١ _ مِنْدِيل

879 33 8
                                    









نظرت حولي أشعر ببعض من الارهاق ، تلك الفراغات التي لا تمتلاء ، تلك التلال التي لن تهدم و هذا الجسد الذي لا ينحني شعرت به ينخزني بشدة ، شعرت برغبة كبيرة في تقيء انفاسي ، شعرت انني على حافة الهالك حيث لن يعيرني احدهم الاهتمام

و اللعنة على الاشياء التي تزداد سوءا كالألم الذي اعاني منه

اين ، اين قوة الاشياء من حولي

تساقط الكلمات بنهاية الجمل دون معنى لكنه عميق

كعمق هذه الارض و ما بعدها شعرت و كانني لن انجو
لكنني اموت ببطء لعين

" منديل ؟ "

استمعت لشخص خاطبني لارفع رأسي ، اجدها انها احدى الطلاب على ما يبدو ، اشارت لانفي لاشعر بالدماء التي خذلتني مجددا

هززت راسي كموافقة و حاولت ان اخذ قطعة القماش النيلي الذي قدمته

و كم شعرت بالدوار لكنني صمدت ، صمدت في محاولة لامساكه رغم يدها التي تبعده عني

انزلت يدي ، اقطب حاجبايا دون فهم

و ها هي نفسي جعلت مني مجرد حمقاء امامها و امام ابتسامتها الساخرة عندما القته ارضا و داست عليه

و ها هي الارض تتوق لاحتضاني و جسدي الذي سقط اثرى دفعها لي

" حمقاء "

هسهست و داست على ذراعي تكمل طريقها ، و تمنيت لو ترحل روحي معها ، لو تذهب باشمئزاز من هذا الجسد و لا تعود

فهل يكفي لو سقطت دون عودة

فهل يكفي ان اشعر بالصدأ دون حراك او كلمات

استقمت ببطء لألم جسدي و مسحت انفي بشدة احاول عدم التأخر على محاضرة أخرى لكن ما من وقت

ان الزمن لن ينتظر و ان جعلت من نفسك مصدر لتوقف الاشياء من حولك

لكن تمنيت لو انتظرني احد رغم عدم رغبتي بذلك

" انك متأخرة يا آنسة "

نطقت الاستاذ لاشيح بنظري بعيدا لم ارد ان اتكلم او اصدر صوت لانه سيكون مصدر ألم

" يمكنك الدخول و الجلوس بجانب مقعد الآنسة كيم "

اردفت مجددا لابعد اعيني التائة عن الفراغ بمجرد سماع اسمها

كانت هي

لكن ما من رهبة او خوف قد تصدر من جسد لا يأبه للموت
لتكن نهاياتنا جميعا مصدرا للتسائل
فهل كنا لنستحق هذا ، هل كنا لنسرد افعالنا التائهة و المخزية ام امنياتنا التي سبقتها أجالنا

جلست بهدوء انظر لكل الكتابات لكن دون رغبة في فهمها او حتى قراءتها فلن يجدي هذا حتى

" مرحبا ، مجددا "

اردفت مجددا و اسطعت الشعور بشبح ابتسامتها يلوح على شفتيها ، صوتها ، هي، ملامحها لا تهمني حقا ، و لا يهمني فعلها او اسبابها

اريد ان اختفي في هدوء لكنني اخشى تلك السكينة التي قد تلجم روحي و اجزاء جسدي ، اريد الراحة لكنني اخشى من عدم معرفتي دون الم و دون انعراج في خطواتي

اعلم انني و هذا الجسد لا ينتمي لشيء و لو كان بسيطا ،حتى هذه الملابس و ما خلفها لا انتمى لها و لا هي تنتمي لي

رغبة عميقة في الانجارف و عدم التأخر عن اوان قد حان اجله

" انت مغرورة كما توقعت تماما "

همست عندما لم تتلقى ردا مني لابعد اعيني و اناظر خاصتها
اعينها جميلة ، استطعت ان اشاهد انعكاس صورتي مما جعلني ابتسم بسخرية فعن اي غرور تتحدث عنه

انا الشيء الذي يشعر بالخزي لو اقدم على فعل الاشياء ، انا هذا الجسد التائه بزمن قد حددى ليجد موته لاغير

" انت ذات الفتاة "

نطقت اشاهد السخرية التي تعبث بها ، كانت تحدق بي او بيدي التي احمرت لاثار قدمها

" منديلك "

قلت مجددا بهدوء لتقطب حاجباها و تنظر ناحية اعيني مجددا
دسست يدي بجيبي و هاهي اعينها تراقب افعالي بهدوء

" لقد نسيته على الارض "



.

Tomorrowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن