الفصل الاخير والخاتمة

29 3 0
                                    

الفصل السادس

كل كلمةٍ خطتها على هذا الدفتر... كانت من وحي روحها المنهكة....!

بحبر دموعها ... الذي أُريق فوق ورقٍ أبيض .... فيسيل على شكل كلمات تلخص ما يجيش بداخلها من عناء... .

الصفحة الخامسة

" اليوم لم اعد اتقبل مرضه فقط .... بل أصبحت احترم اختلاف يمام ... الصفحة السادسة ... سأخصصها لأكتب لك اعتذارا مطولا ... آسفة بني الحبيب ... آسفة على الرفض و النكران الذي تلبسني .. لكنني أُم ... تنظر لابنها بعين الكمال ... والى الآن لا أراك إلا طفًلا مميزًا "

*****

اليوم التالي بالمركز...

حيث ينقسم المركز لمجموعات تعاونية لكل طفل ، مصنفة حسب تقيم شدة طيف التوحد ...!

همست امل لحنين .. وهي تنظر إلى ولد يبدو طبيعيا ... الا أن الكلمات تخرج من لسانه بشكل ثقيل ...
" هذا مصاب بالتوحد ؟ ... لا تبدو الأعراض ظاهرة عليه ...."

نظرت حنين ناحية امل التي بدأت بمقارنة حالة يمام مع جميع الأطفال المتواجدين
فقالت لها بصبر وهي العارفة بما تشعر به الأخرى ...
" عالم التوحد فسيح ... يختلف مرضى التوحد بشدة الحالة ... لا يوجد حالة تشابه الأخرى تقريبا ... حتى لو اشتركوا ببعض سمات الاضطراب ... قد ترين هذا الطفل هادئ وقد تجدين طفلا آخر يفرط بالحركة... قد تجدين طفلا آخر عدائي مؤذي ... وقد تجدين آخر مسالم بشكل كلي... لكنهم جميعا يشتركون بالذاتوية ..."

نظرت امل ناحية يمام الذي يتسلق الكراسي ويقفز من فوقها على الأرض ... ثم يضحك بشكل مفاجئ .... فتغضن جبينها ألمًا .... ورغما عنها تفكر بحسرة

" بدلا من أن تمسك يده ليذهبا سويا وتدخله الروضة... تمسكه به الآن لتسجله بمركز لتوحد..... !...."

تابعت حنين كلامها ... وهي ترى علامات الاحباط ظاهرة بوجهها
" طيف التوحد يختلف كليا عن التوحد... ابنك قابل لتعافي لا تيأسي "

إلا أن شعاع الأمل الذي أضاء انطفئ بعينها
قالت امل بنبرة مهتزة
" هل تعرفين ما الذي اتمناه والذي سأدفع روحي مقابلا له.... "

ردت حنين وهي تبتسم بدفء ... وتقرأ كل
لا منطوق تدري به و تحفظه....
" أن تسمعي منه كلمة ماما...."

حاولت امل تمالك نفسها .... لكنها لم تظن ابدا ان الطريق شاق بهذا الشكل ....
همست امل بعذاب.... و عينيها تتعلقان بعيني حنين
" أنت تشعرين بألمي .... تملكين نفس جرحي ..."

قالت حنين بإشراق كبير ... وهي تربت على كتفها
" وأنتي ستملكين بلسم شفاءه عن قريب ... لكن كوني راضية ..!"

نظرت امل للأعلى ثم هتفت بحرارة و دمعاتها تنزلان على كِلتا وجنتيها....
" راااضية والله ... راضية... "

أديم الامل لكاتبة داليا بسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن