بدا صوت الرّعد المخيف لأهالي تلك القرية الصغيرة أشبهَ بِـ طبول ترحيبٍ نَحسة قادمةٍ من قعرِ الجحيم ، لم يزد ذلك المَشهد المظلم رعبًا سِوى دخول وحشٍ ضخم بأذرعٍ أربع انتشَرت بعضٌ مِن الرمُوز و الوشوم علَى انحاءٍ من جَسده و وجهَيه ، مشى بِخطى متعجرفةٍ متغطرسة ، يعقبهُ فتىً مجهول الجِنس بِـ شعرٍ فضيٍّ قصير ..
ما ان تراءى سرابُ ذلك الشيطان لأهل القرية حتى اغلق كلٌ منهم باب داره الهش يرجُو الملَاذ منه وكأنهُ الحصن الوحيِد ..
" هاكاتوري ، لا أصدق انك تختبىء في مكانٍ قذرٍ كهذا !.. على أي حال لقد أصبح ملكًا لسوكونا_ساما الآن .. لا أمانَ هُنا بعد اليوم .. انها فُرصتكَ الأخيرة عُد معنا الآن سيتِم العفو عنكَ على الأقل .. هيَّا !"
خرجَ وحيدًا بين الامطار الغزيرَة رجل في مُتوسط العُمر ، عقدَ شعره الأسود الطويل بعقدةٍ حمراء وتركه ينساب بسلاسةٍ على كتفه الأيمَن ، تجلَّى فِي وجههِ أثرُ ندبةٍ قديمة شقّت طريقها بين حاجبيه مرورًا بأنفهِ المستقيم حتّى الجُزء الأيسر من وجهه ..
" لم اختبىء قط ، أوراومي .. انني أعيش حياة هادئةً هنا فحسب .. افعل ما شئت لا أهتم حقًا .. فَـ أنَا أُفضل الموت بكبريائِي على الانصياعِ لِـ سيدِك اللّعين .. لن أعود ابدًا !.. "
" انتَ ترتكب خطأً فظيعًا هاكاتوري ، أ تدرك هذا ؟!! لقد طُردت من عشِيرتك بعدَ أن كُنت زعِيمها لا مَكان لكَ بينَ أولئِك الشَّامان أبدًا بعدَ الآن .. انت وحيدٌ تمامًا !.. إِضافةِ إِلى هذَا فأَنا حقًا لا أريد خسارةَ شخصٍ قويٍ مثلك قَد اعتَرفتُ بهِ سابِقًا ،هذهِ فرصةٌ أخيرة إنِّي قاتلكَ حقًا هذه المرة .. عُد يا جاسوسيَ المُطيع سنُنهي أمرَ كُل أولئك المشَعوذِين المُزعجِين .. لِنستمتع بهذا معًا كما كُنَّا سابقًا !.. ستحصل على كُل ما تشتَهيهِ نفسُك القوةُ ، السُّلطة ، الدِّماء ، النسَاء والأموال كل شيءٍ ينتظركَ ها هُنا !! " صرَخ ذلك الوحش المدعَى ريومن سوكونا بِـ كلمَاته مُحتقنًا بعد أن تَقدم بِضع خطوات نحو شريكهِ القديم ..
