خمسون يومًا في زنزانة

الفصل الثاني

اليوم الثاني:
_استيقظت على صوت صراخ الحرّاس ، بينما كان روبرت يكلّم شركائنا في الزنزانة...دخل علينا أحد الحرس ماسكًا مسدّسا وقام بتهديدنا قائلا أنّ علينا الخروج من هذا المكان بسرعة أو سيطلق علينا...
بعدها بدأ بالبحث في أغراضنا ووجد سكّينا حديدية ، صراحةً لم اتفاجأ كثيرا..فقد كنت اراقب زملائي بالسجن كثيرا وكان أحدهم مفقودًا بين الحين والآخر ، ولهذا قد يكون شكّ بنا الحرّاس.
بالطبع تم أخذنا للإستجواب لكن كلٌّ منّا أنكر أخذه لسكين مطبخ ، حتى تم أخذ آخر شخص منا.. إسمه آلن شاب عشرينيّ لا يملك أحدًا ، و بالحكم على شخصيته وطباعه وقع إختياري عليه ولكن بعد التفكير قليلا قررت التمهّل في الحكم..

_بعد جلسة تحقيق مكثّف بسبب شيء تافه..تبيّن أنّ الجاني هو أنا..
لا تسألو كيف،أظنّ أنّ الأمر مدبّر في حالة كهذه..لهذا ستكون عقوبتي السجن الإنفرادي.
_حاولت الدفاع عن نفسي لكنني تعرضت لضرب مبرح وقالو أنّ بصمات أصابعي كانت موجودة على السكين..لهذا إلتزمت الصمت.
تمّ أخذي لزنزانة حوالي الساعة الثالثة مساءًا..بعد دخولي للزنزانة تمّ منعي من الطعام او الشراب طوال فترة الحبس..أي لتسعة أيّام....
_الزنزانة عبارة عن جدران ومرحاض متّسخ بدون مكان أغتسل فيه..جدرانه متسخة والفراش الأرضيّ ممتلئ بالدماء وفضلات الفئران...

اليوم الثالث:1

_إستيقظت باكرا حوالي الساعة الخامسة فجرًا ، فقد سمعت صوت تآكل فراشي من قِبَلِ الفئران..بعدها دخل على أحد الحرّاس وبدأ في ضربي حتى فقدت وعيي..ولم استيقظ حتّى اليوم الذي يليه.

اليوم الرابع:2

_شعوري بالجوع بدأ يشعرني بالخمول والكسل...
قضيت يومي في التفكير بطريقة للهرب من هذا السجن، ومن فعل هذا بي..

اليوم الخامس:3

_بدأت أشعر بالعطش والجوع الشديدين...كان يومي عبارة عن ضرب مبرح من قِبَلِ الحرّاس وتفكيري المفرط في طريقة للهرب...كنت يائسا..
_حتّى أنّني أظنّ أنّ الحرّاس قد كسروا لي ضلعا...

اليوم السادس:4

_هذا اليوم تمّ الاعتداء على فتاةٍ أمامي..وداخل زنزانتي..لم يكن بيدي شيء حتّى أنّ الحرّاس قاموا بتهديدي قائلين أنهم سيفرغون مسدساتهم في رأس الفتاة إن تحركت قليلًا...
بعد أن انتهوا اتّجه أحدهم إليّ قائلًا أنّ عليّ الإختيار بين حياة هذه الفتاة..أو تكسير أظافري بملقاط..
_بالطبع هم لن يقتلوها بل المهمة ستكون عليّ أنا ،لما؟لأنهم يزعمون أنّهم شرطة مسالمون ومحافظون على القانون..لكنّني أنا مجرم تمرّد على القواعد..
_بالطبع أنا أملك بعض الإنسانية..لهذا إخترت نفسي ، بعد أن سمع الحرّاس قراري بدؤوا بتكبيلي ووضعي على كرسيّ ، أحضر أحدهم ملقاطًا ضحمًا ...بعدها..لن تتصوّروا كمّ الألم التي تذوقته...كلّ أظافر يديَّ اليمنى قد قُلِعت ، بعد ذلك فكّوا قيودي وتركوني في حالة يٌشفق عليها.

اليوم السابع:5

_شعوري بالجوع والعطش جعلاني أتخيل أشياء لا معنى لها..جديّا قد ظهر هتلر فجأة وبدأ يتكلم عن مخططاته..أو أظنّ أنّ هذا أحد أحلامي؟لا أعرف ولا أريد ذلك.
_بدأت أشعر باليأس لدرجة أني فتحت غطاء المرحاض لأشرب منه لكنني وجدتها مياه المجاري لا مياه مُعالجة...

اليوم الثامن:6

_كانت الفئران والحشرات هنا..هي الوحيدة التي تجعلني أقضي وقتي ..
لأنّ هذه الحيوانات تتجادل وتتعارك فيما بينها وبعد ذلك تجد حلّا لهذا الصراع ، وهذا ما كان يسلّيني في وحدتي.

اليوم التاسع:7

_بدأت أشعر بالتعب كثيرًا..لا يمكنني التحرك وأشعر بجفاف فظيع...جسدي يؤلمني في كلّ مكان...

اليوم العاشر:8

_هنا بدأت أفكّر من سأُلاقي إن لقيت حتفي في هذه الزنزانة القذرة..
أنا لا أُؤمن بأيّ ديانة..وهذا ما يجعلني لا دينيّ...لهذا كان تفكيري يركّز على ما ستكون نهايتي ومن سيرحّب بي بالجحيم .

اليوم الحادي عشر:9

_أشعر أنّ نبضات قلبي تتباطئ تدريجيّا...وأنا أرى بعض الجرذان حولي يستعدّون لإلتهامي بعد موتي ، بدأت أجد صعوبةً بالتنفس..وبعد تعذيب الحرّاس لي..أظن أنّهم قد كسروا قدمي وأضلاعي.. و كانو يركّزون على ضرب صدري ليصعب عليّ التنفس..أو ربّما لأموت؟بدأ نظري يصبح مشوّشًا وضبابيًّا..حتّى دخل إليّ روبرت وهو يحمل الطعام و يُبارك لي..هنا ظننت أنّني لقيت حتفي وهذا جزء من تخيلي..لكن بعد أن شربت بعض المياه وأكلت بعض الطعام ، عادت حواسي ونشاطي المعتاد..بعد هذا سألته:كيف؟
روبرت:قد أثبتت برائتك بعد أن تأخرت لبضعة أيام...آسف لتخييب ظنّك يا أخي.
_ماذا حدث؟
روبرت:سمعت من أحد السجناء أن آرثر قد وضع بصمات أصابعك بينما أنت نائم..لكن جدّيا..كيف لم تلاحظ ذلك؟؟
_آسف ، نومي ثقيل جدًّا..
روبرت:على أيّ حال كيف كانت تجربتك؟
_أتسألني؟قد ذهبت للجحيم ورجعت بعد ذلك!!حتّى أنّني أعتقد أنّك شيطان هنا وأنا ميّت حاليا!!
روبرت:مهلًا مهلًا إهدأ...أنت بخير..والآن لنذهب إلى الطبيب.
_بعد ذلك أخذني روبرت إلى المستشفى لعلاج كسوري...وقد دخلت في غيبوبة قصيرة دامت ثلاثة أيّام بسبب تعبي.