اليوم سأروي لكم حكايتي، حكاية بنكهة الحلال.أنا التي انتهيتُ من جامعتي وأعمل لم يتبقى ليّ سوى شريك الحياة!
أنا تربيتُ في بيت لا يعلم سوى السير كما رسم الله أن نسير، الحُب يأتي بعد الزواج وليس قبله؛ هكذا علمني أبي قبل رحليه إلى مثواهُ الأخير.
كان دائمّا يروي ليّ حكاية زواجه هو أمي، وأن كلاهم كانوا لا يعرفون بعضهم، تقدم له بعدما اقتراحها رفيق له بالعمل وهو جارها ببيت أبيها، تقدم لها وشعر بالقبول وكان والشعور متبادل لكلاهما، تزاوجا، ومع حُسن العشرة خلق بينهم الحُب، حُبهم كان قوي صامدًا أمام العواصف التي مروا بها.
واليوم آتيني رجل ذو الثلاثين عامًا تقدم لخطبتي، أت به صديق أبي "رحمه الله"، رجل صالح كما يشهد الجميع له، ميسور الحال، فاقدًا لأمه منذ الولادة فاقدًا لأبيهِ منذ السبع سنوات، رجل تربي على يد جدته، يعمل معلمًا بمدرسة هُنا بالمدينة لكنه يسكن بقرية تبعد عنا مسافة كبيرة.
حين رأيت محياه شعرت بسكينة وألفة غريبة وكأن ليس بغريب عني وليس بأول مرة أره فيها! جلستنا كانت خفيفة تبخر فيها توتري عندما نطق وبدأ بالحديث معي، صرحني برغبته بأن أترك عملي أن وافقت عليه، بعد ثلاث أيام من صلاة الاستخارة بلغت أمي الموافقة، فرحت كثيرًا هي الأخرى؛ فصغيرتها اصبحت عروس وستزف لبيت زوجها.
بعد شهر كُنت أزف لبيته يدي بيده، ليلة لا تُنسى نُقشت بقلبي وعقلي، لم أجد كلمات توصف حلاوة ما شعرت بيها ليلتها.
وبصباح ثاني يوم استيقظت على صوته وجدته انهى صلاته ويشكر ربه:
_"اللهمَّ لك الحمد على العافية، ولك الحمد على كلّ نعمةٍ أنعمت بها علينا، الحمد لله على رزقك ليّ بزوجتي "أريام".
_أنا رزق!
نطقتها بدهشة، فأستدار ليّ وعلى شفتاه ابتسامة جملية:
_أجمل ما رزقني الله به، وعليّ شكره دائمًا.
نهض واتجه ليّ، فاعتدلت في رقدتي، مال يطبع قبلة على وجنتي فخجلت منه:
_صباح الخير يا رزق عبد الله " حَسن".
رديت بأرتباك:
_صباح الخير.
مطت شفته:
_بخيلة أنتِ.
رميته بنظرة غاضبة، فقهقه عاليًا:
_يا ويلي فرزقي غاضب مني!