"تقولين نفس الجملة منذ عشر دقائق كاثرينا ، و لمعلوماتك فقط ، تبدين مخيفة بهذه الابتسامة" تذمرت إيلا بصوت مرتفع بينما تدفعني بعيدا عنها لكن ذلك لم يؤثر على ابتسامتي المتسعة بتاتا ، فأنا فوق السحاب الآن.
"أنت لا تفهمين ، لقد حدق بي لثانيتين ، أ تسمعين ؟ آسر حدق بي لثانتين" صحت مجددا لتضع يدها على فمي في محاولة منها لجعلي أصمت لكن حماسي في هذه اللحظة يفوق كل شيء.
ذلك الرجل لا يأبه لأحد ، و لا ينظر لأي فتاة كانت لأكثر من ثانية ، بينما قد نظر لي.. أنا.. لثانيتين ، يا إلهي ، سأقيم حفلة .
مر كينجي بجانبي لأبعد يد ميلينا عن فمي بينما أركض ناحيته لأضرب كتفه جاعلة منه يعود خطوتين للوراء مهسهسا بألم قبل أن أصيح "مشروبات الليلة على حسابي يا رجل"
"تمزحييين ... فليبارك الرب من جعلك سعيدة لهذه الدرجة" قفز كينجي بسعادة بينما أنا فعلت المثل ، أجل سأخسر كل نقودي...لكنني سعيدة للغاية .
.
.
.
"ها نحن ذا" تمتمت لنفسي بينما الابتسامة لازالت لا تفارق شفاهي ، لحسن الحظ أن أستاذ علوم القياس لم يحضر اليوم ، محاضراته مملة للغاية ، و أنا أعني ذلك حقا.
يتحدث عن المتر و السنتمتر لمدة ساعة و نصف دون أن يتوقف ، و يضيف أمثلة لا أعلم أساسا كيف يجد الوقت لتذكرها ، لكنه يفعل بطريقة أو بأخرى ، لذلك حينما أقول أنها مملة فهذا يعني أنها تتفوق على الاجتماعات العائلية التي لا يتواجد بها ابن خالتك المفضل.
وضعت الكراس الخاص بي على أحد الطاولات الفارغة كما وضعت حقيبتي على جانب الكرسي ، لأتجه نحو أمينة المكتبة 'ليليان'.
"كاثرين" همست اسمي بطريقتها المعتادة بينما تبتسم بهدوء لأبادلها بابتسامة مرحة بينما أقول بسعادة "سينيوريتا"
ليليان سيدة تكاد تبلغ الأربعين ، لم أر في حياتي شخصا أكثر بشاشة منها ، لها قبول في النفس لا يصدق ، لك أن تسأل أي شخص في الجامعة إن كان يكرهها ، سيخالونك جننت بلا شك ، ليس بسبب سؤالك ، بل بسبب من تسأل عنه هكذا سؤال.
ضحكت بخفة على اللقب الذي لطالما أناديها به قبل أن تنحني أسفل مكتبها تجذب ما يخصني قائلة "كم تبقى على إنهائه عزيزتي؟"
" أنت تعرفينني يمكنني إنهاؤه في جلسة واحدة ، لكن لما؟" تساءلت باستغراب لأنها المرة الأولى التي تسألني فيها ليليان عن موعد إعادة الكتاب لها لكنها ابتسمت بطيبة كعادتها قبل أن تقول بهدوء "هل يمكنني أن أطلب منك شيئا؟"
أنت تقرأ
ثانيتين
Krótkie Opowiadaniaماذا لو لم تعقد النظرات في تلك الثانيتين؟ - كاثرينا دياز. - آسر صالحي.