البداية

618 12 12
                                    

دقت. الساعة معلنة حلول منتصف الليل..الظلام يخيم على المدينة..الامطار تتساقط بغزارة..و النجوم تلتف حول القمر مضفية بريقا في السماء.. الشوارع خالية....إنه جو رومانسي حقا..ولكن لن يكون كذلك للجميع.
في مبنىً مهجور..بعيدا عن منتصف المدينة يقف رجل على السطح.. يمتلك جسدا جذابا.. طويل القامة.. ذو عينين خضراوتين تخلو من الرحمة..من ينظر لهما يشعر بالدماء تجمدت في عروقه..شعره الاشقر الطويل يتطاير على وجهه.. ينظر الى القمر ببرودة قاتلة..التفت الى الوراء و اخذ ينزل إلى قبو المبنى..كان يمشي بهدوء و اتزان..مد يده الى جيبه و أخرج لفافة من الدخان و وضعها بين شفتيه الحمراوتين.. أشعلها..وصل الى أسفل المبنى.. فتح بابا يليه درج طويل..نزل الدرج ووصل الى ممر ضيق..ممر مخيف..بقع الدماء وآثار الجثث تملؤه..ينتهي بباب خشبي مهترئ..ما إن رآه حتى ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه..أخذت خطواته بالتسارع تدريجيا..وصوله الى الباب كان غايته الوحيدة..
-على الجانب الآخر من الباب-
غرفة مظلمة لا ضوء فيها..باردة موحشة..تستلقي على ارضها فتاة منهكة..جسدها يرتجف من اابرد..لا تقوى على التحرك..جسدها مملوء بآثار التعذيب الهمجي..اخذت تسمع صوت خطوات شخص يقترب من الغرفة..كانت تعرف جيدا من يكون هذا الشخص..سبب كل معاناتها..حاولت جاهدة ان تتحرك..ولكن محاولاتها باءت بالفشل..توقفت الخطوات امام الباب..وسمعت صوت مفاتيح تتصادم ببعضها..أخذ الباب يفتح ببطئ..و النور يتسلل الى الغرفة..استسلمت و أغلقت عيناها..تلعنه بين شفتيها كلما شعرت باقترابة خطوة منها..كانت تعلم جيدا ما ينتظرها..اقترب منها شيئا فشيئا و وقف ساكنا امامها..ما إن فتحت عيناها حتى قام بركلها بكل ما يملك من قوة في معدتها ليجعلها تستلقي على ظهرها..رفع قدمه لتستقر على صدرها و ضغط بقوه..شعرت و كأن قفصها الصدري كاد ان يتكسر..اخذت تحاول جاهدة دفع قدمه بيديها و تتمتم بالتوسل..و لكن صوتها لم يك يستطيع الخروج..
-جين"بخبث":ماذا هناك..هل تحاولين قول شيء. و تعالت اصوات ضحكاته الخبيثة..ونزع  قدمه.

بعد الايام التي امضتها تحت تعذيبه لم تكن تريد سوى الخروج من هذه الغرفة..كانت كالكابوس بالنسبة لها..منذ أن بدا بالسيطرة عليها و هو يعاقبها في هذه الغرفة..مع ذلك استجمعت كامل قواها لاول مرة في حياتها بسبب ذلك الموقف ووقفت في وجهه مع أنها تعلم عواقب الامر..حاولت الصمود حتى اللحظة الأخيرة..ولكن همجيته و قساوته دمرت قوتها و كبريائها..7 ايام من التعذيب النفسي و الجسدي كانت كافيه للتخلي عن كامل كبريائها.

اخذت تلهث بقوة..ورفعت جسدها بصعوبة ليتكئ ظهرها عل الحائط..ثم اغلقت عينيها و قالت بضعف شديد و صوت مرتجف:
_شيري:انا آسفة..أرجوك سامحني..لم أعد احتمل هذا..إنه مؤلم حد الموت.
قام بالنزول اليها..و اخذ يقترب منها ببطئ.. وضع يده اليسرى على رأسها وجذب شعرها بقوة و قربها منه بعنف لتتضارب أنفاسه مع رقبتها و يهمس في اذنها اليمنى بتجبر:
-أرى أنك استسلمت اخيرا..اين ذهب كل كبريائك..أرأيت مالذي يحصل عندما تحاولين عصياني..انا الأعظم هنا حياتك..موتك..راحتك..المك..كلها بيدي..
/بخبث/ ذكريني مجددا..مالذي فعلته حتى استحققتي هذا؟
-اظهرت بعض الرحمة..تردت في قتل ذلك الجاسوس و لم أقم بقتل طفليه...أنا آسفة حقا..أعدك أن هذا لن يتكرر
قام بضرب رأسها بالحائط بغضب ثم أخذ ينهال عليها بركلاته بكامل قوته..متجاهلا صوت صرخاتها و توسلاتها المتآلمة ثم توقف و جذب رقبتها اليه حتى كاد أن يخنقها و قال بصراخ:
-بالطبع لن يتكرر..الى الان انت لاتعلمين مالذي استطيع فعله..صدقيني..ساجعلك تتمنين الموت حقا.
افلت رقبتها لترتمي ارضا.. قال و هو يهم بالخروج:
-سأعفو عنك الان ولكن تذكري انت لست سوى لعبه في يدي احركها كيفما اشاء..تذكري هذا دوما.
ما إن غادر الغرفة حتى أجهشت بالبكاء..تبكي بحرقة..لماذا يحدث هذا معها..انها فتاة في السادسة عشر من عمرها..مالذي فعلته حتى تستحق كل هذا..عادت في ذاكرتها الى الوراء..الى البداية..بداية خضوعها له..قبل ان يقتل ابويها..كانت تعيش حياة جميلة معهم.. لياتي هذا الوحش و يدمر كل شيء..ظلت تبكي بحرقة وهي تردد:أكرهك..اكرهك كالجحيم "بصراخ" حتى اغمي عليها.
______________________________________________

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زهور الدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن