كهل بين براثن مراهقة -1-

8.6K 13 4
                                    

اعود كالعادة بقصة قوام احداثها واقعية او هو حلم من مجموع احلام محرمة لمراهقة خطت تفاصيل هه القصة الصغيرة التي ارسمها بكلماتي

مالك هو رجل على عتبة الاربعين كان مهاجرا لسنين عديدة قبل أن يقرر العودة الي وطنه والى احبابة واصدقائه والعمل في بلده. فلقد خاض علاقة حب كان موت حبيبته السبب في عودته فلقد كره الشوارع التي كان يمشي فيها معها ففي كل ركن له ذكريات معها، كره حتى الهواء الذي اصبح يتنفسه بمفرده دون ان يتقاسمه معها.
كانت ايامه الاولى في وطته صعبة عليه لان كل شيء قد تغير وحتى الاطفال الذين تركهم رضعا قد كبرو واصبحو يافعين، تغيرت المباني وتغيرت الوجوه وماتت ناس كان يعرفهم وولد اناس جدد لم يعرفهم فاحس بالغربة مرة اخرى حتى وهو في بلده فلم يجد بدا سوى العودة الى اصدقائه القدامى وكان اكثر صديق مقرب له وابن حيه الذي درس معه في صغره هو ملجأه الوحيد فلقد تركه منذ 15 عاما قبل سفره قد تزوج وانجب بنتا جميلة قد تدعا إليسا فهو يحب هذا الاسم كثيرا. وفعلا كان صديق طفولته هذا هو ملجأه الوحيد كب يتخلص من الغربة في بلده. فأعاد ربط قنوات التواصل مع صديقه هذا الذي فرح بعودة مالك وتكررت زياراتهم الى ان قرر هذا الاخير شراء شقة في نفس العمارة التي يقطن فيها صديق طفولته.
وفعلا قام بتأثيث هذه الشقة فهو ينوي اعادة جذوره في وطنه، وبينما هو ينقل الاثاث الجديد لشقته اذا اصطدم بفتات مراهقة كانت غاية فالجمال وبجسم مشاكس فتان وبعينين ساحرتين، فاعتذر منها ولكنها حين نظرت في عينيه هدأت فرائسها، فهي كانت تنوي خصامه ظنا منها أنه تعمد الأصطدام بها كنوع من انواع التحرش، ولكنها فتنت بعينيه السوداوين الواسعتين التي احست فيهما بالراحة والحرية، فملامح مالك كانت هادئة تضفي عليه هيبة ووقارا فجسمه رياضي وابتسامة هادئة كانت ترسم دوما على محياه، فقبلت المراهقة اعتذاره وانصرفت، ولكنها فتنت بتلك العينين، ورغم فارق السن الكبير بينهما الى أن المراهقة احست بانجذاب رهيب تجاه هذا الرجل الذي هو على عتبة الاربعين من عمره. اما مالك فلقد واصل ترتيب شقته. فهو سعيد باستقراره قرب صديق طفولته فلقد كانت غربته في وطنه امر من غربته في بلد المهجر، فلقد تغيرت كل الاشياء التي عرفها قبل سفره. وفعلا حين انتها من ترتيب شقته اتصل بصديقه الذي لم يتاخر فالقدوم اليه والذي ابدى اعجابه بذوق مالك وقررو الخروج لتناول العشاء والتسامر وتذكر الايام الخوالي. وفعلا كان لهم ما ارادو وكانت صهرة جميلة فلقد عادو بالذكريات الي ايام مراهقتهم وتذكرو كل ما كانو يقومون به معا من مقالب وأشياء مضحكة. ورغم هذا الجو الجميل المفعم بالذكريات التي اعادت لمالك القليل من الراحة، الى أنها لم تطل كثيرا فصديقه متزوج وله مسؤوليات فقررو العودة وكان اتفاقهم الاخير ان يزور مالك صديقه للعشاء معا وليعرفه على عائلته، فمالك يعرفهم فلقد كان حاضرا فالزفاف كما انه وقبل سفره يعلم بانه رزق ببنت جميلة، فقبل مالك بهذه الزيارة عن مضض لانه لا يحب هذه الزيارات كثيرا ولكنه قبل بها احتراما لصديق طفولته.
اما تلك المراهقة التي اصطدم بيها مالك فلقد أمضت أيامها تفكر في هذا الكهل الي أسرت عيناه قلبها، وكانت تتعمد أحيانا الخروج من شقتهم والمرور بشقته علها تراه ثانية، وكانت احيانا تقف امام باب شقته تسترق السمع علها تستمع لصوت يريح قلبها او يعلمها باحد تفاصيل حياة هذا الكهل، فهي كانت متاكدة انه متزوج بسبب سنه فمن المفروض ان يكون متزوجا وله ابناء، ورغم هذا الاعتقاد، وفارق السن الكبير بينها وبينه الى انها لم تستطع ان تمنع قلبها من حبه.
وجاء اخير يوم المادبة، فلقد طلب صديق طفولة مالك زوحته باعداد عشاء فخم يليق بصديق طفولته مالك الذي تذكرته هي الاخرى وضلت تستفسر عن احواله، في تلك الاثناء كانت اليسا ابنته نائمة، فخرج هذا الصديق لقضاء بعض الامور، أما زوجته فلقد ذهبت لغرفة ابنتها، وصحتها وطلبت منها مساعدتها في اعمال المنزل فهناك ضيف سيأتي للعشاء معهم. أفاقت إليسا متثاقلة فهي تكره اعمال المنزل، كما انها تكره هذه المناسبات فهي تكون مجبرة على الجلوس معهم على طاولة الاكل والتبسم باستمرار، وهي فعلا لا ترغب في ذلك لانها تكون كالدمية لا تفهم حوار الكهول الذين سينهالون عليها بالنصائح وكانهم علماء نفس وخبراء فالحياة، فكانت إليسا تساعد امها على مضض تفكر في سبب تتهرب به من هذه الزيارة فهي تفضل المكوث في غرفتها على المكوث وسط اناس لغ يتقاسمون معها نفس الافكار. وفعلا جادت مخيلتها بفكرة عبقرية، حيث تعمدت جرح اصبعها بالسكين بينما كانت تساعد امها في تقطيع الخضار، وبذلك تهربت من الجلوس معهم ووضعت ضمادة كبيرة على جرحها الصغير الذي لا يكاد يرى، فلم تجد امها بدا سوى تركها تفعل ما تشاء.
فالاثناء اشترى مالك بعض الهدايا لصديقه وانتظر قدومه ليذهب معه لشقته، وفعلا كان صديق طفولته حريصا على الوقت وطرب باب شقة مالك فالوقت الذي اتفقو عليه مسبقا، وصعدا الاثنان الى شقة هذا الاخير حيث دخلى، فرحبت الزوجة بمالك واخذت منه الهدايا التي لامته على جلبها، وجلسو في غرفة الجلوس واخذو يتجاذبون اطراف الحديث ويتذكرون تفاصيل الزفاف الذي كان أخر زفاف يحظره مالك قبل سفره، وفي خضم حديثهم، سأل مالك صديقه هل له ابناء غير ابنته التي حظر على ولادتها، ليجيبه صديقه مبتسما بانه قرر مع زوجته عدم الانجاب ثانية والاكتفاء بتربية ابنته، وهنا تذكر الصديق غياب ابنته فامر زوجته بان تذهب وتناديها لتلقي التحية على مالك، فنفذت الزوجة طلبه وذهبت لغرفة ابنتها واعلمتها بقرار ابيها، ولكن عناد إليسا قد اوحى لها ان تخرج لالقاء التحية على ضيف ابيها بشعر منكش وهي تظهر الجرح الذي كان لا يكاد يرى ولكنها وضعت عليه ضمادات حثيرة كي يظهر جرحا كبيرا وكل هذا كي تتمكن من الهروب من هذه الزيارة المملة.
وفعلا بعد بضع دقائق خرجت من غرفتها واتجهت الى غرفة الجلوس كي تلقي التحية على الضيف ثم تعتذر منهم وتعود الى غرفتها، فكانت تسير بخطا منثاقلة وراسها بالارض مدعية التعب، الى أن دخلت غرفة الجلوس والقت التحية على الجميع وهمت بالمغادرة، الى ان اباها اوقفها وامرها بان تلقي التحية على مالك فهو صديق طفولته وكان حاضرا على ولادتها قبل ان يسافر، فلم تجد بدا سوى تنفيذ امر ابيها، فتقدمت نحوه بخطا متثاقلة الى ان وصلت اليه فمدت يدها ورفعت راسها ببطء وهنا كانت الصدمة، فهو ذلك الكهل الي فتنت به، فارتبكت وندمت على نك شعرها وتعمد الهروب من العشاء، وارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة فهي تمسك بيد حبيبها، فأعقب مالك قائلا :
- مالك : ما شاء الله لقد كبرت ابنتك فلقد تركتها رضيعة صغيرة.
وضحك الجميع ما عدى إليسا التي احتارت ما تفعل فعنادها قد سبب لها احراجا كبيرا فهي قدمت نفسها في ابشع صورة وفي مظهر مضحك.

فيا ترى كيف ستتدارك إليسا وتصلح خطأها فهي ترغب بشدة في تناول العشاء معهم فحبيبها هو الكهل هو الضيف ؟
ام انها ستضطر لاكمال مخططها كي لا تقع فالمشاكل مع اهلها فلقد ادعت ان جرحها كبير واتعبها واعتذرت من امها مسبقا ؟

احلام محرمةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant