part 1

784 32 54
                                    


Seoul city dark street after midnight 12:44

.
وَسَطَ طَرِيْقٍ وَاسِعٍ يَحتَضِنُهُ اللَّيْلُ تَحُدُّهُ الأَشجَارُ مِنْ كِلَا الجَانِبَيْنِ تَقُودُ المَرأَة ذَاتُ القَوَامِ الرَّفِيعِ وَالعُيُونِ القَاتِمَةِ سَيَّارَتَها بِاتِّجَاهِ مَنْزِلِ زَوْجِهَا ..
.
مَنْزِلِ زَوْجِهَا ....؟ لِنَقُلْهَا بِعِبَارَةٍ أَدَقّ ..طَلِيقِهَا لِأَنَّهُ سَيُصْبِحُ كَذَلِكَ فِيْمَا بَعْدُ ..
.
.
تَنَهَّدَتِ المَرأَةُ بِيَأسٍ وَقِلَّةِ مَقدِرَةٍ أَثناءَ قِيَادَتِهَا .. فَبِمُجَرَّدِ التَّفكِيْرِ فِيْ الأَمْرِ يَجعَلُهَا مُرْهَقَةً لِلغَايَةِ ..فَمَن كَانَ يَتَوَقَّعُ أَنْ تَأخُذَ هَذِهِ المَرأَةُ قَرَارَاً مَصِيرِيَّاً تَظُنُّ بِأَنَّهُ سَيَأخُذُهَا إِلى بَوَّابَةِ النَّعِيمِ لِيَقُودَ بِها إِلى قَاعِ الجَحِيمِ ..؟
.
فَعَيْنَاهَا المُتعَبَتانِ تُوحِيَانِ بِأَنَّها مُنهَكَةٌ بِالكَامِلِ
وَأَنِينُهَا المُستَمِرُّ لَو كَانَ لَدَيهِ لِسَانٌ فَقَط لاستَعبَرَ وشَكَى ..وأَنَامِلُهَا خَلفَ المِقوَدِ قَد أَمْطَرَ عَلَيهَا العَرَقُ وَغَزَى ..إِنَّمَا هِيَ الآنَ فِعلَاً فِيْ حَالَةٍ لَا يُحسَدُ عَلَيْهَا ..
.
هَزَّتْ رَأسَهَا مِرَارَاً لَعَلَّهَا تَستَجِدُّ نَشَاطَهَا وَتَجمَعُ تَركِيزَهَا عَلى هَذا الطَّريْقِ المُعتِمِ 

الذِي لا يُضِيئُهُ سِوَى ضُوْءِ سَيّارَتِهَا السَّاطِعِ ..تَنظُرُ إِلَيْهَا كأَنَّهَا تَقُودُ بِتَركيزٍ تَامٍّ إِلى أَنْ تُمعِنَ النَّظَرَ جَيِّدَاً سَتُلاحِظُ أَنَّها تَرمُقُ أَوْراقاً ساكِنَةً أَمامَ عَجَلَةِ القِيَادَةِ ..تَرْمُقُها بازدِرَاءٍ كَأَنَّها سَبْعٌ عَلى وَشَكِ أَن يَنْقَضَّ عَلَى فَرِيْسَتِه .. مُرِيبٌ نَوْعَاً مَا ..؟
.
.
تّذَمَّرَتْ تِلْكَ الحَسْنَاءُ بَعْدَ نُزُولِهَا مِنَ السَّيَّارَةِ وَحجَمَتْ ظَهْرَهَا مِنْ شِدَّةِ الألَم وَمَدَّتْ يَدِها وَهِيَ تَحمِلُ المِفتاحَ لِتُقفِلَ سَيّارَتَها ..

.
فَالوُصُولُ إِلَى البَاحَةِ وَصَفُّ السَّيَّارَةِ فِيْ ذَاكَ الشَّارِعِ لَمْ يَكُنْ سَهْلَاً 

فَقَدْ عَانَتْ كَثِيْرَاً بِسَبَبِ تَعَبِهَا الشَّدِيْدِ وَقِلَّةِ تَرْكِيْزِهَا .. عِنْدَما تَدخُلُ المَنزِلَ فَإِنَّها بِالطَّبعِ وَبِكُلِّ تَأْكِيْدٍ لَنْ تَقُومَ بِفِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ سِوَى أَنْ تَرْتَمِيَ عَلَى السَّريْرِ وتُرضِعَ طِفْلَها وتَنْغَمِسُ فِيْ النَّوم  فَرُغمَ تَعَبِهَا إِلَّا أَنَّهَا سَعِيْدَةٌ أَكْثَرَ ممَّا يَنبَغِي ..أَنْ تَرَى صَغِيْرَهَا وَتُدَاعِبَهُ أَقَلُّ سَبَبَاً فَِيْ جَعْلِها مُبتَهِجَة ..

لَا تَزَالُ تَسِيْرُ بِهَزَلٍ وَعَرَجٍ قَاصِدَةً ذَلِكَ المَنْزِلَ الفَخْم تُسْرِعُ بِخُطُواتِها مُتَلَهِّفَةً لِرُؤيَةِ طِفْلِها وَهِيَ تَعَضُّ شِفَاهَهَا مَنْعاً مِن إِظهارِ اِبتِسَامَتِهَا العَرِيْضَةِ ..كَم هِيَ مُضحِكَة..

لَيَالٍ مُعْتِمَة| JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن