٣/ انِي قَرِيب

64 6 8
                                    

أللهم صلى وسلم على سيدنا محمد ♡..

- وبقا اثر رحِيلك في القلب موجعًا.

_

المكَان يعمه الضجيج من من كل جَانب، اصوات كثيرة مُتداخلة مع بعضهَا لا يمكنك تميز الا كلمة من بين جميع الافواه،

كَان يركض و هُو مُمسك بيد الاخر بقوة، خَائفًا بل مُرتعبًا، الدماء كانت تغطِي وجهه و هُناك دموع جافة علىٰ وجنتيه،

بينمَا الآخر كَان غَارقًا فِي بحر مِن دموعة، شهقاتة المؤلمة تعُم الارجاء، و عيونه الخضراء اضحت حمراء من كثرة البُكاء،

يبكِي و كأنه خسر كُل شئ، خسر كُل شئ يجعله يبقَا على قيد الحياة،

توقف فجأة عن الركض و انزلقت قدمة فوقع و هو يبكِي و انفة ينزف بقوة.

« لقد ذهبُوا جميعًا يَا زكريا، ذهبُوا و تركونِي وحيدًا أُصارع الآمِي وحدِي»

صرخ و هو يجهش في البكاء اكثر و اكثر، عقله لم يستطيع استعاب الامر بعد، مَازال مُراهق يتأثر بكُل شئ، كُل شئ يترك اثرًا مُؤلمًا بداخلة من المُستحيل محوه،

اقترب زكريا منه، و بيد مُرتعشة رفع رأس الاخر و ابتسامة مُرتعشة زينت وجهه الملطخ بـ الدماء:

« أ نسيت انِي معك يا يحيى؟ لقد ذهبت عائلتي و انا اصغر منك و اضحيت انتَ مُنذ ذلك الحين كُل ما أملك، اعلم مَا تشعر به الان، ان تفقد عائلتك يعني ان تفقد كُل شئ فِي الحياة، و لكن أنسيت ان الله معنَا؟ أ نست انه هُنا؟ هُو يرىٰ جميع الظُلم الذي نتعرض له { لَا تحزن أن الله معنَا}»

احتضنة فِي نهاية حديثة بينما الاخر تشبث به بقوة و هو يبكِي كـ الطفل الصغير،

بـ الفعل هو طفل، طفل مَازال يحتاج والدية، يحتاج حُضن والدته الدافئ، و ابتسامة والده الحَنونه، يحتاج منزله الذي تم قصفة مُنذ قليل، يحتاج مِن احد ان يُطمئنة و يخبره انه مَازال هُناك أمل.

« قلبي يؤلمنِي بشدة يا زكريا، لا استطيع الشعور بـ شئ سوىٰ القهر و الذُل، فقدت كُل شئ فقدت كُل شئ يا زكريا، أ ليس لهم قلوبُ؟ كيف لـ بشر ان يفعلوَا هذا ببشر مثلهم؟ الم يقُول الرسول: ارحموَا من في الأرض يرحمكم من فِي السماء، ألا يملكوَن ذرة رحمه فِي قلوبهم؟.»

اردف و هو ينظر إلي زكريا بـ عدم تصديق و قهر، هُنا بكىٰ زكريا بقوة و هو يتحتضن رأس الاخر بين صدرة و يُربت على شعره برفق.

« لا بأس يا يحيى لا بأس، أ نسيت ان الله قريب مُجيب؟ أنسيت قول ربك { إلا تنصروه فقد نصره الله} والله اننا لم نُهزم و لم نُذل يا رفِيقي، الله نصرنا و هذا يكفِي، يكفي نصر الله لنَا {و ان ينصركم الله فـ لا غالب لكم} نحنّ نعلم اننا علىٰ حق و ان الله سُوف ينصرنَا فِي الاخره، دعهم يفعلون مَا يريدون فِي الدنيا، فـ هي في النهاية مجرد دُنيا»

انهىٰ زكريا حديثة و هو يبتسم فِي وجه يحيىٰ ابتسامة بَاهتة و لكنها تحمل بين طايتها الكثير من الدعم و المحبة و أمل اضحىٰ قريبًا،

أمل يُشرق من بعيد، بعيد و لكنه مَازال مُتواجد، مَازال هُناك أمل و هذا يكفي

« معك حق، انها مُجرد دُنيا، لا يجب ان نبكِي ولا نحزن عليها، انها ليست دارنا ولا ديارنا، نحن في الاساس اتينا هُنا لـ نتعب و نتحمل لكِي نرتاح فِي حياتنا الحقيقة و هي الاخره، ان لله و ان إليه راجعون، نحنُ حتى لا نملك فِي انفسنَا شيئًا، كُلنا لله»

ازال يحيى دموعه بعدما انهىٰ حديثة و هو ينظر الي زكريَا بـ ابتسامة مؤلمة، ابتسامة تُحارب من أجل الظهُور،

بينمَا زكريا ينظُر الي يحيى استمع الي صوت الاذان الذي يخرج بقوة من المسجد، انه نداء الرب،

نداء الرب الذي كثيرًا منا يتغافل عنه، و ينسىٰ حقيقة وجوده في تلك الدنيا، إلا و هي عباده ﷲ، عبادة الرحمٰن الرحيم، عبادة من خلقنا و جعلنا بشرًا في احسن صورة لنَا،

لذلك ابتسم زكريا في وجه يحيى ثم امسك بيده و هو يجره خلفة و يردف:

« الله يُنادِي علينَا لـ نلقاه، لكي نشكِي له كُل ما يُحزننَا و يُثقل قُلوبنَا لعله يُبدل كُل احزاننَا فرحًا قريبًا { متى نصر الله الا ان نصر الله قريبً}»

دخل يحيى المسجد و لكن زكريا توقف قليلًا ثم نظر إلى السماء و همس بـ ابتسامة مُشرقة:

«{ فـ دعى ربه اني مغلوب فـ انتصر} أن ربي قريبٌ مُجيب »

_

ادعوَا لـ اهلنَا فِي فلسطين الحُرة ♡.

رأيكم:)؟

دُمتم فِي عنَاية الرحمٰن نُجومِي ☆!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بِين ثَنَايَا القَلب | دفِئَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن