سر يكشف

65 7 4
                                    

-- " أجل ، يبدو أنها اشتاقت لحضن جدتها كثيرا و أرادت إحياء ذكرى الماضي ، الفتاة الشفافة البكاءة التي لا تتوقف عن محاولة إظهار نفسها بمظهر المظلومة و الطيبة و الضعيفة ... إنها تحاول استعادة مكانتها بالنسبة لجدتي ، الحلقة الأضعف في المنزل .... لأنها تهتم كثيرا بفكرة العائلة المترابطة ... ها ! من يصدق انك سهلة الخداع هكذا ألثيرا !"

-- " توقفي عن الحديث عن شقيقتك هكذا أنها ... "

-- " أنها ماذا ؟ هل هي خائفة لذلك لم تحرك ساكنا من حضنك الدافيء ، أم أنها تعجز عن الدفاع عن نفسها ، أعلم جيدا فكل ما كانت تجيد هو البكاء حتى تلفت الانتباه لها !"

-- " ليس كل من حولك تستطعين قرائتهم و تحليل تصرفاتهم كما تريدين ، انتي غير مدركة للأسباب التي تدفع الناس للتصرف عكس طباعهم لا تحكمي دون معرفة السبب !"

-- " كلام مؤثر و متوقع جدا ، و لكن هي لم تفعل العكس ، بل قامت بالشيء التي تجيده دائما التخلي عني و الهروب باكية !"

-- " آستيرا انا ... "

-- " إياك و نطف اسمي !"

-- " اسمعي امي آستيرا معاها حق ، لا تأمني لأي أحد خارج العائلة ، لا يهمني من تكون هذه الفتاة لم تكن معنا منذ البداية !"

-- " أيلين انتي أيضا !"

-- " توقفي عن الكذب على نفسك امي ، هذه الفتاة لا تشبه أخي بشيء ، التشابه في الشكل لا يعني أن الجوهر واحد !"

-- " كم هذا مثير للسخرية حقا ، الآن علمت بالسبب اذا ! هل هي تذكرك بوالدي! انظري إلى نفسك ألثيرا كم انتي مثيرة للسخرية في ظل فقدانك لوالدي تتمسكين بها ! هي حتى لا تشبهه في شيء بتاتا ! لا أعلم مالذي يجعلها ابنته حتى !"

-- " لا يمكنك نكران أنها شقيقتك ! و أنكما تتشاركان الدم نفسه ، بعض الأشياء لا يمكن إنكارها أو التظاهر بعدم وجودها و انتي تعلمينا هذا !"

-- " هذا ليس صحيح ! يمكن قطع أي علاقة و أي رابطة و استبدالها متى شئنا و بمن شئنا ، الأمر عائد إلينا فقط ، أما هذه الخزعبالات الفارغة عن علاقة الدم و الأسرة فمجرد أحاديث فارغة وحسب "

خرجت اتجوز أيلين التي قالت : " لن يعود أخي يا أمي ، حتى هذه الفتاة لن تروي عطشك له ، انسي الأمر وحسب !"

هناك أشياء عدة أردت قولها ، أريد لو يتم إسكات عقلي الثرثار و قلبي المضطرب و لو لدقيقة واحدة ، أتمنى لو أستطيع أخبار العالم عم أشعر به ثم اجعلهم ينسونه بطريقة ما ... و لكن انا حتى لا أعلم ما علي قوله ... الألم بداخلي غير قابل للترجمة على كلمات أو نظرة حزن أو غضب أو أي شيء انه يدور في شكل إعصار داخلي يدمرني انا وحسب ...

وكأن الكتمان أصبح رفيقي على الرغم من أذيته إلا أنني لا أستطيع الإستغناء عنه، أشعر وكأن هنالك شيء ما يتآكل بداخلي تحديداً في صدري وفي كُل مرة يزداد هذا التآكل حين أكتم مايجول في عقلي، وكأنه بعد كُل تلك الأحداث اللعينة تلاشى جزء ما بداخلي أو بالأصح تلاشت أجزاء مني، أصبحتُ رمادياً لا أُطيق ولا أطاق وكأن هناك قطعة سوداء تَبيت في أعماقي وتَمنعني من أعيش الحياة بنظرة مُختلفة، أو بالفعل أنا هذه القطعة السوداء الرمادية المُتحطمة جسدياً المُتلاشية داخلياً المُتآكلة روحياً. ⁦

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Pandora Backing of The darkness حيث تعيش القصص. اكتشف الآن