كاثرينا:
و أخيرا انتهى عذاب هذه المحاضرة ، لا أعلم ما الذي تعلمته منها...لكنني أعلم أنني قد أنهيتها.
ألقيت نظرة على هاتفي أجد مئات الرسائل التي تجاهلتها كعادتي قبل أن أدسه في الجيب الخلفي للبنطال الواسع الأسود الذي أرتديه مع قميص ضيق قصير باللون الأبيض ، و حقيبة سوداء اللون بها كل شيء عدا ما أحتاجه للدراسة فأنا عادة ما أحمل كراسي بيدي أما الأقلام...فلا بأس بسرقة بعضها من الطلاب.
"كاثرين انتظريني" سمعت أحد الأقزام تندهني لألتفت أزفر بضجر بينما أراقب كائنا قصيرا يتجه ناحيتي ، يرتدي فستانا أبيضا رسمت عليه ورود متناسقة باللونين الأصفر و البنفسجي ، قبل أن أجيب بانزعاج "أسرعي ، ليس لدي اليوم بطوله"
"أنت تقنيا مجبرة على انتظاري" رفعت لها حاجبي لتعدل غرتها باستفزاز و غرور لا يلائمانها بتاتا ، لكنها بالأخير هي محقة في كل كلمة قالتها .
"ما آخر الأخبار؟" نطقت بينما أناظر أظافري المطلية باللون الأحمر ...المفضل لدي بينما أسمع إيلا تثرثر دون فائدة .
"اعفيني من التفاصيل المملة" انتحبت بعد أن اكتفيت من ثرثرتها لتقهقه بخفة قبل أن تهز رأسها قائلة "آسر و مجددا ... لم يحدث أحدا ، و أقصد بذلك الفتيات اللواتي يحاولن لفت انتباهه"
ارتفعت شفتي بابتسامة خفيفة قبل أن يستحوذ مجددا على تفكيري ... آسر.
كان آسر هذا ذا بشرة حنطية ، حاجبين كثيفين تبرزان عينيه العسليتين و صفاءهما ، رموش طويلة أضفت عليهما زينة جعلتني أحسده عليها... ذا فك حاد و لحية خفيفة متناسقة مع لون شعره البني الداكن.
ملامحه كانت عربية ، كما كان هو.
"كاثرينا" أخرجني من شرودي صوت ماريو ، صديقي المقرب المزعج ... أم من تظنه الجامعة بأكملها حبيبي إن صح التعبير؟
"و ها قد أتى الشريط اللاصق مجددا" تحدثت إيلا بضجر و انزعاج ترمق ماريو بسخط و الذي بدوره أخرج لسانه يغيظها لأضحك بخفوت عليهما ، لا يتغيران بتاتا .
"ما الأمر ماريو؟" وضعت يدي على كتفه أجذب انتباهه عن إيلا التي قلبت عينيها على اهتمامي به ، هذه الفتاة حقا تغار إن اهتممت بغيرها كصديق.
"أردت أن أذكرك بموعد الليلة ، و أن أتأكد من حضورك حفلة كينجي" همهمت أهز رأسي عدة مرات كدلالة على أنني لم أنس لأجده يبتسم قبل أن يعانقني بخفة ثم يلتفت نحو إيلا يخرج لسانه ليغيظها مجددا و يهرب قبل أن ترمي عليه حقيبتها.