لا تفرح بالرخاء، ولا تغتم بالفقر والبلاء، فالذهب يجرب بالنار، والمؤمن يجرب بالبلاء._محمد الباقر.
تشنج جسدي ثم سكن وكانه فارقته روحي بعدما ألقي الطبيب كلامه على مسامعنا، ظل يواسي "حَسن" وأخبره باحتمال خطأ بتشخصيه البدائي ثم خرج، شعرت به يقترب من الفراش ويجلس بجانبي:
_افتحي عيناكِ "أريام"، أعلم بأنكِ مستيقظة وسمعتي كل شيء.
انفرجت جفوتي وبحشرجة:
_" حَسن"!....
لم يمهلني لقول شيء ثاني وضمني إليه:
_ لا أود شيء غير أن تبقين بين ذراعي، لا تفكرين بشيء أطلقًا.
يتحدث وعيناه تذرف الدموع لا أرديًا فواصل:
_ياليتني استطع امتص كُل وجعك وخوفك ليّ.
شددت على ضمي إليه، هُنا يكن مسكني ووطني عندما تلفظني الدنيا.
_الله معي، الله معي لن يتركني.
ظليت اكررها أن سكنت بأحضانه، أنا دائمًا تاركه أحوالي لله والآن لن أحمل هم شيء سأتركها لله وهو كفيل بيّ.
بدأت رحلة الفحوصات والأشعات، لن يتركني "حَسن" يدي بيده هكذا يكرر على مسامعي:
_أنا حين تزوجتك كانت يدي بيدك وستظل يدي بيدك لآخر نفس بيّ.
وبعدما ظهرت نتيجة الفحوصات والأشعات أكدت التشخيص البدائي للطبيب:
_ مصابة بالورم بالرحم.
وجدت ذاتي حينها انطق بي:
_الحمدلله، هكذا علمني أبي وقت البلاء والفرح أن أحمد الله.
تم تحديد العملية بعد أسبوعين، كل يوم في جوف الليل اسمع "حَسن" يتحدث مع المولى عز وجل:
_يا الله أنا لا أريد شيء غيرها، احفظها ليّ فهي أتت لتؤنس وحدتي، عوضتني عن حنان الأم وحب الأخت التي حُرمت منهما، لا تحرمني منها يا ذو جلال والإكرام.
تتساقط دموعي حزنا عليه، التفت لأياه:
_"حَسن"
مسح دموعه بسرعة ونهض يتقدم من فراشي يبتسم:
_نعم يا رزق "حَسن"
ابتسمت من اللقب الذي يشرح صدري، اعتدلت في رقدتي ثم التقطت يديه أقُبل باطنها: