البَارتْ الثَانِي : المُعانَاة

89 7 1
                                    

"سَيّدي، لَقد رَأيتُ هَذهِ الفَتاة قَبلاً! "

شَابً يَافِعاً قَال لِضَابِط الشُرطَة لِيُجِيب " أَيّن رَأيتَها؟" 
تَوقَف الشَاب لِيُفكِر قَليلاً

"كَانت تَتمَشّى مَع شَابٍ عَلى الشَاطِئ .. قُرَابَة.. البَارِحة؟ "
لَم يَكُن مُتأكِداً..

الشُرطَة أُبِلغُو بِبلاغْ الشَّاب و كَانت سَيارات الشُرطَة مُتجِهه للبَحث بِأرجَاء الشَواطِئ..

وُجِد مَجمُوعَة مِن النَاس يُحِيطُون جَسد فَتاة مَا مُلقَاه عَلى الأَرضْ جُثة مُنتَفِخة حَتى مَلامِحها يَصعُب التَعرُف عَليها.
عُلِم بِأن بَعض السَبَّاحِين هُم مَن وَجدُوها.

تَم التَحفُظ عَليها مِن قَبل الشُرطَة وأخْذِها إلى ثَلاجَة المَوتَى .

"سَيّد لِي، أرَيدُك أنْ تَتفَقد هَذه الجُثَة، رُبمَا تَكُون إبنَتُك.."
السَيّد والسَيّدَة لِي إنْهَارا بِالبُكاء فَور سَماع كَلمات الضَابِط.

جَسده مُخدَر ويَصعُب عَليه دَفع قَدمِيه إلى تِلك البَوابَة الصَغيرة التِي تحوِي جُثه لَرُبما تَكون صَغيرتَهُ المَفقُوده. فَور أن وَقفَ بِالقُربِ مِنها فَتحَت المُمرِضة تِلك البَوابة مُخرِجة ذَاك السَرير السَحَّاب لِتظهَر جُثة مُغطَاه بِقُماش أبيَض مِن رأسِهَا إلَى قَدمِيها.

يَده المُرتَعِشه تَقتَرِب لِلكَشف عَن وَجه تِلك الجُثة.

خَرج السَيّد لِي بِخطُوات مُتثَاقِلة مِن تِلك الغُرفَة بِملامِح فَانِية لِتقتَرِب زَوجَته مُمسِكه بِأكمَام سُترتِه

"هَل هِي مِينُورِي؟ "
لَم تَجِد جَواباً سِوى الصَمت
"لِي ! اللَعنة! قُل شَيئاً!! "
صَرخَت بِه لَعلَهُ يُفِق ويُخبِرها شَيئاً إمَّا يُخفِف ألمَها وَلو بِقدرٍ قَليل أم يَكسِرها لِلأبَد.

هَز رَأسه عَلى جَانِبيه لِيسمَع كَلِمات الضَابِط ..

"أعتَذِر سَيّد لِي، سَنفعَل مَا بِوسعِنا لِإيجَاد إبنَتِكُم"

أخِذ السَيّد لِي بَعد ذَلك إلى المُستَشفَى لِتلقِيه ذَبحَة صَدرِية لِعدَم تَحمُله مَا رآه.

تِلك الفَتاة كَانت آرِي صَدِيقَة مِينُورِي المُقرَبة، كَانت كَإبنَة السَيّد لِي التِي لَم تُنجَب مِن صُلبِه..
شَعر بِالعَجز فَخسِر إبنه بِالغَرق، والأُخرى مَجهُوله المَصِير..

.
.
.

"أخبَرتنِي أُمِي أن المِثالِية لَن تَنطَبِق يَوماً عَلي، فَقمت بِخِياطه ذَاك الفَم الذِي تَفوه بِتلك الكَلمَات بِمثالِيه.. "

"مُضحِك.. صِحيح؟ "

...

𝗜𝗗𝗘𝗗 | فِ دِ يَ أَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن