𝟐: | كاثرينا |

341 26 73
                                    

جلست في ركن من الصالة أين أراقب الليل و هدوءه المناقض لما يوجد من صخب داخل المنزل ، حملت كأسي أرتشف المزيد من المشروب الغازي خاصتي بينما أحاول الاستمتاع بوحدتي هنا .

إيلا تتسكع مع مجموعة من الشباب يلعبون على ما يبدو حقيقة أم جرأة ، بينما ماريو أيضا يرافق إحدى الفتيات بالمطبخ ، ماريو المعتاد.

يمكنني الانضمام إلى كليهما أو أي أحد آخر إن أردت ، لكنني لا أفعل.

وجهت بصري مجددا إلى الخارج ، أناظر المارة عبر النافذة الزجاجية ، الذي كان معظمهم سكارى و لا يفرقون بين اليمين و الشمال.

تتبعت عيناي هيئة الشاب المختلفة عن من سبق ، و كعادتي ... أهتم للتفاصيل .

كان يرتدي لباسا أبيضا طويلا ، يبدو غريبا بعض الشيء ... لم أكن أعلم أن الشباب يرتدون هكذا أيضا .

شعره يبدو مبعثرا بعض الشيء ، يسير بخطوات ثابتة و هادئة و في اللحظة التالية استدار ينظر إلى جانب الطريق يتأكد من عدم وجود أي سيارات بالجوار ما سمح لي برؤية ملامحه...آسر؟

ماذا يفعل آسر في الخارج على الساعة الخامسة صباحا بجدية ؟ و بهكذا رداء؟...أعني هو بالتأكيد ليس بالخارج للاحتفال.

و بما أنني لست أبدا تلك المعجبة المهووسة بتفاصيله لم أشعر بنفسي إلا و أنا أغلق باب المنزل  من ورائي بعدما ارتديت سترة ماريو ، رغم أنها لا تغطي الكثير كوني أرتدي تنورة قصيرة أساسا مع قميص خفيف ضيق بأكمام ، لكنها أفضل من لا شيء.

تبعته بخطوات حذرة كي لا أشعره بوجودي وراءه ، إلى أن وصل إلى مكان واسع ، يبدو كالكنيسة لكنه ليس كذلك حتما ، لا أعلم ما الذي يسمى بالضبط لكنه نوعا ما مكان تعبد المسلمين ... إن لم أكن مخطئة.

لكن لما قد يستيقظ شخص ما في هذا الوقت المبكر من الصباح فقط ليذهب للتعبد ... على أقل ما أعرف فالمسيحيون لا يفعلون هذا.

لست على علم كبير بمعظم الديانات الموجودة ، لم تكن المسيحية اختياري بل كانت ما تربيت و نشأت عليه ، و لم أتعب نفسي يوما بالبحث عن ما إن وجدت ديانات أخرى و إلى ما تدعو.

فلنكن واقعيين يا رفاق ، أنا لم أبحث حتى في ديني كي أبحث في غيره.

راقبته من بعيد إلى أن اختفى عن ناظري حين دلف من الباب الواسع المزخرف ، و لأعترف ... طريقة بناء هذا المكان مبهرة للغاية و مميزة.

كلما اقتربت أكثر كانت الأصوات تتعالى لتصل إلى مسامعي ، لم تكن أصوات صراخ أو غناء ، بل كانت نوعا من الأصوات الهادئة و المحببة ، أصوات تدفع للاسترخاء.

بدأت أسير دون وعي إلى أن توقفت على مقربة من المعبد ، هنا أين أسمع أصواتهم بوضوح دون أن يلمحني أحدهم.

ثانيتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن