبة لأجلٍ غير مسمّى.
_حسنًا...
روبرت:.....كم تبلغ من العمر يا صديقي؟
_اثنان وثلاثون سنةً...ماذا عنك؟
روبرت لازِلت في ريعان شبابك!
_ماذا عنك؟تبدو شابا اكثر مني..
روبرت:ستٌّ..وعشرون سنةً.
_....
روبرت:ماهي هواياتك؟
_ايجب عليّ ان أُجيب؟
روبرت:لا..ليس عليك ذلك ، بالنسبة لي احب إمتطاء الأحصنة، لكن لم تكن لدي فرصة لفعل ذلك.
_أتمنى أن تحقق ذلك في يوم من الايام يا روبرت.
روبرت:شكر لك!
_بعد ذلك كنّا أنا و روبرت نتكلم عن مواضيع شتّى حلّ العصر بسرعة..لن أكذب عليكم لقد أحببت ذلك الشاب..كان الأخ اللّذي لم تنجب امي لي..لكنه كان ثرثارًا قليلا.
شرح لي روبرت قوانين السجن..وأسلوب الحرّاس في معاملة السجناء..والذي فاجأني أكثر هو تجويع السجناء لمدة ثلاثة إلى خمسة ايّام..لكنهم يحصلون على المياه بإنتظام ولحسن حظّي اليوم الذي كان يلي مجيئي يستطيع السجناء الأكل فيه.
و أحد عيوب السجن أنّ الحرّاس يضربون السجناء بطريقة وحشية إذا طلب أحدهم شيئا صغيرا...
ولا أنسى كيف أنهم يعاملون الشابّات في قسم النساء بطريقة عبودية تقشعّر لها الأبدان...حتّى أن أحد النساء الحوامل الّتي كانت في شهرها الثاني كان تٌضرب فقط لطلبها بعض الراحة.. للأسف اضطرت لإجهاض طفلها بعد موته داخل بطنها بسبب كثرة الضرب والتعنيف ، هذه المرأة كانت مسلمةً عربية..نعم ، كانت لاجئة من سوريا لكن للأسف تمّ القبض عليها بتهمة الهجرة الغير شرعية ...أظنّ أنّ إسمها هو "عائشة" على ما أعتقد..سمعت عن قصتها من افواه بعض الحرّاس عندما كنت اغسل ملابسهم.

هنا ينتهي اليوم الأوّل.