أُقْسِمُ بِأنِّي ..

36 6 0
                                    

تتصارع أنفاسهما في محاولة منها لتحول بين عناق شفاههما ولكن جهودها لا تُثمر فهي لا تحمل من القوة ما يكفي لتتغلب على شغفهما المشتعل

فقط عند انعدام أنفاسهما يفصلان قبلاتهما لبرهة وجيزة
جبين بجبين يتلاصقان وابتسامات ترتسم على أعالي شفتيهما ثم يُعاد أحياء لقاء تلك الشفاه بولعٍ أشد

"هل تريد بأن ننتقل للطابق العلوي" قال هوسوك بأنفاسٍ متقطعة ليأتي رد تيهيونق على هيئة إيماءة ضئيلة فقط

وحال ما وصلا الغرفة تبددت تلك الطاقة الوهُاجة وحلَّ ملحها صمت ثقيل خانق

كما لو أن مياه باردة سُكبت على نيرانهما فما كان بجعبتها إلا أن خلّفت مجرد أبخرة واهية

كلُّ منهما اتخذ زاوية من الغرفة ملجأ له يحتميان بحصن السكوت لا يجرؤ أيٌّ منهما على النُطق بحرف

مرت دقائق وبمرورها بدأت جدران الغرفة تضيق الخناق عليهما.. ثم ومن صمت العدم نبس بتردد وحذر "سأعود، حتمًا سأعود"

وعلى وقع تلك الكلمات التفّ الآخر مواجهًا إياه بجمرتيه اللتان تحترقان بدموع قد تسقط في أي لحظة

لقد كان وعدًا كاذبًا على الأرجح ففي الحروب لا وجود للحتمية لا شيء أكيد أو ثابت كل التوقعات بلمح البصر قد تتغير، سوف تتغير

لا شيء يبقى على حاله فكل موجود كُتِبَ له الزوال والتبدد بيوت وأُناس حقول ومزارع كلها تمام القدر نفسه الطريق إلى العدم فماذا وإذ كانت بكلمات فلن يكون لمن الصعب على الحرب تجريدها ومحوها

وعلى أي حال في تلك اللحظة كان قد حفر تلك الأحرف في قلبه كمت التميمة سيعود لها حتمًا عندما يزداد ضيق هذه الجدران فلا بأس بتصديق الزيف إن كان أحلى مرارة من عُسر الواقع

"سأنتظرك، حتمًا سأنتظرك" كالقسم ردد كلماته على مسمع القمحي مرارًا وتكرارًا هل كان فعله تأكيدًا للآخر؟ أم إقناع لذاته بمقاله؟ ولعله كلا الأمرين معًا

وبشكل غريزي وجد أحدهما الآخر ليغرقا بعمق أحضان بعضهما الآخر بلا دموع تُذرف أو كلمات تُهمس
فقط صوت أنفاسهما يتردد وضيق عناقهما يشتد

مر الوقت كالأرجوحة تتراقص مع نسمات الرياح
تارة تُسرع العقارب وتارة أخرى تتباطأ بتبختر مُضجر

لم يسع الثنائي سوا تبادل أطراف الحديث أما بالنسبة لرحيل القُمحي فكان حديثًا سيتطرقان له فيما بعد

ربما بعد دقائق أو هذا المساء أو الصباح الباكر مرة قبل المنام أو بعد الفطور قد يتم مناقشة الأمر في طريقهما إلى متجر هوسوك أو عند جلوسهما في ذاك المقهى العتيق
ربما حينها أو علّهما يطرحان الموضوع في كل مرة

مرور الوقت بصحبة أحدهما الآخر كما السخرية
فالساعات ما كانت إلا ثوانٍ والأيام ما هي إلا دقائق
تارة تغدو طوال وتارة أخرى بغمضة عين تمضي

أباد الصمت الدائر بينهما صوت هوسوك الراجي
"سأكون أول من يتلقى مكاتيبك"
"سأكتب لك" همس تيهيونق بوعده

"لن تكون وجهتك عندما تعود إلا حيثما أكون"
"حتمًا سأجدك"

"ستتوخى الحذر"
"بالطبع" .. "ولن أتصرف ببطولة" وعلى قوله هذا كسب ابتسامة من هوسوك "على يقينٍ بأنك ستفعل على أي حال" قال مبتعدًا عن صدر القمحي ليقبله من بين حاجبيه ثم يقابله بجلسته

"سأنتظرك هنا ولن أبارح مكاني وإن عنى ذلك أن أتعفن وأدفن تحت الركام سأبقى بلهفة أرجو عودتك حتى وإن كلّفني الأمر صباي واعلم بانك لو لم تعد فلن أسامحك ما دمت حيًا"

"سأعود.." وهنا انتهى الحديث والعتاب

"وَأُقْسِمُ بِأنِّي سَأَعُود؛ أُقْسِمُ بِأَنَّي سَأنْتَظِر"









-كنت مخططة أكتب البارت بطريقة أخرى لكني بالنهاية قررت اكتب شوي عن مشاعرهم قبل لاتحدث عن تطور علاقتهم قبل مغادرة تيهيونق

ادري تأخرت كثير بس كنت عم بحاول اصفي ذهني واكتب بالطريقة اللي ترضيني رغم انه للان مو رضيانة عن البارت ان كان من ناحية الطول او المضمون

عكلن اتمنى لكم قراءة ممتعة وتجاهلوا الأخطاء♡♡

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Cobbler | الإسكافي [Vhope]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن