21 November 1922..
"وَ فِي المَرَّة القَادِمة أَعدُكَ بِأَنِّي سَأحْتَفظُ هَذِه الّلحَظات لِكَي أَقضِيَها بِرِفْقَتِك"تقرع قطرات المطر زجاج المتجر في محاولة لجذب انتباه من يقبع خلف تلك الطاولة منهمكًا في عمله
لا يأخذ منها الأمر وقت طويل تلك الرائحة؛ فتتسلل من المنافذ الصغيرة التي ما زال هذا الشاب يجهل مكانها
تحيطه رائحة المطر مرسلةً شعورًا مخدّرًا يلزمه على هجر ما يشغله
يجر جسده النعس بإرهاق وصولًا لآخر الغرفة ثم يختفي جسده في ذاك الرواق المظلم
يتجه للموقد فيشعله واضعًا الإبريق العتيق أعلى النار الخافتة دقائق ثم يسكب القهوة في كوبه ما إن تسخن
يعود أدراجه لذات الكرسي يجلس هناك بصمت
بيده اليسرى يزيح النظارة الطبية عن عيناه ليغمضهما ببطئ في محاولة للتقليل من الإجهاد الذي تعانيان منهيموضع بحذرٍ نظارته أعلى الطاولة الخشبية بجانبه
ثم يوجه ناظريه نحو الفراغ من جديد وابتسامة طفيفة ترسم طريقها أعلى وجهههو اعتاد على فعل ذلك كثيرًا
يجالس الفراغ بصمت يحدق في الهواء ثم يبتسم بعض الشيء فهو لا يملك شيء عدا هذا مجرد لحظات عابرةابتسامة باردة وصمت مدقع فقط هذا ما كان يمتلكه لا أكثر
إلى أن تسلبه أصوات صافرات الإنذار سكينته فيعود بلا شيء فلذلك هو يحاول جاهدًا استغلال كل ثانية صمت وهدوء تحيطه، يحتضنها في جوفه، يطبعها في زواية من ذاكرته ليعود لها فيما بعد في لحظات الهلع، فقط ليتعلق بقشة بائسة تدفعه للنجاة
لكن اليوم قرر بطريقةٍ ما أو بأخرى حرمانه من لحظات هدوءه باكرًا _على غير العادة_ فإذ بغريب يندفع مسرعًا مقتحمًا المتجر
فينتفض هو إثر ذلك هرعًا مسقطًا الكوب من يده ليتحطم إلى أشلاء بين قدميه كما حدث لسكينته توًّا
ينظر لذاك الغريب صاحب القامة الطويلة والأنفاس المنقطعة بملامح حادة جذابة وعيون أقل ما قد يُقال عنها ساحرة
تتسرب قطرات الماء بغزارة من معطفه الأسود الطويل غامرةً أرض المتجر
يحدق به لثوانٍ يحاول ترتيب نبضات قلبه
يعود ذاك الغريب بخطوة للخلف دون قطع أنظاره عن الفتى أمامه راسمًا ابتسامة زاهية أعلى شفتاه"أعذرني لم أقصد أن أفزعك" قال الغريب ممررًا يمناه بين خصال شعره الكستنائي القصير
أدار الفتى عيناه بعيدًا عن ذاك الغريب
"لا عليك" همس ثم انخفض يجمع أشلاء الكوب من الأرضأكمل الغريب في محاولةٍ لتبرير فعلته "المطر غزير في الخارج لذا .." أراد أن يكمل لكن قاطعه الآخر
"يمكنك الإنتظار إلى أن يتوقف"
أنت تقرأ
Cobbler | الإسكافي [Vhope]
Fanfiction"كَزهرةٍ مِن صُلْبِ البَيدَاء تُزْهِر لِمَصِيرها المَحتُومِ بِالهَلاكِ بِترقُّبٍ هِي تَنْتَظِر .." - أحداث الرواية لا تمت للواقع بأي صلة حتى ولو تطابقت بعض التواريخ والأحداث المذكورة بالرواية بأحداث تاريخية حقيقية فهي محض صدفة لا أكثر 22 Sep 2023