في الداخل وفي الطابق الاخير حيث مكاتب رؤساء الشركة كان قصي يجلس في مكتبه بكل برود وقليل من الملل...فهو لم يكن يريد ان يشرف على فتاة صغيرة متدربة.... فيكفيه من دلال البنات ومزاجهم ما يلقاه دوما على يدي اخته سلسبيل وبنت عمته ظبية.... ولتكمل معه تم توزيعهما عنده.. لهذا فضل ان تكون متدربته الانسة سلا... لانه اذا اغضب الاميرة سلسبيل والاميرة ظبية سيحيل جده حياته لجحيم بسبب جميلاته الصغيرات.. ... يداه تتلاعب تلقائيا بكرة زجاجية دوارة كانت لوالدته في ما مضى.... خرج من شرود افكاره على طرق خفيف على الباب ... فهو يكره الصخب والضجيج ومن محبي الهدوء جدا... دلفت سكرتيرته لتخبره بأن الانسة سلا وصلت... انسة!!!!!..حسنا ماذا كان يتوقع ... فهي تدرس مع شقيقته.... رائع.... سيبدأ الان في عرض الدلال والاغراء السخيف... الا تكفيه سكرتيرته نيفين .. والتي ينوي تبديلها ... ولكن فلينتظر قليلا بعد....طلب منها ادخالها.... وللحق كانت كل شئ عدا الصورة التي وضعها لها.!!!!!!!!!... انها ... طفلة!!!!
دلفت سلا للمكتب بعد ان رمقتها الانسة نيفين بنظرة لو كانت النظرات تقتل لاردتها قتيلة... ما بها هذه المرأة.. الا يكفي نظرات الاحتقار التي رمتها بها عندما رأتها... .. سمّت بالله ودخلت بعد ان طرقت طرقتين وسمعت صوت ذو بحة رجولية يسمح لها بالدخول.......
- صباح الخير سيدي... انا سلا احمد العمري المتدربة الجديدة لدى حضرتك ... اتمنى ان اك.. قاطعها قصي
_ لقد تأخرتي....
- عفوا سيد قصي لم افهم .... لقد وصلت في الموعد المحدد تماما....
_ لا عليك انسة سلا ... تفضلي بالجلوسكان قصي يشعر بالتشوش من الحالة الغريبة التي تلبسته... فهو لا يعلم حتى على ماذا تأخرت... !!! ...ولكنها منذ دخلت عليه بفستانها الوردي المحتشم مع الكنزة الخفيفة التي تلبسها فوقه مع حذائها ذو الكعب المنخفض وهي تشوشه... فهو لم يتوقع هذا... بل انه حتى نعى انفه من رائحة العطر الصارخ التي ستدخل عليه... ولكن .. رائحتها مثل رائحة الياسمين... كأنها تستقصده بتعطرها برائحة زهرته المفضلة... .. تنححنح ينفضض عنه افكاره .. فمن اين لها ان تعرف هذا بل وتستقصده.... اجلى حنجرته وهو يسألها..
.- اذن انسة سلا انت الاولى على دفعتك ... هذا جيد ... اتمنى ان تكوني تلميذة مجتهدة ... الانسة نيفين ستعلمك كل ما هو مطلوب منك...
كانت سلا هي الاخرى في دوامتها الخاصة... فسلسبيل لم تخبرها وهي تحذرها من طباع اخيها انه على هذا القدر من الوسامة!!! ابتداءا بكتفيه العريضين وعيناه الزرقاء التي تتضارب مع لون بشرته بطريقة .. مثيرة!!... ما هذا سلا ركزي في ما يقول الرجل... نظرت سلا اليه وهو يتحدث وهي تتأمل شفتاه وفكه العريض .... اللعنة سلا ليس مجددا ... ستطردين قبل البدأ حتى ... قاطع شرود أفكارها صوته وهو يقول.
_ انسة سلا.... هل انتي معي...
_ احممم نعم سيدي معك... اعدك ان اكون عند حسن ظن سيادتك...
صوتها .. كأنه سمفونية تهويدة للنوم فهي لا تضغط على حنجرتها لابراز صوتها مثل الغراب المخنوق كما تفعل نيفين... يشعره بالاسترخاء حد الخمول... كما ان من الغبي الذي وضع واجهة مكتبه زجاجية بحيث تضرب اشعة الشمس خصلاتها الثائرة المنفلتة من ضفائرها المحيطة لوجهها فتجعلها مشعة كسبائك الذهب ... اما عينيها وااه منهما انهما خضروانان كاعشاب الغابات.... اوه نعم هو الغبي الذي أمر ان تكون واجهة مكتبه زجاجية ... اذن فليدفع ثمن ما يحدث الان.... قال لها بنبرة هادئة لا تعكس ابدا الافكار التي تموج في رأسه....
_ اتمنى هذا انسة العمري..... امسك سماعة الهاتف ليطلب من نيفين الحضور.....
دلفت نيفين ببدلتها الأنيقة ونبرتها المغناجة (في نظرها ) وقالت ....
_ أمرك سيد قصي .... قال لها بنبرة صوته الجليدية...
_ خذي انسة العمري الى مكتبها وفهميها المطلوب منها......
_ امرك سيدي... تفضلي من هنا انسة سلا...
ألقت سلا نظرة اخيرة على قصي قبل ان تقول وهي خارجة...
_ بالاذن سيدي
كل ما حصلت عليه هو اماءة من رأس القابع امامها دون ان ينظر اليها..... فلو نظر اليها يعلم انه لن يسمح لها بالخروج.... ولكنه لا يعلم الحجة!!!
..............
أنت تقرأ
وابحث في عينيك عن ذاتي
Romanceانا التائه ابحث عن زاتي اتخبط واتخبط ولا اجدها ... لا ارى سوى الظلام ... وفجأة اسمع صوتك في قلب الظلام يدلني فاركض تجاهه كمن وجد المنارة في قلب العواصف ... فاجدك واجد نفسي على ضفاف عيناك....