بعد منتصف الليل ... في االطابق الاخير للمبنى الضخم الشبيه بالصرح الشاهق المسمى عرضا شركات آل هاشم .....
أنين وتأوهات متقطعة خافتة تحاوطه في سحابة الظلام التي تلفه.....
يحاول تحريك جسده ولكنه يشعر بتيبس كبير في عضلاته والم حاد في رأسه وجسده ككل.... عادت التأوهات مرة اخرى ففتح عيناه بصعوبة ... اول ما رأته عيناه الأرض الرخامية الباردة التي يستلقي عليها ادار رأسه ببطء في المكان وهو يحاول الاستعدال .....
يحاول التذكر اين هو وماذا حدث.... اخر ما يذكره انه كان يسهر لتجهيز اوراق مهمة لاكبر مناقصة ستدخل فيها شركتهم ...
ما الذي حدث له ... ولماذا كل شئ حوله محطم... والاوراق متناثرة في كل مكان....
وفجأة اصتدمت عيناه بذلك الجسد المسجي في الارض .... توقف مكانه ولم تستوعب عيناه ما يراه للحظة.... كل ما يراه امامه هو كتلة من الشعر ال !!! ...
انتفض جسده بعنف وهو ينفض عن جسده كل اثار الخمول والارهاق ويركض الى ذلك الجسد....
وصل اليه وهو يشعر بالخوف حتى من رفع خصلات شعرها المنتشرة في كل مكان حولها وتغطي ملامح وجهها بالكامل.... إلهي لا تجعلها هي ...
بصعوبة وبينما يداه تتعرقان وجسده كله يختض وهدير انفاسه عالية رفع خصلات شعرها عن وجهها....جحظت عيناه وهو ينظر اليها...تفقد دقات قلبها وتنفسها ولكن لا شئ ... لقد ماتت ....
- ماذا فعلت.... انها أمانة .. امانة ... ماذا افعل .. الهي ساعدني...
كان يتكلم بكلمات غير مترابطة وهو يبحث عن هاتفه ... اللعنة اين هو.... كان يتلفت حوله في الفوضى التي تعم المكتب ويبحث عن الهاتف كالمجنون.. اخر ما يذكره انه كان في جيب سترته ولكن الان... فهو لا يلبس سوى قميص البدلة الخاص به .. وهو ممزق الازرار ويوجد بقعة كبيرة من الدماء تغطيه.... ولا يرى سترته في اي مكان... واخيرا وجده مرمي فوق الطاولة الزجاجية المحطمة بالكامل...ركض اليه و امسكه بسرعة لكنه صدم من الدماء التي تغطي جزء من الهاتف وزجاج الطاولة المحطم ... هل هذه دماءها.!!!... شعر بقبضة قوية في معدته كأن هناك من لكمه عليها بقوة ... كان اصابع يده ترتجف وهو يضغط على ارقام الهاتف....
- جهاد ...ساعدني ..انها لا تتنفس ابدا.... انا ...انا قتلتها... لقد ماتت ...ماتت...
أنت تقرأ
وابحث في عينيك عن ذاتي
Romanceانا التائه ابحث عن زاتي اتخبط واتخبط ولا اجدها ... لا ارى سوى الظلام ... وفجأة اسمع صوتك في قلب الظلام يدلني فاركض تجاهه كمن وجد المنارة في قلب العواصف ... فاجدك واجد نفسي على ضفاف عيناك....