Part 6

69 7 0
                                    

عمَّ الهدوء الغرفة، وانقطعت أصواتُ البكاء التي حاول أن يدفنها في صدري، وارتخى جسدهُ الجميل على جسدي، وغطَّ في نومٍ عميق كطفلٍ صغيرٍ أنهكهُ البكاء.
لم أملك الجرأة لإيقاظه، أردتُ أن يتوقف الوقت عند هذه اللحظة، رأسه اتخذَ من صدري وسادةً مريحة ويدَاه أحاطت خصري بلطف
قضيتُ هذه الليلة أنظر إلى وجهه الحَسَن، أعُد هذه النِقاطَ البُنية الصغيرة على بشرته البيضاء، أتأملُ عينه التي أخفى جمالهما عندما خلد إلى نومه، أرى رموشه الطويلة التي انثنت على نفسها، ألمس وجنتيه الورديتين الناعمتين كالحرير وقد بقيت عليهما أثارٌ من الدموع التي ذرفها قبل نومه، وأُطيلَ النظر إلى شفتيه الزاهيتين اللامعتين، بَدَت لي كأنها قطعة من الحلوى التي أريد إلتهامها
وضعت يدي على رأسه برفق، داعبتُ كل خصلةٍ من شعره الذهبي الطويل، مررت أصابعي خلالها كأنني أمسك سبائك الذهب، شعرتُ بسخونة أنفاسه تحرق صدري وتُلهب قلبي، أنفاسُه ثقيلةٌ كمن يحارب أثناء نومه، تتقطعها بعضُ التنهديات بين الحين والآخر يصاحبها ملامحُ امتعاض على وجهه
هل ترى كابوسًا أيها الجميل؟ لا عليك! هيون هنا ليقضي على كل كوابيسك ويكونَ حُلمك الوردي الجديد، قلتها بصوتٍ هامسٍ وأنا أضمه بقوة، وقضينا الليلَ وقد التصقت أجسادنا بهذه الضمة

استيقظتُ في الصباح لأجِده جالسًا أمامي ُيحدق في وجهي، بادرني بابتسامة ظريفةٍ أظهرت أنيابه البيضاء، كان من الطبيعي أن أخاف من شكل أنيابه لكنني تخطيتُ هذه المرحلة بالفعل، فنظرتُ إليه بابتسامة

= إذًا هذا صحيح!
-ماذا تقصد؟
= توأم روحك البشري هو الشخص الوحيد الذي لن يخاف منك!
-توأم روح؟ بشري؟
= لا تقل لي أنك لم تلاحظ! عيون حمراء؟ أنياب؟ شربت قطراتٍ من دمك؟ يا إلهي! ألم تقرأ رواياتٍ في حياتك حتى! هل تمزح معي؟
-سأكون سعيدًا للغاية إن كنت الشخص الذي يمزح هنا
= أريد سعادتك حقًا، لكنني لا أمزح، يأتي مصاصُ الدماء إلى الحياة وقد قُدر له أن يلتقي بتوأم روحه خلال أحد القرون التي يعيشها، أنا محظوظ بما يكفي لألتقي بك في قرني الثالث، مازلت مصاصَ دماءٍ شابًا. قالها بصحكة ساخرة
- قرنك الثالث! هل تعني أنك تجاوزت المئتي عام! ياللروعة
تبدلت ملامحه قليلًا وبدا عليه الحزن مجددًا
= لا تظن ان الأمر رائع، أن تحيا هذه المدة الطويلة ليس بأمر يستحق السعادة، ان تعيش طويلًا يعني أن تعاني أكثر، أن تفقد من تحب أمام عينيك، أن تفقد آمالك، أن تموت وتحيا آلاف المرات، أن.....
وضعت يدي على فمه وأشرت له أن يتوقف عن الحديث، لا أريد أن أراه يبكي مجددًا، مازلت دموعه تُمزق قلبي!

-إذًا، كيف عرفت أنني توأمك الذي تبحث عنه؟
= مما فعلته الآن! لو كنتَ شخصًا عاديًا لفررت مني رعبًا عندما تعلم أنني مصاص دماء، ما كنتَ لِتُطيق النظر إلى عيني، فكيف أن تقول أنهما جميلتان، بالإضافة أنني يمكنني الشعور بهذا الشعور الدافئ في قلبي، يتسللُ إليه مع كل نظرةٍ منك ليُذيب بردوته

أمسكَ بيدي وضغط عليها برفق، ورفع عينه لتكون في مواجهة عيني تمامًا
لقدُ انتظرتك طويلًا، انتظرتُ حضنك الجميل الذي أحاطني بالسَكينة بالأمس، إنه مكاني المفضل الذي لا أريد الخروج منه بعد الآن، كُن حلمي الوردي الجديد، رجاءًا هيون!

يُتبع..

bloody moon Where stories live. Discover now