Part 18

47 6 0
                                    


هل مررت بتلك اللحظات التي تشعر فيها أنك في عالمٍ آخر؟ في مرحلةٍ بين الاستيقاظ واللاوعي؟
أريد أن أصرخ بكل ما أوتيت من قوة، لكن صوتي يأبى أن يعلو، أريد أن أبكي وأبكي حتى تبيَض عيناي، لكن دموعي تجمدت في المُقلَة، أريد أن أوسعه ضربًا حتى أقضي عليه.. لكن جسدي لا يُطاوعني.. ولا حتى قلبي..

انتفضتُ في مكاني ونزعتُ يدي من يده، هذه اليد هي سبب الجحيم الذي أحيا فيه.. ليتني لم أعلم! ما لا تعلمه لا يؤذيك حقًا
اللعنة على حظي البائس، أفقدُ حبيبي، على يد الشخص الذي أقع في حبه.. الشخص؟؟
انا المجنون هنا حقًا، إنه مصاص دماء، أعرف هذا من اللحظة الأولى...لما العجب أنه قد قتل أحدًا؟  لا أحد يمكنه أن يحصي عدد الذين ماتوا على يده، أنا الذي لم أكن مستعدًا للاعتراف بهذا
اللعنة عليك يونبوك، اللعنة عليك!
لقد قتلتني مرتين..
مرة عندما أفنيتَ حياته، والأخرى عندما أخبرتني الآن
ليتك تغرز أنيابك تلك في عُنقي وتنهيني من هذا العذاب

مرَّ هذا الكلام كله في بالي لكنني لم أستطع أن أنطق بحرفٍ واحد حتى.
هممتُ بالنهوض، مستهلكًا آخر ما تبقى لدي من قوة
" إيّاك أن تريني وجهك مجددًا! "
أمسك قميصي على استحياء ولم يجرأ على النظر في عيني حتى " يمكنك أن تغضب بالقدر الذي تريده، لا تلتقي بي مجددًا، انسَّ أنك التقيت بهذا الوغد، لكن.. من أجل أي لحظة ابتسمتَ فيها معي.. لا تكرهني أرجوك! "

لم أُعِر كلامه اهتمامًا، لا يوجد بعقلي متسع كافٍ لهذا
بالكاد حملتني ساقاي للمنزل، يممكنني السقوط والانهيار هنا الآن، جلستُ لحظات لا أدري.. مازلت أحلم؟
هل هذا كابوس آخر؟ أجل.. أجل لابد أنه كذلك
غضب مينهو لأنني وقعت في الحب مجددًا فقرر الانتقام على طريقته!
يا إلهي، إن كان هذا حلمًا أتوسل لك دعني أستفيق
إن كان هذا...
لم تستطع دموعي أن تكبح نفسها أكثر من ذلك وانهمرت كالسيل، لا أستطيع التوقف، لا أستطيع التوقف عن البكاء، بالكاد ألتقط أنفاسي بصعوبة، تعالت شهقاتي وجاءت بعدها صرخات كافيةٌ لافزاع الجيران، صرخات بائسِ تذوق كل معاني الألم التي يمكن أن يحياها الإنسان، صرخاتُ بائس فقد كل من يحب.

لا أعرف كيف مرت هذه الليلة، ولا أعرف كيف توالت الأيام بعدها
أنا.. وحدي في هذه الغرفة التي لم تعرف الترتيب منذ فترة، جسدي الذي يحيا على بعض قطرات الماء طوال اليوم ويأبى أن يجعل لقمة الطعام تستقر في معدتي، عقلي الذي لا يتوقف عن التفكير ليلَ نهارٍ حتى قادني للجنون، لا أعرف كم يومًا مر على هذا الحال، تشرق الشمس وتغرب مرارًا وتكرارًا وأنا بنفس الوضع! كطفلٍ فقد أهله وتُرك وحيدًا لمواجهة هذا العالم المرعب

كلما فكرت في كلماته، كلما أصابني الهم أكثر
ماذا قال له مينهو؟ الشروق؟
هذا المعتوه! من الذي يتصل على حبيبه في منتصف الليل ويطلب منه اللقاء فجأة، من أجل مشاهدة الشروق؟
بالعودة لذلك الوقت، أنا من قال أنه يحب مظهر الشروق ويريد أن يرسم لوحة له، هل حاولت جعله موعدًا غراميًا حقًا؟ هل شعرت بالخوف عليّ حينها؟ كان من الأولى أن تقلق على نفسك أيها الأبله، هل..  هل تألمت كثيرًا؟ هل شعرت بالخوف؟ كيف شعرت في هذه اللحظات أيها المسكين.. ليتني كنتُ معك حينها ليكون مصيرنا واحدًا.. لستُ بالقوة الكافية لمواجهة كل هذا وحدي.
لا أدري، هل أحزن على فتاي الذي لم يسعفني الوقت لأحقق له احلامه؟ لأعطيه قبلته الأولى كما تمنى، أم أحزن على أيام وليالٍ قضيتها وأنا أحسبه قد تخلى عني وتركني بإرادته والواقع أنه ظل متمسكًا بي لآخر لحظاته، أم أحزن حالي الذي يرثى له الآن، أم ... أم أفكر في الشخص الذي سبب كل هذا!

يُتبع..

bloody moon Where stories live. Discover now